قال طالب اللجوء المصري، سيد أحمد عبد اللطيف، الذي يعيل زوجته وستة أطفال، أنه مستعد للمخاطرة بكل شيء – بما في ذلك أسرته- من أجل الوصول إلى أستراليا.
ويخاطر المئات من طالبي اللجوء، بما فيهم العديد من النساء والأطفال، بحياتهم كل عام في رحلة محفوفة بالمخاطر للوصول إلى الملجأ الذي ينشدونه. وكان قارب يحمل حوالي 250 شخص معظمهم من الإيرانيين والأفغان من طالبي اللجوء قد غرق قبالة ساحل جزيرة جافا الإندونيسية في شهر ديسمبر متسبباً في مصرع جميع من كان عليه باستثناء 47 راكباً.
إلا أن عبد اللطيف، البالغ من العمر 41 عاماً والذي يواجه احتمال تسليمه إلى مصر وقضاء حكم بالسجن والأشغال الشاقة لمدة 15 عاماً بسبب انتماءاته الدينية، يرى أن المخاطرة تستحق العناء. وهو يخطط الآن لدفع ما يقرب من 17,000 دولار للمهربين من أجل نقل أسرته إلى أستراليا. وقد التقت شبكة الأنباء الإنسانية (إيرين) بعبد اللطيف عشية رحلته خارج مدينة بوجور الإندونيسية، التي تعد الآن مركزا لطالبي اللجوء في البلاد، وجاء في حديثه:
"أنا في حالة فرار منذ 20 عاماً تقريباً ولا أستطيع تحمل المزيد. لقد تخليت عن الأمل. من المفترض أن تكون مصر دولة مسلمة ولكن في الحقيقة هي ليست كذلك. فهؤلاء الذين يتبعون معتقداتهم علانية يواجهون خطر الاحتجاز والاعتقال. أنا نفسي تعرضت للسجن ثلاث مرات. ويواجه آلاف الناس اضطهاداً مشابهاً، لذلك اخترت الفرار".
"ومنذ تركت مصر، اصطحبت أسرتي من ألبانيا إلى المملكة المتحدة ثم إلى إيران. واضطررت للاختباء لسنوات في مخيم للاجئين العراقيين هناك متظاهراً بكوني فلسطيني خشية أن يتم اكتشاف أمري وترحيلي إلى مصر. من هناك سافرنا بعد ذلك إلى ماليزيا عن طريق الهند بجوازات سفر مزورة ثم إلى إندونيسيا بطريقة غير شرعية أيضا. وطوال تلك الرحلة، تعرضت وأسرتي للاعتقال عدة مرات.
"وصلت إلى ماليزيا من إيران في عام 2010 قبل توجهي إلى إندونيسيا على أمل التوجه وأسرتي إلى المملكة المتحدة. وبعد ركوبنا الطائرة في جاكرتا تم إلقاء القبض علينا مرة أخرى في سنغافورة وإرسالنا إلى إندونيسيا يوم 3 يونيو 2010. بعدها تقدمت بطلب للحصول على وضع اللجوء يوم 30 أغسطس 2010 ولكن بعد مرور عامين تقريباً على طلبي، لا أعرف مصيري بعد.
"ليس لدي خيار سوى التوجه إلى استراليا بمفردي. لا يمكنني العودة إلى مصر ولا يمكنني البقاء هنا. لقد خسرت 20 عاماً من حياتي أبحث عن مكان آمن لنفسي ولأسرتي. والآن أنا بحاجة للمخاطرة بكل شيء بما في ذلك حياة ابني الذي ولد هنا قبل عام واحد فقط.
"الجميع يقولون أنها رحلة محفوفة بالمخاطر، وأنا أعي ذلك تماماً ولكنني مضطر للقيام بذلك. سنبيع كل شيء لدينا من أجل الرحلة التي تمتد طيلة ثلاثة أيام إلى استراليا. يتقاضى المهربون في المعتاد 6 آلاف دولار مقابل الشخص الواحد ولكنهم يتقاضون مبلغا أقل بالنسبة للأطفال الصغار.
"أعرف أنه ليس هناك ما يضمن لي تحقيق هدفي. وأنا أعرف أيضاً أنني أضع حياة أطفالي في خطر ولكنني على استعداد للموت في عرض البحر. لو ذهبت بالقارب لدي على الأقل أمل في الوصول إلى استراليا. وإذا بقيت هنا فليس لدي أي شيء".
ووفقاً للمفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، هناك أكثر من 4000 طالب لجوء معترف به في اندونيسيا حالياً.
ds/mw—hk/amz