أعلن البرنامج الوطني للتحصين التابع لوزارة الصحة في اليمن عن تدشين حملة واسعة النطاق للقضاء على الكزاز الوليدي والحصبة – المرضان الأكثر فتكاً بالأطفال في اليمن.
وقد بدأت هذه الحملة يوم 24 يناير/كانون الثاني وستستمر لستة أيام.
وتهدف حملة الكزاز الوليدي إلى تحصين 2,170,000 امرأة تتراوح أعمارهن بين 15 و45 عاماً في 17 محافظة من محافظات البلاد الإحدى والعشرين. ويشارك في الحملة أكثر من 15,000 عامل صحي سيتم تمويل عملهم من قبل وزارة الصحة ومنظمة الصحة العالمية التابعة للأمم المتحدة والبنك الدولي، وفقاً لعيسى محمد، رئيس البرنامج الوطني للتحصين.
ويقول المتخصصون في مجال الصحة أن الكزاز الوليدي يشكل خطراً على الأطفال في اليمن بسبب غياب القابلات الماهرات أو عدم توفر المعدات الطبية المعقمة أثناء الولادة أو كليهما معاً، الأمر الذي يؤدي إلى ارتفاع معدلات الوفيات بين المواليد.
وأخبر محمد شبكة الأنباء الإنسانية (إيرين) قائلاً: "الكزاز مرض قاتل حيث يموت أكثر من 80 بالمائة من الأطفال المصابين به".
ولا تشرف القابلات الماهرات سوى على 20 بالمائة من الولادات في اليمن بينما تحصل 84 بالمائة من الولادات في المنازل، وفقاً لمكتب صندوق الأمم المتحدة للسكان في اليمن.
كما أفاد تقرير "الإحصاءات الصحية العالمية 2008" أن 61 بالمائة فقط من المواليد الجدد حتى عمر 28 يوماً كانوا محصنين ضد الكزاز الوليدي في اليمن عام 2006. كما أن معدل وفيات المواليد في البلاد يصل إلى 41 لكل ألف ولادة حية، وهو الأعلى في منطقة الشرق الأوسط.
ولا توجد أرقام دقيقة حول عدد الوفيات الناتجة عن الكزاز الوليدي في اليمن غير أن مكتب منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف) في البلاد أفاد أن اليمن تعتبر من بين 47 دولة في العالم ما تزال بحاجة لاجتثاث الكزاز الوليدي وكزاز الأمهات.
وقال محمد مدير البرنامج الوطني للتحصين أن لقاح الكزاز يجب أن يعطى خمس مرات للأمهات في سن الإنجاب لتحصين الأم (وطفلها المستقبلي) ضد الكزاز.
وأضاف قائلاً: "توفر الجرعة الرابعة للمرأة التحصين ضد الكزاز لعشر سنوات ولكن الجرعة الخامسة تحصنها مدى الحياة".
وقد قام البرنامج بإطلاق حملتين للقضاء على الكزاز الوليدي في إبريل/نيسان ويونيو/حزيران 2008. وقد غطت حملة إبريل 73 بالمائة من النساء وحملة يونيو 78 بالمائة منهن، وفقاً لمحمد الذي أضاف: "نحن نسعى لاجتثاث الكزاز بحلول عام 2010".
الحصبة
أما لقاح الحصبة فسيقدم إلى 667,630 طفلاً تتراوح أعمارهم بين عام وخمسة أعوام في محافظات حضرموت والحديدة والمهرة خلال الأسبوع الأخير من شهر يناير/كانون الثاني الجاري. وقال البرنامج الوطني للتحصين أنه قد تم اختيار هذه المحافظات لحملة الحصبة نظراً لتعرضها للفيضانات نهاية أكتوبر/تشرين الأول 2008.
وقال العبد ربيع باموسى، وهو مسؤول صحي في محافظة حضرموت، أنه حملة التحصين في تلك المناطق هي إجراء وقائي لمنع انتشار الأمراض المعدية. وأوضح قائلاً: "خلال الكوارث الطبيعية يتم اتباع إجراءات وقائية لمنع انتشار الأمراض المعدية حيث تصبح مناعة الناس – وخاصة الأطفال – ضعيفة".
ومن المتوقع أن تبدأ حملة أخرى على المستوى القومي في الربع الأخير من عام 2009 في محاولة لاجتثاث الحصبة من البلاد. وقال محمد: "نسعى للقضاء على الحصبة مع نهاية عام 2009، فهي أيضاً مرض قاتل يؤدي إلى وفاة 7-8 بالمائة من الأطفال [في حال أصيبوا بها]".
"