Help us amplify vital stories and drive change in underreported crises.

Support our work.
  1. الرئيسية
  2. Southern Africa
  3. Angola

القليل من الإشعاع قد يزيد من إنتاج الغذاء

The Joint FAO/IAEA Division helps develop crop varieties that thrive in an environment suffering from the consequences of climate change V. Schoehl/IAEA

تقول الوكالة الدولية للطاقة الذرية أن التنبؤات المتشائمة التي تتحدث عن انخفاض إنتاج الغذاء في إفريقيا وآسيا خلال عقد من الزمان بسبب التغيرات المناخية وانخفاض الاستثمار قد تتخذ مساراً معاكساً بقليل من المساعدة من العلوم النووية.

وفي هذا السياق، قال تشيكيلو إمبا، رئيس وحدة تربية النبات في مختبر الزراعة والتقتيات الحيوية التابع للوكالة الدولية للطاقة الذرية أن الموضوع ليس أكثر من تعريض بذور المحاصيل الرئيسية للإشعاع لإحداث التغيرات المرغوبة وجعلها أكثر مقاومة للجفاف ولأمراض معينة أو لإعطائها القدرة على النمو في التربة المالحة. ويعتبر هذا المختبر مشروعاً مشتركاً بين الوكالة ومنظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (الفاو).

وفي حال لم تستطع الدول تحمل تكاليف الاستنبات الإشعاعي" فإن الوكالة الدولية للطاقة الذرية ستوفره لها دون مقابل. ولكن السؤال الذي يطرح نفسه هو" لماذا لم تحل هذه الطريقة أزمة الغذاء العالمية؟" والجواب كان حاضراً لدى إمبا الذي قال: "يعلم القليل من الناس عن توفر مثل هذه التسهيلات".

وأضاف أنه خلال عام عندما اجتمعت مشكلة نقص الغذاء مع ارتفاع الطلب وخلقت أزمة الغذاء العالمية الجديدة، كانت الوكالة الدولية للطاقة الذرية والفاو "تدعوان إلى إعادة إحياء الاهتمام بهذه التقنية الآمنة والمثبتة علمياً والفعالة مقارنة بتكلفتها وخاصة في مجال إنتاج المحاصيل التي تستطيع التكيف مع عواقب التغيرات والتباينات المناخية الآخذة بالانتشار كالجفاف والفيضانات والتلوث الملحي والظروف الجوية المتطرفة".

وأردف أن "دول إفريقيا جنوب الصحراء الكبرى التي تعاني من أنظمة زراعية أكثر ضعفاً، ستستفيد بالقدر الأكبر من تبني التغيرات (الطفرات) المستحثة بالإشعاع لتحسين محاصيلها. فلا يوجد، برأينا، ما يمنع استخدام هذه التقنية في منطقة إفريقيا جنوب الصحراء الكبرى بعد أن تم تطبيقها في آسيا وأوروبا".

مخططات النبات

وتملك جميع الأنواع الأحيائية مخططاً يدعى "جينوم" وهو الذي يحدد مجموعة متنوعة من الصفات الموجودة والمحتملة في الكائن الحي. فعلى سبيل المثال، تحدد هذه المخططات طول النبات وإنتاجه وقابليته للإصابة بالآفات الزراعية أو مقاومته لها وما إلى ذلك من الصفات. ولكن القليل فقط من هذه الاحتمالات الكثيرة يحظى بفرصة التطور. كما يمكن للنبات أن يتكيف مع الظروف المختلفة المحيطة به عند حدوث طفرة تلقائية أو انتقاء طبيعي.

وقد أفاد تصريح صحفي للوكالة الدولية للطاقة الذرية أن قدرة بعض النباتات الصالحة للأكل على البقاء في ظروف غير ملائمة هو أول ما لفت انتباه الإنسان في مرحلة جمع القوت منذ آلاف السنين (قبل الانتقال إلى الزراعة). وقد قام البشر آنذاك "باختيار المحاصيل البرية القوية وسهلة الحصاد فاستهلكوا المحصول وحافظوا على البذور لزراعتها في العام القادم. وعندها بدأ عهد الاستنبات الحديث".

ويمكن القيام بالاستنبات بعدة طرق، فقد يجد العامل في هذا المجال الذي يبحث عن ميزة مقاومة الحشرات، على سبيل المثال، هذه الصفة في صنف بري منخفض الجودة والإنتاج. فيتم جمع صفات هذا النبات بأخر يتسم بالجودة والإنتاج الوفير ويتم بعدها اختيار أي نتاج يحمل السمات المطلوبة وتكثيره.

بدوره قال بيير لاغودا، رئيس قسم الاستنبات وعلم الوراثة في مشروع الوكالة الدولية للطاقة الذرية/الفاو: "نحن نسمي الطفرات التلقائية محرك التطور. فلو استطعنا العيش لملايين السنين ومراقبة مليارات الهكتارات من الأراضي بدقة تامة لوجدنا أصناف تحمل جميع السمات التي نبحث عنها ولكنها تغيرت بشكل طبيعي...ولكننا لا نستطيع الانتظار لملايين السنين حتى نجد نباتات نحتاج إليها اليوم لتوفير الغذاء للعالم، ولذلك فإن [اللجوء إلى] الطفرات المستحثة يسرّع من هذه العملية".

