أفادت وزارة المياه والطاقة أن الاستعمال المفرط للمياه الجوفية في مجالات مختلفة قد أدى إلى استنزاف الطبقات المائية الجوفية في جميع أنحاء أفغانستان وإذا لم يتم استدراك الموقف في القريب العاجل فإن البلاد ستواجه نقصاً حاداً في المياه.
وكان الجفاف المتكرر وقلة تساقط الأمطار وضعف إدارة الموارد المائية قد زاد من عمق أزمة المياه بالبلاد، حسب مسؤولين من الوزارة.
وقال سلطان محمود محمودي، المدير العام لهيئة المياه بالوزارة، لشبكة الأنباء الإنسانية (إيرين): يشير تقييمنا إلى أن العديد من العوامل، خصوصاً الجفاف والإفراط في الاستهلاك، قد تسببت في فقدان حوالي 50 بالمائة من المياه الجوفية خلال السنوات القليلة الماضية".
ويعتمد حوالي 70 بالمائة من سكان البلاد البالغ عددهم 26.6 مليون نسمة على الفلاحة، وفقاً لوزارة الزراعة والري والمواشي. وقد دفعت قلة المياه السطحية العديد من المزارعين في المناطق الجنوبية والشمالية التي تعاني من الجفاف إلى اللجوء أكثر فأكثر إلى المياه الجوفية لسقي أراضيهم الزراعية أو حفر الآبار.
آبار أعمق
وأفاد نعيم طوخي، خبير الجيولوجيا المائية بوزارة المعادن والصناعة أن "معظم المزارعين يعمدون إلى حفر آبار عميقة جداً وضخ المياه لسقي الأراضي". بالإضافة إلى ذلك، يزيد الاستمرار في استنزاف المياه الجوفية من الحاجة إلى البحث عنها أعمق فأعمق. وشرح المزارع عبيد الله، من إقليم قندهار، ذلك بقوله: "كل شهرين نحفر آباراً أعمق فأعمق من أجل توفير ما يكفي من المياه لأراضينا".
من جهته، أفاد الطوخي أن مستويات المياه الجوفية قد انخفضت خلال السنتين الماضيتين بنسبة تتراوح بين 4 و10 أمتار في أنحاء مختلفة من البلاد.
نقص مياه الشرب
وتقدر منظمة الأمم المتحدة لرعاية الطفولة (اليونيسف) أن 23 بالمائة فقط من المنازل في أفغانستان تحصل على المياه الصالحة للشرب (43 بالمائة منها في المناطق الحضرية و18 بالمائة في المناطق الريفية).
وفقاً لوزارة المياه والطاقة، تشكل المياه الجوفية المصدر الأساسي أو ربما الوحيد في الكثير من الأحيان للحصول على المياه بالنسبة لغالبية الأفغان. ولذلك فإن تناقص المياه الجوفية يعني انخفاض عدد الأشخاص القادرين على الحصول على مياه الشرب. كما يعاني الفقراء أكثر من غيرهم لعدم توفرهم على الوسائل لحفر آبار عميقة.
وفي محاولة منها لضمان حصول المواطنين على مياه الشرب التي يحتاجون إليها ومنع النزوح المرتبط بالمياه، قامت وزارة إعادة التأهيل والتنمية القروية بحفر مئات الآبار في أنحاء البلاد. وبالرغم من أن هذه الآبار قد ساعدت على معالجة مشكلة مياه الشرب إلا أنها خلقت عبئاً آخر على الأطفال الذي يضطرون لقضاء ساعات طويلة في رحلة لجلب المياه لأسرهم، غالباً ما تكون على حساب تعليمهم.
المخاوف البيئية
ويقول الخبراء أن الاستعمال المفرط للمياه الجوفية وكثرة حفر الآبار العميقة يؤثر سلباً على جودة وكمية المياه، حيث قال محمودي من وزارة المياه والطاقة أن "استهلاك وتلويث المياه الجوفية يتم بطرق مختلفة"، مضيفاً أن زيادة تلوث المياه الجوفية قد يؤدي إلى عواقب وخيمة على المستوى الصحي والبيئي، إذ أن "المياه الملوثة قد تضر بالزراعة والماشية وتشكل تهديداً لصحة الإنسان".