أفاد مكتب رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي في 30 ديسمبر/كانون الأول أنه أمر بتقديم مساعدات مالية للأسر الكردية التي تم إخراجها من بيوتها في منطقة كردستان العراق إثر القصف التركي لمخابئ المتمردين.
وجاء في البيان الصادر عن مكتب المالكي أن رئيس الوزراء أصدر أوامره بتشكيل لجنة تتولى زيارة الأسر التي تعرضت للنزوح بسبب القصف التركي، وتقدم لكل منها مبلغ مليون دينار عراقي (أي حوالي 830 دولار)".
ولم يتطرق البيان لعدد الأسر التي تعرضت للنزوح ولكنه ذكر أن توزيع المساعدات المالية سيتم بالتنسيق مع السلطات الكردية المحلية.
وقد بدأ متمردو حزب العمال الكردستاني بالمحاربة من أجل حكم ذاتي في جنوب شرق تركيا منذ منتصف الثمانينات، وتسبب تمردهم في وفاة الآلاف.
وفي يوم 26 ديسمبر/كانون الأول، قامت الطائرات التركية بضرب ما يعتقد أنه مخابئ للمتمردين الأكراد في الجبال المغطاة بالثلوج للمرة الثالثة. كما قامت تركيا أيضاً بشن غارات عبر الحدود وإطلاق النار على مواقع المتمردين الأكراد منذ الهجوم الجوي الأول في 16 ديسمبر/كانون الأول.
ووفقاً لحمزة حامد محمد، الناطق باسم حكومة إقليم كردستان في أربيل، لم تحصل على المساعدات المالية سوى 450 أسرة من أصل حوالي 700 نزحت خارج قراها الواقعة على الحدود منذ 16 ديسمبر/كانون الأول. أما باقي الأسر فستحصل على المساعدات المخصصة لها في الأيام المقبلة.
وأوضح محمد لشبكة الأنباء الإنسانية (إيرين) في اتصال هاتفي أن "بعض هذه الأسر عادت إلى ديارها ولكن بحذر شديد مخافة أن يتم كسر الهدوء الذي نعمت به المنطقة خلال الأيام القليلة الماضية".
ولكن هذه العائلات عادت إلى منازل وبنى تحتية مدمرة.
وقال محمد: "ألحق القصف أضراراً بالمنازل والجسور والمراكز الصحية والمدارس وتسبب في مقتل قطعان الماشية وتوقف الأطفال عن الدراسة".
وأشار إلى تأسيس غرفة عمليات للتحقيق وإصدار تقارير حول الأضرار التي لحقت بالبنى التحتية والممتلكات، وأضاف قائلاً: "فِرَقُنا الطبية والإغاثية متواجدة في المنطقة حالياً للوصول إلى تلك الأسر ولتزويدها بالطعام وغيره من الحاجيات كالبطانيات والمراتب ومعدات الطبخ والمصابيح وحاويات المياه والأغطية البلاستيكية وأدوات المطبخ والصابون".
وتأتي هذه الموجة الجديدة من النازحين لتزيد من عدد النازحين البالغ عددهم حوالي 2.4 مليون نازح والذين فروا من ديارهم إلى مناطق أخرى في العراق منذ بداية الغزو الذي قادته الولايات المتحدة على البلاد عام 2003. ووفقاً للمفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، غادر العراق كذلك حوالي 2.2 مليون شخص إلى الدول المجاورة وخاصة سوريا والأردن.