تم قصر الأنشطة الإنسانية في أكبر مجمع للاجئين في العالم على الخدمات الأساسية في ظل تدهور الوضع الأمني الذي تجسد في اختطاف اثنين من عمال الإغاثة الأسبان في 13 أكتوبر وخطف سائق تابع لمنظمة غير حكومية كينية في المجمع الكائن في شرق كينيا في وقت سابق.
وتم تعليق جميع الخدمات باستثناء الخدمات الحيوية المتعلقة بالغذاء والماء والصحة والتغذية وبعض خدمات حماية الأطفال. كما تم تعليق تسجيل الوافدين الجدد في مجمع داداب.
كما تم تأكيد وجود 11 حالة إصابة بالكوليرا، وفقاً لمكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا)، الذي حذر من احتمال انتقال العدوى في جميع المخيمات الرئيسية الثلاث.
وفي السياق نفسه، قال إمانويل أوكو، مسؤول الصحة العامة في منظمة كيرغير الحكومية: "إننا في حالة تأهب، ونستخدم أساليب المشاركة المجتمعية للوصول إلى المناطق عالية المخاطر للتوعية بأهمية النظافة الصحية".
ويتفاقم خطر انتشار أمراض مثل الكوليرا بسبب موسم الأمطار الذي يمتد من أكتوبر إلى ديسمبر. وقد جرفت الفيضانات الخيام التي كانت تأوي حوالي 5,000 شخص في المخيم الجديد ايفو 2، وفقاً للمفوضية السامية لشؤون اللاجئين.
ويعيش حوالي 460,000 لاجئ في مخيم داداب الذي تم إنشاؤه في بداية الحرب الأهلية بالصومال عام 1991 ليقوم باستيعاب 90,000 شخص فقط.
من جهته، أفاد مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) في نشرته الأسبوعية حول أزمة القرن الأفريقي أن هناك "مخاوف كبيرة" بسبب اقتصار التعامل مع المصابين بحالات الكوليرا على موظفين مجتمعيين فقط، يحاولون احتواءها خارج المستشفيات نظراً للقيود المفروضة على العديد من عمال الإغاثة المحترفين الذين يعملون عادة في داداب.
كما تسببت الأمطار أيضاً في إعاقة الوصول إلى الطرق المؤدية من وإلى المخيم، وألحقت أضراراً ببعض المراحيض. وقد علقت المفوضية السامية لشؤون اللاجئين على الموضوع في بيان لها قالت فيه: "إننا نشهد ارتفاعاً مقلقاً في عدد حالات الإسهال المائي وتدهوراً عاماً في الحالة الصحية للاجئين، حيث يزور حوالي 600 شخص المراكز الصحية يومياً".
وفي السياق نفسه، كان نحو 10,000 لاجئ يضطرون للمشي مسافة 12 كيلومتراً من أحد المخيمات الجديدة إلى آخر للحصول على حصص تموينية يتراوح وزنها بين 20 و30 كيلوغراماً، وذلك لعدة أسابيع إلى أن بدأت المنظمة الدولية للهجرة في توفير وسائل النقل في 7 نوفمبر. وكان انعدام الأمن قد تسبب في منع توصيل الإمدادات إلى مخيم كامبيوس الذي يعيش فيه هؤلاء اللاجئين.
كما أثر انعدام الأمن أيضاً على أنشطة التعليم في داداب، إذ قررت الحكومة الكينية إغلاق المدارس الابتدائية في وقت مبكر وإجلاء معظم المعلمين بسبب التهديدات الأمنية التي تصلهم. ومع ذلك، فمن غير المتوقع أن تتأثر الدورة الحالية من الامتحانات الوطنية.
القضايا الأمنية
نشرت الحكومة الكينية المزيد من قوات الشرطة في المخيمات لتعزيز الأمن، وتشارك القوات المسلحة الكينية في التدخل العسكري في الصومال الذي يستهدف حركة الشباب المسلحة، التي يُعتقد أنها وراء عمليات الاختطاف وغيرها من الهجمات عبر الحدود.
وكان اللاجئون في داداب قد نظموا في الآونة الأخيرة مظاهرات لدعم هذا التدخل، حيث قال كوسو نون، رئيس مجتمع اللاجئين في مخيم هاغاديرا: "إننا نرى أن الوقت قد حان لهزيمة المتمردين كي نتمكن أخيراً من الحصول على الأمان في داداب ونتمكن أيضاً من العودة إلى وطننا في يوم من الأيام".
ومع ذلك، فإن حدة التوتر لا تزال مرتفعة داخل وخارج داداب، حيث تم اكتشاف عبوة ناسفة بالقرب من مخيم هاغاديرا مؤخراً بينما كان عمال الإغاثة يستعدون لاستئناف العمليات العادية.
ولا يزال المجتمع المضيف، الذي تضرر أيضاً من تزايد انعدام الأمن والجفاف في الآونة الأخيرة، يعاني من الضغوط التي يسببها اللاجئون. وهو ما علق عليه أحد السكان المحليين بقوله: "لم تكن هذه الأنواع من المشاكل، مثل الخطف والقتل، موجودة قبل توافد هؤلاء اللاجئين الصوماليين المتضررين من الجفاف إلى المخيمات. ينبغي نقلهم إلى مكان آخر".
mh/aw/am/bp/mw-ais/amz
This article was produced by IRIN News while it was part of the United Nations Office for the Coordination of Humanitarian Affairs. Please send queries on copyright or liability to the UN. For more information: https://shop.un.org/rights-permissions