Help us amplify vital stories and drive change in underreported crises.

Support our work.
  1. الرئيسية
  2. Asia

باكستان تجبر اللاجئين الأفغان على العودة إلى بلادهم وتُفرّق شمل أسرهم

جزء من سلسلة تقارير معمقة حول أزمة الهجرة في أفغانستان

Aamir Saeed/IRIN
Saif-ur-Rehman, an Afghan refugee who sells vegetables in Mardan, with his sons and a girl relative

تواجه راكشا كانوال معضلة قاسية... إما أن تتبع زوجها، الذي تم ترحيله من باكستان إلى أفغانستان - التي ولد فيها، ولكنها لم تذهب إليها قط - أو الرضوخ لضغوط الأسرة وطلب الطلاق.

وتساءلت قائلة: "كيف يمكنني طلب الطلاق من الشخص الذي قضيت معه نصف حياتي؟ وحتى لو حصلت على الطلاق، ماذا عن أولادي؟ أنا لا أريدهم أن يذهبوا إلى أفغانستان أيضاً لأنني أعتقد أنهم إما سيُقتلون هناك أو يُجبرون على الانضمام إلى المتشددين".

وتتعرض العائلات ذات الجنسية المختلطة مثل أسرة كانوال للتمزق لأن باكستان تجبر اللاجئين الأفغان على العودة إلى وطنهم، حيث تقاتل الحكومة وحلفاؤها، بما في ذلك الولايات المتحدة، ضد حركة طالبان وغيرها من الجماعات الإسلامية المتشددة.

وتجدر الإشارة إلى أن الأفغان يفرون من الحروب منذ عدة عقود، وقد لجأ نحو 1.4 مليون أفغاني رسمياً إلى باكستان، في حين استقر حوالي مليون شخص في البلاد من دون تسجيل، وفقاً لمفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين. وتزوج كثيرون منهم من باكستانيين وأنجبوا أطفالاً، لكن باكستان تقول الآن أنه يتعين عليهم العودة إلى وطنهم، على الرغم من استمرار الحرب.

ومن الناحية القانونية، يمكن أن تحصل الزوجة الأجنبية لرجل باكستاني على الجنسية، جنباً إلى جنب مع أطفالهما، ولكن القانون لا يوفر نفس الحقوق للمرأة، ولم تخصص الحكومة مادة في القانون تنص على بقاء الأزواج الأفغان لنساء باكستانيات - أو أبنائهم - في البلاد.

وفي هذا الشأن، قال أقدس شوكت، المتحدث باسم وزارة الولايات والمناطق الحدودية، وهي الجهة المسؤولة عن اللاجئين الأفغان، أن الوزارة قد تلقت مئات الطلبات من النساء الباكستانيات لمنح أفراد أسرهن الجنسية.

ولكن بدلاً من ذلك، قال شوكت أن وزارته قدمت مقترحاً إلى مكتب رئيس الوزراء نواز شريف لتوفير تصاريح عمل للرجال الأفغان المتزوجين من نساء باكستانيات.

وأضاف في تصريح لشبكة الأنباء الإنسانية أن "الحكومة قررت عدم منح الجنسية للرجال الأفغان الذين تزوجوا من نساء باكستانيات، ولكنها قد تمنحهم تصاريح عمل مؤقتة لإضفاء الشرعية على وجودهم في باكستان وتسهيل سفرهم بين باكستان وأفغانستان".

ولكن شوكت اعترف بعدم اتخاذ أية إجراءات حتى الآن لمنح هذا النوع من تصاريح العمل. وأضاف أن الوزارة ليست لديها بيانات عن عدد النساء الباكستانيات المتزوجات من رجال أفغان، ولكنها تعتقد أنهن عدة آلاف على الأقل.

ولم يتمكن شوكت من توضيح ما إذا كانت الحكومة ستمنح الجنسية لأطفال الرجال الأفغان والنساء الباكستانيات، ولكنها أحجمت عن اتخاذ مثل هذا الإجراء حتى الآن.

 مضايقات رسمية

وفي الشهر الماضي نظمت أكثر من 12 امرأة متزوجة من رجال أفغان مظاهرة في مدينة بيشاور، ولكن لم يصدر أي رد رسمي على محنتهن.

