أفادت هيلدا جونسون، نائبة المديرة التنفيذية لمنظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف) أن الصومال يضم أعلى معدلات سوء التغذية في العالم" حيث يصل عدد الأطفال الذين يصابون بسوء التغذية الحاد في البلاد إلى 300,000 طفل سنوياً.
وأضافت جونسون أن الأطفال المولودين لأمهات مصابات بفقر الدم بالإضافة إلى عدم الحصول على التغذية الكافية هما السببان الرئيسيان وراء ارتفاع معدلات سوء التغذية في البلاد التي تمزقها الحرب مع حدوث معظم الحالات في وسط وجنوب البلاد.
وتبلغ نسبة الإصابة بسوء التغذية الحاد الشامل GAM أكثر من 20 بالمائة وترتفع هذه النسبة إلى 28 بالمائة في بعض المناطق. ويقول الخبراء أنه عندما تصل نسبة الإصابة بسوء التغذية الحاد الشامل إلى 30 بالمائة، فهذا يعني أن البلاد تعاني من مجاعة.
وقالت جونسون يوم 4 ديسمبر/كانون الثاني في نيروبي بعد زيارتها للصومال: "على الرغم من تقلص المساحة التي تعمل بها المنظمات الإنسانية... إلا أننا مستمرون في تقديم المساعدات ... أنه أمر صعب ولكنه ليس مستحيل". ويوجد 220 مركزاً للتغذية العلاجية في البلاد.
وقالت أن "أزمة حادة متعلقة بحماية الأطفال تنتشر على نطاق واسع ... وقد فاقم الوضع الأمني الحالي من حدتها".
ووفقاً لليونيسف، يفتقد أكثر من 70 بالمائة من السكان إلى إمكانية الوصول إلى المياه المأمونة.
ومع ذلك رسمت المنظمة بعض الصور المشرقة إذ قالت أن نسبة الإصابة بالملاريا انخفضت من 17 بالمائة إلى 6.9 بالمائة في الوقت الذي بقي فيه شلل الأطفال تحت السيطرة منذ عام 2007.
وفي حديث لشبكة الأنباء الإنسانية (إيرين)، أفاد أحمد ديني من منظمة "بيس لاين" وهي منظمة مجتمع مدني صومالية تراقب وضع الأطفال في البلاد، أن أكثر المتأثرين بالأزمة هم الأطفال والنساء.
وأضاف أن المزيد من الأطفال يعيشون الآن بمفردهم في الشوارع دون وجود من يرعاهم، حيث قال: "الكثير من الأطفال فقدوا آباءهم وأمهاتهم أو انفصلوا عنهم ولا يستطيعون العثور عليهم".
وقال أن شبكات الدعم التقليدية التي كانت تتحمل مسؤولية الأيتام قد بدأت تتفكك على ما يبدو بسبب الضغوط الاقتصادية والأمنية الهائلة التي تشهدها البلاد.
وأوضح ديني أن مثل هؤلاء الأطفال يصبحون "أهدافاً رئيسية للتجنيد في الجماعات المسلحة. فهم لا يجدون مكاناً آخراً يذهبون إليه ولذلك ينخرطون في صفوفهم بسبب الحاجة".
وأضاف قائلاً: "سيبقى مستقبل آلاف الأطفال مظلماً إذا لم تتحسن الأوضاع".
وقالت جونسون أنه لتحسين حياة النساء والأطفال لا بد من تحقيق تقدم في مسيرة السلام. وأضافت قائلة: "نعتقد أن عام 2009 سيكون عام النجاح أو الفشل من الناحية الأمنية والإنسانية بالنسبة للشعب الصومالي.. لم تصل مسيرة السلام حتى الآن إلى مرحلة وقف العنف، كما أننا نرى أن هناك اختلاف بين ما يجري في المفاوضات وما يجري على الأرض".
النازحون يفرون جنوباً
في أثناء ذلك، سجلت مخيمات اللاجئين في داداب، شمال شرق كينيا، وصول أعداد كبيرة من الصوماليين الفارين من حالة انعدام الأمن في جنوب البلاد.
وعن ذلك، قالت جونسون: "ظروف تشغيل المخيمات صعبة للغاية... كما أننا نحتاج لتخصيص المزيد من الأراضي لتوسعة المخيم. .. وهناك أيضاً ما يكفي من أسباب تجعلنا نعتقد أن المزيد من اللاجئين سيعبرون الحدود".
وأضافت قائلة: "نحن نعلم أن استقبال هذه الأعداد [الكبيرة من اللاجئين] يشكل ضغطاً على أي دولة مضيفة".
وقد أصبحت المخيمات تكتظ باللاجئين، فعلى سبيل المثال يضم أحد المخيمات الذي صمم لاستيعاب 90,000 لاجئ أكثر من ضعفي ونصف قدرته الاستيعابية.
وقد قامت الحكومة الكينية بإغلاق حدودها مع الصومال لتجنب أي مخاطر أمنية محتملة. ولكن جونسون ترى أن هناك حاجة لتسهيل وصول المساعدة الإنسانية عبر الحدود لأن "ذلك قد يخفض من أعداد الأشخاص الذين يعبرون الحدود...".
وقد طالبت اليونيسف بمبلغ 80 مليون دولار لتمويل نشاطاتها في الصومال.