1. الرئيسية
  2. Middle East and North Africa
  3. Iraq

النازحون العراقيون يسدون فجوات الاستجابة الإنسانية

In a park behind a Catholic church in the Iraqi city of Erbil, capital of the semi-autonomous Kurdistan region, families are sleeping in tents. Over 1.8 million people have been displaced in Iraq since the beginning of the year as militants from the Islam Cathy Otten/IRIN

بدأت أعداد متنامية من النازحين العراقيين داخلياً، الذين يقدرون بنحو 1.8مليون نازح، في البحث عن عمل تطوعي أو مدفوع الأجر لمساعدة إخوانهم الذين لا مأوى لهم، ويأتي هذا في ظل إدراكهم بأنهم قد لا يستطيعون العودة إلى ديارهم لأشهر عديدة.
ومع حلول المساء، يتشكل طابور خارج خيمة برتقالية اللون في حديقة كنيسة كاثوليكية في أربيل، عاصمة إقليم كردستان شبه المستقل في العراق. ورغم أن الشمس قد غربت، إلا أن درجة الحرارة لا تزال مرتفعة. يحمل كثير من الآباء المتعبين- والعديد منهم من بين 3,000 شخص ينامون في الخيام المنصوبة بجوار الكنيسة- أطفالاً رضع يكسو العرقن وجوههم الشاحبة، بانتظار أن تفتح العيادة الطبية، التي يديرها متطوعون، أبوابها.

في أحد الجوانب، تقف راهبة تدعى ديانا تبلغ من العمر 34 عاماً، وهي امرأة رشيقة بنية العينين وترتدي الرداء الأسود التقليدي فوق شعرها الأسود وثوب أبيض فضفاض، تتحدث بسرعة، وتحول عينيها في أرجاء المكان وتشير بيديها في محاولة لشرح ما تقول.

قالت موضحة وهي تحاول تنظيم الطوابير المتزايدة من الرجال والنساء، الذين جاؤوا ينتظرون كل شيء بدءاً من الفحوصات والحصول على الأدوية إلى الإحالات إلى المستشفيات: "نشهد أمراضا مزمنة هنا نتيجة لارتفاع درجة الحرارة إلى أكثر من 50 درجة مئوية. وهذا الأمر يتسبب في مشكلات مثل الإسهال والجفاف لأن هؤلاء الناس يفتقرون إلى سبل الوصول إلى المياه النظيفة."

تعرف الراهبة ديانا نفسها آلام النزوح، فقد فرت من دير الروح الطاهرة للراهبات الدومينكان في بلدة قراقوش السريانية المسيحية في محافظة نينوي قبل وقت قصير من استيلاء الميليشيات التابعة للجهاديين الذين يطلقون على أنفسهم اسم الدولة الإسلامية، في مطلع شهر أغسطس. وهي تعمل الآن بدون مقابل في كنيسة مارت شموني للسريان الكاثوليك في عنكاوا (في أربيل)، وبذلك تعد واحدة من بين عدد متنامي من النازحين داخلياً الذين يتطوعون بوقتهم.

سعي حثيث لضم النازحين

قالت منظمة أطباء بلا حدود إنها تسعى بشكل حثيث لضم عاملين من النازحين داخلياً من أجل تعزيز القدرة التشغيلية للمنظمة، وإنها قد أصبح لديها الآن 26 نازحاً عراقياً يعملون في فرقها التي تنفذ مشروعات للنازحين.

وأوضح ويل هاربر، منسق مشاريع منظمة أطباء بلا حدود فرنسا في أربيل، أن الموظفين النازحين داخلياً قد يكون لهم تأثير إيجابي في تقديم المساعدات، وأنها إحدى الطرق الهامة أيضاً التي تمكن الناس من كسب بعض النقود ودعم أسرهم.

وأضاف قائلاً: "إذا كانت الممرضة أو الطبيب الذي يتعاملون معه يتحدث نفس اللغة ولديه فهم مشترك للرعاية الطبية التي كانوا يحصلون عليها في السابق، فإن هذا يوفر نوعاً من الاستمرارية في الرعاية ويتيح التركيز على العلاج."

وأضاف هاربر: "إن وظيفة الأطباء والممرضات هي تقديم الرعاية للناس. وإتاحة الفرصة لعودتهم للعمل له قيمة هائلة بالنسبة لهم ولمنظمة أطباء بلا حدود." ولكنه حذر في الوقت ذاته من أن العاملين في المجال الطبي من النازحين داخلياً قد يكونون عرضة للتأثر وربما يحتاجون لدعم نفسي وغيره من أنواع الدعم.

ورغم أن منظمة الصحة العالمية لا تعمل مع المتطوعين بشكل مباشرة، إلا أنها وجهت نداءً بين قطاعات النازحين تطلب فيه من العاملين المؤهلين في المجال الطبي أن يتقدموا للمساعدة في سد الفجوات في المرافق الصحية المثقلة بالأعباء.

وذكرت المنظمة أنها قامت بتوظيف 50 ممرضة و10 أطباء في دهوك، و50 ممرضة في أربيل، وتعمل على ضم 200 ممرضة إضافية في مختلف أنحاء البلاد، رغم أنها لم تقدم تفاصيل بشأن عدد النازحين الذين تم توظيفهم من بين هؤلاء.
يوجد لدى جمعية الهلال الأحمر العراقية 4,000 موظف ومتطوع يعملون لدعم النازحين داخلياً في شتى أنحاء الدولة، ومن بين

''إذا كانت الممرضة أو الطبيب الذي يتعاملون معه يتحدث نفس اللغة ولديه فهم مشترك للرعاية الطبية التي كانوا يحصلون عليها في السابق، فإن هذا يوفر نوعاً من الاستمرارية في الرعاية ويتيح التركيز على العلاج''

هؤلاء نحو 600 متطوع و59 موظفاً من النازحين.