وفي هذه الأثناء، تواصل السلطات الضغط على اللاجئين الأفغان، بما في ذلك "العنف والاعتقال التعسفي والاحتجاز وغير ذلك من المضايقات،" وفقاً للمنظمة الدولية للهجرة.

وفي السياق نفسه، قالت شازيا بيبي أن الشرطة ألقت القبض على زوجها في أغسطس ورحلته.

"من المؤسف للغاية أن الحكومة قد فرقت بين أفراد أسرتنا. أولادي ليسوا على استعداد للذهاب إلى افغانستان كما أنهم جميعاً يدرسون هنا، ونحن نعرف أيضاً أنه لا توجد مرافق تعليمية في أفغانستان،" كما أوضحت.

وأضافت بيبي أن زوجها هو المعيل الوحيد للأسرة، لكنه الآن عاطل عن العمل في أفغانستان، حيث انهار الاقتصاد.

انظر: الانهيار الاقتصادي المتوقع في أفغانستان

وقالت بيبي، وهي أم لخمسة أطفال: "لقد اقترضت بعض المال من أخي بالفعل لدفع الرسوم للأطفال، ولكن من الواضح أننا لن نستطيع أن نعيش على دخل الآخرين لفترة طويلة".

وطن بالتبني

وبينما تكثف السلطات الباكستانية ضغطها، يتدفق الأفغان عبر الحدود بالآلاف كل يوم. وقد عبر 447,991 شخصاً الحدود إلى أفغانستان بالفعل هذا العام، وفقاً للبيانات التي قدمها مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية، وهو هيئة تنسيق المساعدات الطارئة في الأمم المتحدة.

وما يكتشفونه عندما يصلون إلى هناك في كثير من الأحيان هو البؤس - العنف والتشرد والبطالة. مع ذلك، فإن كثيرين من الأفغان الذين لا يزالون في باكستان يعلمون أنهم في نهاية المطاف سوف يضطرون لمغادرة البلاد. وقد حددت الحكومة مهلة حتى مارس 2017، وبالتالي فإن الوقت والخيارات المتاحة لديهم توشك على النفاد.

"لقد تقدمت بطلب للحصول على بطاقة الهوية الوطنية الخاصة بي وتسجيل أطفالي عدة مرات، لكنه يقابل بالرفض في كل مرة،" كما أفاد.

انتقل سيف الرحمن إلى باكستان مع شقيقيه في عام 1982، عندما كان يبلغ من العمر 23 عاماً. في ذلك الوقت، كانت أفغانستان قد تحولت إلى إحدى ساحات الحرب الباردة. قام الاتحاد السوفيتي بغزوها في عام 1979، وضخت الولايات المتحدة وحلفاؤها بالمال والسلاح للمجاهدين والمقاتلين الإسلاميين الذين حاربوا السوفييت والحكومة الشيوعية في البلاد.

ومثل عدد كبير من اللاجئين الأفغان، اعتبر سيف الرحمن باكستان وطنه، وتزوج من امرأة من مردان، في إقليم خيبر بختون خوا، في عام 1985، ورُزقا بثلاث بنات وأربعة أبناء.

وقال: "نحن الآن نُدفع دفعاً لمغادرة باكستان، على الرغم من أن زوجتي وأطفالي يحملون الجنسية الباكستانية. إنهم جميعاً ولدوا ونشؤوا هنا".

as/jf/ag-ais/dvh

(الصورة الرئيسية: سيف الرحمن، لاجئ أفغاني يبيع الخضروات في مردان، مع أبنائه وفتاة من أقربائهم. تصوير: أمير سعيد/إيرين)

Share this article

Our ability to deliver compelling, field-based reporting on humanitarian crises rests on a few key principles: deep expertise, an unwavering commitment to amplifying affected voices, and a belief in the power of independent journalism to drive real change.

We need your help to sustain and expand our work. Your donation will support our unique approach to journalism, helping fund everything from field-based investigations to the innovative storytelling that ensures marginalised voices are heard.

Please consider joining our membership programme. Together, we can continue to make a meaningful impact on how the world responds to crises.

Become a member of The New Humanitarian

Support our journalism and become more involved in our community. Help us deliver informative, accessible, independent journalism that you can trust and provides accountability to the millions of people affected by crises worldwide.

Join