تشكل الهجمات المسلحة والتهديدات التي يتلقاها عمّال الإغاثة خطراً على التقدم الذي أحرزته أفغانستان في الآونة الأخيرة في تخفيض معدلات وفيات الأطفال حيث تمكنت البلاد من تخفيض المعدل من 257 وفاة لكل ألف ولادة حية عام 2001 إلى 129 وفاة عام 2008، وفقاً لمنظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف). وفي هذا السياق، تحدثت نازيا، وهي عاملة صحية في إقليم قندهار لشبكة الأنباء الإنسانية (إيرين) حول التهديدات التي تتلقاها يومياً لترك عملها، حيث قالت:
أعمل في عيادة للأمومة والطفولة في مدينة قندهار، وعملي لا يمكنني من إعالة أفراد أسرتي المكونة من خمسة أشخاص فحسب، بل من خدمة النساء والأطفال الذين هم بحاجة إلى الرعاية الطبية كذلك.
علاج الفقراء هو مهنة مقدسة والعمل في المجال الصحي بعيد كل البعد عن القضايا السياسية والعسكرية.
ولكن للأسف، هددني أعضاء من حركة طالبان لترك وظيفتي. إنهم يلقون بالرسائل التحذيرية في منزلي ويوصلوها لي عبر الهاتف مهددين بقتلي إذا واصلت العمل في الخارج.
وقد أثبت هؤلاء وحشيتهم وقاموا باغتيال عدة نساء قي قندهار. منذ مدة قتلوا زميلتي زرغونا التي تعمل أيضاً كعاملة صحية. كانت تحب عملها كثيراً وتشعر بفرح بالغ لأنها تخدم النساء الحوامل.
من سيعالج النساء المريضات إذا لم يُسمح لأي امرأة بالعمل كطبيبة أو ممرضة؟ فالعديد من النساء يفارقن الحياة بسبب الأمراض أو لتعذر وصولهن إلى الخدمات الصحية. لا أعلم لماذا يريدون [المتمردون] أن تعاني النساء من الأمراض.
لا أستطيع كذلك ترك وظيفتي لأنها مصدر الرزق الوحيد لأسرتي. سيتضور أطفالي جوعاً إذا فقدت مصدر دخلي.
عملي ليس نوع من الترف بل هو لمساعدة النساء والأطفال المحتاجين ولإعالة أسرتي. سأستمر بالعمل مهما عظمت خطورة التهديدات".