أفاد ناطق باسم الحكومة العراقية يوم 5 أكتوبر/تشرين الأول أن عدد الإصابات المؤكدة بالكوليرا ارتفع ليصل إلى 418 حالة في وسط وجنوب البلاد، بينما توفي ستة أشخاص بسبب المرض منذ بداية انتشاره في 20 أغسطس/آب.
وقال إحسان جعفر، المدير العام لشؤون الصحة بوزارة الصحة والناطق باسم غرفة عمليات السيطرة على المرض: لقد سجلنا إلى اليوم 418 إصابة بالكوليرا في 10 محافظات وهي كالتالي: 222 حالة في بابل و71 في بغداد و44 في البصرة و43 في كربلاء و30 في القادسية و7 في الأنبار و3 في ميسان وواحدة في كل من ديالى والكوت".
وقال جعفر لشبكة الأنباء الإنسانية (إيرين) أن حالة وفاة بالكوليرا أضيفت إلى سجل الوفيات الناتجة عن المرض وهي لطفل لم يبلغ بعد الخامسة من العمر من محافظة القادسية. أما الوفيات الخمس السابقة فهي لطفلة في العاشرة ورجل في الواحدة والستين من محافظة بابل، وطفل في الثالثة من ميسان وراشد وطفل من بغداد.
وأضاف أن الحالات الجديدة المسجلة تتضمن 228 ذكراً و190 أنثى، وفي 159 من الحالات تراوحت أعمار المرضى بين 5 أعوام و70 عاماً، بينما كانت الحالات الأخرى لأطفال دون الخامسة.
وفي القرية التي سُجلت فيها الوفاة الأخيرة بسبب الكوليرا وهي قرية الكافي التي تقع على بعد 25 كلم إلى الغرب من الديوانية، عاصمة محافظة القادسية، اشتكى السكان من رداءة البنى التحتية والخدمات الصحية وطالبوا بتدخل عاجل لتحسينها.
الاعتماد على مياه النهر
وعن ذلك قال الشيخ جواد كاظم ديوان، وهو زعيم قبلي من المنطقة: "الخدمات البلدية والصحية غير متوفرة ولذلك نعتمد اعتماداً كلياً على النهر للحصول على مياه الشرب. والنهر، الذي نتشارك به مع الحيوانات، تسبب في حدوث 20 إصابة بالكوليرا في منطقتنا".
وأضاف ديوان قائلاً: "نحن نطالب الحكومة والمجلس الرئاسي بإنقاذ أرواح هؤلاء الناس عن طريق تزويدهم بمياه الشرب الآمنة والبدء بمشروعات للبنى التحتية على وجه السرعة".
ووفقاً لريتشارد فينكلشتاين، وهو مؤلف لعدة كتب عن الكوليرا، ينتشر المرض بشكل خاص خلال فصل الصيف، وذلك ربما لوجود طفيليات في المحيط المائي في هذا الوقت من السنة وازدياد فرص تكاثرها في الأطعمة غير المبردة.
وقد عزت وزارة الصحة العراقية ومنظمة الصحة العالمية انتشار المرض إلى تهالك أنظمة المياه والصرف الصحي في البلاد.
والكوليرا هي مرض معوي ينتشر عن طريق المياه الملوثة يمكنه أن يسبب إسهالاً حاداً قد يؤدي في الحالات القصوى إلى جفاف قاتل. ويمكن تفادي المرض عبر معالجة مياه الشرب بالكلورين وتحسين العادات الصحية.