وأوضح البيان الصحفي الصادر عن الوكالة الدولية للطاقة الذرية أنه في الطفرات المستحثة، يقوم العلماء باستخدام مولدات الطفرة أو ما يسمى بـ mutagens – كأشعة جاما أو المواد الكيميائية على سبيل المثال – لتسريع هذه العملية. وعلى عكس التغيرات الجينية، التي تدخل مواد جديدة إلى التركيب الجيني للنبتة، فإن الطفرات المستحثة تسرع من التغيرات التلقائية التي تحدث بشكل طبيعي في النبات.

والتعرض للإشعاع يحدث تغيرات طفيفة في مخطط البناء الأساسي للنبتة فينتج صنفاً جديداً مختلفاً عن النبتة الأم. ويتم إنتاج مجموعة من الأصناف خلال عملية البحث عن السمات المرغوبة ومن ثم انتقاء الأصناف الواعدة التي يتم توزيعها على العاملين في الاستنبات لإضافة هذه الصفة من خلال خلط السلالات.

كما أن الطفرات المستحثة توفر حلاً للمختنقات الوراثية خلال عملية الاستنبات إذ تكون الأصناف الهجينة الناتجة عن خلط السلالات بالجودة ذاتها التي تتمتع بها النبتة الأم.

وأفادت الوكالة الدولية للطاقة الذرية قائلة: "بسبب الاكتفاء بزراعة صنف واحد لعقود عدة، أصبحت التنوعات المتوفرة من النبتة الأم محدودة جداً. وهذا يعرض الأمن الغذائي للخطر لأن قدرة الأصناف الجديدة (التي لم تظهر بعد) على مقاومة الآفات الزراعية والأمراض والظروف الجوية قد تراجعت إلى حد كبير".

ويتم إنتاج ملايين الأصناف من خلال الطفرات المستحثة وعلى العاملين في الاستنبات بعدها البحث عن السمات المرغوبة والقيام بالتهجين. ويمكن للطبيعة أن تساهم في هذه العملية: فإذا تمت زراعة الأصناف المحسنة في حقل مصاب بآفة زراعية، فإن الأصناف التي تبقى على قيد الحياة هي الأصناف المقاومة.

ولأن المحاصيل المقاومة للأمراض والحشرات تستدعي استخدام كميات أقل من المبيدات الحشرية، فإنها تكون بذلك صديقة للبيئة وتقلل من تكاليف الإنتاج على المزارعين الفقراء.

بعض المقاومة

وعلى الرغم من كل هذه المزايا التي يوفرها الاستنبات بالإشعاع، إلا أنه يواجه الكثير من المعارضة الناجمة عن القلق العام من كلمات مثل "الإشعاع" و"الطفرة". عن ذلك قال لاغودا: "أتفهم أن الريب ينتاب الناس حيال هذه التقنيات ولكن في هذه الحالة لا بد من فهم أنه في الاستنبات نحن لا ننتج أي شيء لا يمكن للطبيعة أن تنتجه بمفردها... كما لا تبقى أية مخلفات إشعاعية في النبتة بعد إحداث الطفرة".

وقال إمبا أن الوكالة الدولية للطاقة الذرية بدأت العمل على الاستبات بالإشعاع منذ 44 عاماً وفي منتصف التسعينيات استطاعت الوكالة وغيرها من الوكالات العاملة في المضمار نفسه كمعهد كو لونغ دلتا رايس للأبحاث Cuu Long Delta Rice Research Institute في فيتنام من تحقيق إنجاز علمي مهم وهو إنتاج "سلالة VND" وهي صنف من محصول الأرز يتميز بقصر طوله مما يمنع انحناءه ويسهل عملية حصاده.

والسلالة الأحدث هي VND95-20 التي تشكل 30 بالمائة من محصول الأرز المزروع في دلتا ميكونع التي تبلغ مساحتها مليون هكتار ، كما أنه صنف الأرز المستهلك بكثرة في فيتنام. ينمو هذا الصنف بقوة في تربة الدلتا المالحة ويتميز بمقاومته لأهم الحشرات التي تفتك بنبات الأرز وهي الجندب البني.

وهناك صنف آخر من السلالة هو VND99-3 الذي يمكن حصاده ثلاث مرات سنوياً وبعد 100 يوم فقط من الزراعة، مما يعزز من الأمن الغذائي إلى حد كبير لسكان فيتنام البالغ عددهم 84 مليون نسمة.

ويتعاون علماء الوكالة الدولية للطاقة الذرية مع العاملين في الاستنبات في العديد من الدول الإفريقية باستخدام التقنيات النووية من أجل تحسين النبات وتعزيز محتواه الغذائي ووفرة إنتاجه ومقاومته للآفات الزراعية.

"
Share this article

Our ability to deliver compelling, field-based reporting on humanitarian crises rests on a few key principles: deep expertise, an unwavering commitment to amplifying affected voices, and a belief in the power of independent journalism to drive real change.

We need your help to sustain and expand our work. Your donation will support our unique approach to journalism, helping fund everything from field-based investigations to the innovative storytelling that ensures marginalised voices are heard.

Please consider joining our membership programme. Together, we can continue to make a meaningful impact on how the world responds to crises.

Become a member of The New Humanitarian

Support our journalism and become more involved in our community. Help us deliver informative, accessible, independent journalism that you can trust and provides accountability to the millions of people affected by crises worldwide.

Join