معرفة محلية لا تقدر بثمن

في ظل تحول خط المواجهة مع تنظيم الدولة الإسلامية بشكل شبه يومي وما ينتج عنه من عمليات نزوح جديدة، يمكن أن تصبح المعرفة المستقاة من المتطوعين المحليين وجماعات المعونة ذات المرجعية الدينية قيّمة للغاية، وتساعد في توفير سبل وصول العاملين الأجانب من المنظمات غير الحكومية أو الأمم المتحدة إلى المناطق المعزولة.

وفي هذا الصدد، قال محمد خزاعي، مساعد الأمين العام لجمعية الهلال الأحمر العراقي، إن توفر معرفة محلية بشأن النازحين ووجود علاقات بهم كان بمثابة دفعة كبيرة لجهود الاستجابة.

"كان لدينا العديد من المتطوعين مع النازحين اليزيديين في الجبال،" كما أوضح خزاعي في إشارة إلى النزوح الجماعي لأسر تنتمي إلى الطائفة اليزيدية من منازلها حول جبل سنجار هرباً من تنظيم الدولة الإسلامية، حيث تقطعت السبل  بالآلاف منهم في التلال وظلوا بدون إمدادات أساسية لعدة أيام.

وقال: "لقد اتصلوا بنا ]أي بالهلال الأحمر العراقي[ وأبلغونا باحتياجاتهم، وتمكنا من ترتيب إرسال المواد الغذائية والمستلزمات غير الغذائية بطائرة هليكوبتر."

شهادة نازح تركماني

إضافة إلى ما سبق، فقد انضم أيضاً العديد من العراقيين الذين لم يسبق لهم العمل في المجال الإنساني إلى جهود الاستجابة.

ومن بين هؤلاء عباس علي*، وهو مسلم شيعي تركماني فرّ من مدينة تلعفر في شرق البلاد في شهر يونيو عندما قام تنظيم الدولة الإسلامية بغزو  المدينة.

وفي هذا الصدد، قال عباس: "لقد غادرنا تلعفر لأننا إذا وقعنا في يد تنظيم الدولة الإسلامية فسوف يقتلوننا لأننا شيعة. كما أن بعض المسلمين السنّة فروا من تلعفر أيضاً لأنهم لا يريدون الانضمام للتنظيم". وكان قادة تنظيم الدولة الإسلامية قد أعلنوا أن المسلمين الشيعة كفار.

والآن، يقيم عباس في مدينة الحلة في محافظة بابل، التي تقع على بعد نحو 100 كيلومتر جنوب العاصمة بغداد، مع 30 فرداً من عائلته في غرفتين وردهة.

وأخبر شبكة الأنباء الإنسانية (إيرين) إنه قد تخلى مؤقتاً عن عمله كصحفي في قناة تلفزيونية حكومية لكي يعمل متطوعاً مع جمعية الهلال الأحمر العراقي، حيث يعمل كمترجم من اللغة التركية إلى العربية إضافة إلى توزيع المواد الغذائية وغيرها من مواد الإغاثة على النازحين.

وقال: "عندما التحقت بالعمل في جمعية الهلال الأحمر العراقي اعتقدت أنني بحاجة إلى بعض المساعدة، ولذا قررت مساعدة الآخرين. هذا أسهل بالنسبة لي. يمكنني تقديم أفكار ]لجمعية الهلال الأحمر[ بشأن احتياجاتنا".

"لقد أقترب فصل الشتاء وبالتالي سيحتاج الناس إلى الزيت والسخانات والبطانيات وسيحتاج أطفالنا للذهاب إلى المدارس،" كما أشار.

وفي السياق ذاته، يوظف نهاد شمعون، منسق سلسلة الإمدادات في المنظمة الدولية للهجرة في أربيل، خبرته الشخصية في عمله مع النازحين، كونه تعرض شخصياً للنزوح من بغداد إلى كردستان في عام 2007.

وتعليقاً على ذلك، أوضح أن المنظمة الدولية للهجرة حاولت توظيف أفراد من مختلف الطوائف العراقية، وغالباً ما تعتمد على المتطوعين من النازحين في توزيع البطانيات وغيرها من الإمدادات.

وأضاف: "يضم فريقنا العمل على الخطوط الأمامية أكراد ومسلمين سنّة وشيعة ومسيحيين. ولدينا مزيج في كل فريق بحيث يمكنهم التعامل مع النازحين. هؤلاء الناس سريعو التأثر، ولذا فإننا نحتاج إلى اختيار شخص من فريقنا يستطيع التواصل والتعامل معهم بالشكل الصحيح."

* ليس اسمه الحقيقي

co/lr-jd/cb-KS/Ais/Amz

"
Share this article

Get the day’s top headlines in your inbox every morning

Starting at just $5 a month, you can become a member of The New Humanitarian and receive our premium newsletter, DAWNS Digest.

DAWNS Digest has been the trusted essential morning read for global aid and foreign policy professionals for more than 10 years.

Government, media, global governance organisations, NGOs, academics, and more subscribe to DAWNS to receive the day’s top global headlines of news and analysis in their inboxes every weekday morning.

It’s the perfect way to start your day.

Become a member of The New Humanitarian today and you’ll automatically be subscribed to DAWNS Digest – free of charge.

Become a member of The New Humanitarian

Support our journalism and become more involved in our community. Help us deliver informative, accessible, independent journalism that you can trust and provides accountability to the millions of people affected by crises worldwide.

Join