1. الرئيسية
  2. West Africa
  3. Benin

المنظمات غير الحكومية تخفض تدريجياً أنشطتها في مواجهة الأزمة المالية

Susan Muthoni milks her prized goat, 'Chibi', donated by the ActionAid Kenya. Waweru Mugo/IRIN

تقوم بعض أكبر المنظمات غير الحكومية العاملة في المجال الإنساني والتنموي حالياً بتقليص عدد موظفيها أو مراجعة برامجها لعام 2009 مع انكماش مواردها بسبب الأزمة المالية العالمية.

وقد أفاد خبراء جمع التبرعات في ثلاثة من أكبر المنظمات غير الحكومية في العالم وهي منظمة أوكسفام البريطانية ومنظمة إنقاذ الطفولة - المملكة المتحدة ومنظمة وورلد فيجن- الولايات المتحدة أن نمو البرامج سيتباطأ في عام 2009 نتيجة للضغوط المالية.

وفي تصريح لشبكة الأنباء الإنسانية (إيرين)، قال جون شو مدير التمويل ونظم المعلومات في منظمة أوكسفام البريطانية أن النمو الذي افترضناه عندما قمنا بوضع الخطط منذ عام مضى لم يتحقق".

وكانت أوكسفام قد وضعت تصورات لنمو مقداره 5 إلى 6 بالمائة خلال عام 2009-2010 ولكنها قامت الآن بمراجعة تلك النسبة وتعديلها إلى صفر بالمائة.

بدورها، قالت تانيا ستيلي، مديرة التبرعات في منظمة إنقاذ الطفولة في لندن، أن بعض أكبر التخفيضات في التمويل تأتي من الشركات المانحة في القطاع المالي، مضيفة أن "انخفاض التمويل المقدم من الشركات بدأ منذ ستة إلى تسعة أشهر".

وأردفت أن "قطاعات البنوك الاستثمارية والخدمات المالية كانوا كرماء جداً في الماضي، ولكننا نعرف أن العام المالي القادم 2009 سيكون صعباً عليهم. كما نتوقع أن يكون التمويل المقدم منهم في أقل الحدود ومن المحتمل أن يتضاءل مع دخول عام 2009".

من جهته، قال روبرت زاتشريتز، مدير الدعوة والعلاقات الحكومية في منظمة وورلد فيجن لشبكة الأنباء الإنسانية (إيرين) من العاصمة الأمريكية واشنطن: "لن يكون نمو التمويل المقدم من الشركات كبيراً ولذلك لن نقوم بزيادة عدد برامجنا كما كنا نود أن نفعل".

ونتيجة لذلك لن تتمكن منظمات غير حكومية مثل إنقاذ الطفولة من القيام باستثمارات كبيرة في البرامج القائمة أو البرامج الجديدة كما كانت تأمل.

التأثير

وتقوم منظمات الإغاثة بكل ما تستطيع لمنع تأثير الانخفاض في التمويل على المستفيدين، حيث قال جون شو من منظمة أوكسفام: "نحن نحاول خفض المصروفات في مجال الدعم وليس في تكاليف البرامج". وقد قدر شو نسبة الخفض بما يتراوح بين 10 و15 بالمائة من المصروفات المتغيرة بما في ذلك موظفي المقر الرئيسي والمكاتب الإقليمية لخلق عمليات فعالة من حيث التكلفة".

وعلى الرغم من أن الجميع اتفقوا على إمكانية الحصول على أموال جديدة في حال حدثت أزمة في الأشهر القادمة إلا أن تانيا ستيلي من منظمة إنقاذ الطفولة أبدت قلقاً من احتمالية أن تتأثر بعض الأزمات المزمنة والمهملة كما هو الحال في جنوب السودان.

كما تخشى منظمة وورلد فيجن من أن يتعرض المستفيدون من برامج القروض الصغيرة على وجه الخصوص كالفلاحين الفقراء الذين يتلقون قروضاً لشراء المعدات والبذور والأسمدة لضربة موجعة. وقد أشار زاتشريتز إلى أن "الكثير من ذلك يعتمد على الحصول على قروض من البنوك وهو ما سيكون تحدٍ حقيقي في المستقبل القريب"، مضيفاً أن "خسارة هذه القروض يعتبر مشكلة كبيرة لمزارعي العالم الفقراء".

ومنظمة وورلد فيجنأكبر منظمة دولية إنسانية غير ربحية في العالم حيث يبلغ تمويلها السنوي 2.4 مليار دولار. ويأتي 30 بالمائة من قيمة هذا التمويل المقدم لفرعها في الولايات المتحدة من الحكومة الأمريكية و30 بالمائة من المؤسسات و40 بالمائة من تبرعات الأفراد والشركات.

استراتيجيات المنظمات غير الحكومية

وتحاول المنظمات غير الحكومية ابتكار طرق جديدة للخروج من الضائقة المالية. فبعض المنظمات كأوكسفام تستهدف زيادة التمويل من المؤسسات المانحة والتي ينظر إليها كمصادر أكثر ثباتاً على المدى الطويل.

أما منظمة إنقاذ الطفولة فتحاول استخلاص المزيد من التمويل من الأفراد الأثرياء، حيث قالت تانيا ستيلي: "ستكون هناك سوقاً تنافسية ولكنني لا أستطيع أن أُصدق أننا لن نحقق نمواً في فترة الأربع إلى الست سنوات القادمة".

وعلى الرغم من انخفاض تمويل الشركات إلا أن عمليات تسريح العمالة تقدم فرصة للعمالة الزائدة في قطاع الشركات للتطوع في المنظمات غير الربحية بحيث يسخروا مهاراتهم في عمل خيري. وأضافت ستيلي أنه "على الرغم من تضاؤل أموال الشركات إلا أن ذلك لا يعني أن العلاقة مع تلك الشركات يجب أن تنتهي".

وتأمل ستيلي في أن الانخفاض في تكاليف الدعاية التليفزيونية- وهي أحد آثار أزمة الائتمان العالمية- سيمكن المنظمات الإنسانية كإنقاذ الطفولة الآن وبصورة أفضل من تحمل نفقات إدارة حملات تليفزيونية تسويقية مباشرة.

ولكن بصفة عامة فإن العديد من المنظمات غير الحكومية العاملة في المجال الإنساني والتنموي قد خفضت من خططها لجمع التبرعات. وقال جون شو من أوكسفام أنه لو وضعت منظمات الإغاثة خططاً مستقبلية فإنه من غير المتوقع أن يحدث تراجعاً في أنشطتها. وأضاف قائلاً: "لقد راجعنا خططنا خلال الستة أشهر الماضية، وإذا كان علينا أن نقوم باتخاذ قرارات غير محسوبة فإنها لن تكون بنفس فاعلية قراراتنا لو خططنا للمستقبل".

الجانب المشرق

ومع ذلك، هناك بعض الدلائل المشجعة في ظل حالة عدم اليقين السائدة، حيث قالت ستيلي: "تقوم المؤسسات المانحة الرئيسية مثل وزارة التنمية الدولية البريطانية أو الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية بتبني تصورات طويلة الأجل. ونحن لا نرى أي مؤشرات عاجلة تدل على أنهم سينسحبون".

وطبقاً لما ذكره روبرت زاتشريتز من وورلد فيجن فإن تمويل الحكومة الأمريكية سيبقى على نفس المستوى الذي كان عليه في عام 2008، ويرجع ذلك إلى عدة أسباب منها أن دورة التمويل تبدأ من أكتوبر/تشرين الأول 2008 إلى نهاية سبتمبر/أيلول 2009، وأنه عام الانتخابات، كما أن الكونجرس قد وافق على قرار يقضي بالحفاظ على ثبات التمويل الحكومي الأمريكي.

ولكن جون شو أفاد أنه من المبكر القول بأن تلك الاستراتيجية سوف تدوم "وفي نهاية الأمر فإن التمويل الحكومي سيتوقف على محاولة الحكومات تحقيق التوازن بين موازناتها وسياساتها، ولذلك فإنه من المبكر جداً التكهن بالنتائج ولكن التعهدات التي قُطِعَت حتى الآن تبشر بالخير".

أما روبرت زاتشريتز من وورلد فيجن فقال أن منظمته محصنة بدرجة كبيرة من تخفيض تمويل الشركات لأن الحجم الأكبر من تبرعات الشركات للمنظمة يأتي في صورة هدايا عينية وبعبارة أخرى يأتي في صورة دواء وملابس ومواد بناء وليس أموالاً. علاوة على ذلك، فإن المنظمة تعتمد في كفالة الأطفال على الكثير من التبرعات الفردية. وأردف روبرت قائلاً: "الناس مخلصون جداً لتلك القضية وعادة لا نرى انخفاضاً في تمويلهم حتى في الوقت الذي تمر فيه الأسر بصعوبات مالية".

وأوضح جون شو أن "الجماهير ما تزال متجاوبة مع الاحتياجات الإنسانية الدولية"، مضيفاً أن هذا الإخلاص هو الذي يحافظ على استمرار تلك المنظمات.

ولكن في الوقت الذي لم ير فيه الخبراء الماليون للمنظمات غير الحكومية تخفيضات جوهرية في التبرعات الفردية، إلا أنهم يتوقعون انخفاضاً محتملاً مع اقتراب موسم جمع تبرعات في الأعياد، حيث قالت تانيا ستيلي: "لقد قمنا بتوزيع كروت تبرعات عيد الميلاد ...وهذه العطلة ستكون اختباراً حقيقياً لحالة شد الأحزمة".

"
Share this article

Get the day’s top headlines in your inbox every morning

Starting at just $5 a month, you can become a member of The New Humanitarian and receive our premium newsletter, DAWNS Digest.

DAWNS Digest has been the trusted essential morning read for global aid and foreign policy professionals for more than 10 years.

Government, media, global governance organisations, NGOs, academics, and more subscribe to DAWNS to receive the day’s top global headlines of news and analysis in their inboxes every weekday morning.

It’s the perfect way to start your day.

Become a member of The New Humanitarian today and you’ll automatically be subscribed to DAWNS Digest – free of charge.

Become a member of The New Humanitarian

Support our journalism and become more involved in our community. Help us deliver informative, accessible, independent journalism that you can trust and provides accountability to the millions of people affected by crises worldwide.

Join