1. الرئيسية
  2. Asia
  3. Pakistan

أفغانستان ... ملاذ غير متوقع للاجئين الباكستانيين

Around 3,000 Pakistani families have fled a military offensive in North Waziristan for Gulan camp across the border in Afghanistan's Khost Province. Fakhar Kakakhel/IRIN
اضطر ما يقرب من نصف مليون شخص إلى مغادرة منطقة شمال وزيرستان بسبب العملية العسكرية الباكستانية الجارية هناك، من بينهم نحو 80,000 شخص فروا إلى أفغانستان، وهو تحرك سكاني لم يسبق له مثيل من قبل.

وقد تم حظر دخول الصحفيين إلى شمال وزيرستان إلى حد كبير، مما يجعل التحقق المستقل من المعلومات صعباً، ولكن بعض التقارير أفادت بسقوط ضحايا من المدنيين، في ظل انتظار السكان لفترات وقف حظر التجول الصارم الذي يفرض هناك، وإطلاق الطائرات النفاثة وطائرات الهليكوبتر العسكرية، والمدفعية نيرانها على المواقع التي يشتبه بوجود المتشددين فيها بالقرب من المناطق السكنية.

وقد وصل معظم الفارين إلى أجزاء أخرى من باكستان بحثاً عن الأمان، حيث مشى البعض حوالي 50 كيلومتراً في درجات حرارة تصل إلى 47 درجة مئوية، واستأجر البعض الآخر شاحنات لنقل أسرهم باتجاه مدينة بانو (التي يبلغ عدد سكانها حوالي مليون نسمة) والتي أصبحت نقطة العبور الرئيسية لأولئك الذين يغادرون مدينتي مير علي وميرام شاه في شمال وزيرستان.

وقد تم إطلاق هجوم السيف العَضب" ضد مقاتلي طالبان رسمياً في 15 يونيو. وفي 30 يونيو، بدأ الجيش الباكستاني هجوماً برياً بعد شنه لضربات جوية قال أنها قتلت 370 متشدداً.

كما أغلق الجيش الوصول إلى شمال وزيرستان عدا طريق بانو، أو باتجاه الغرب نحو الحدود الأفغانية.

وقامت هيئة إدارة الكوارث في المناطق القبلية الخاضعة للإدارة الاتحادية والجيش الباكستاني بإنشاء مخيم لإيواء النازحين داخلياً في منطقة باكا خيل قرب بانو، على بعد 15 كيلومتراً من حدود شمال وزيرستان، ولكن بضع عشرات من الأسر فقط اختارت البقاء هناك. فقد فضّل أكثر من 455,000 نازح مسجل لدى هيئة إدارة الكوارث البقاء مع الأقارب بالقرب من بانو، أو إيجاد مساكن مستأجرة في المنطقة.

وقالت الأسر التي دخلت بانو لشبكة الأنباء الإنسانية (إيرين) أن تكاليف النقل قد ارتفعت منذ بدء الهجوم، فقد كانت تكلفة استئجار شاحنة لنقل أمتعة منزل واحد نحو 8,000 روبية ( 80 دولاراً) قبل شهر، ولكن السعر وصل الآن إلى ما يزيد عن 60,000 روبية (600 دولار).

عكس الأدوار

وفي مواجهة هذه الصعوبات في النقل وعدم وجود تنسيق لجهود الإغاثة من قبل السلطات الباكستانية، اختارت الآلاف من الأسر التوجه نحو الولايات المتاخمة في أفغانستان، وخاصة أولئك الذين يعيشون بالقرب من الحدود.

ووفقاً لآخر بيان صادر عن المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في كابول، تم تسجيل 9,100 أسرة أو أكثر من 65,000 فرد حتى الآن في إقليم خوست الأفغاني، و2,000 أسرة أخرى في إقليم باكتيكا.
عندما ندد الزعيم المتشدد حافظ جول باهادر باتفاق السلام مع الحكومة في نهاية مايو، وعلى الرغم من محاولة الشيوخ والمسؤولين الحكوميين في شمال وزيرستان إقناعنا بعدم وجود فرص لوقوع عملية في شمال [وزيرستان]، لم أثق بهم، وجئت مع 30 فرداً من عائلتي، بمن فيهم النساء والأطفال إلى خوست

ويشكل ذلك عكساً فريداً من نوعه للأدوار التي لعبتها الدولتان الجارتان. ففي معظم العقود الثلاثة الماضية، فرّ الأفغان من النزاع في بلدهم طلباً للأمان في باكستان. ولا زال أكثر من 1.6 مليون لاجئ أفغاني مسجل يقيمون في باكستان، بعد أن وصل عددهم لأكثر من 3 ملايين لاجئ في عام 1988.

ووفقاً لبيانات المفوضية من يناير 2014، كان ما يقرب من مليون باكستاني يعيشون مسبقاً كنازحين قبل بدء العملية الحالية في شمال وزيرستان.

وقال نائب حاكم خوست، عبد الواحد باتان لشبكة الأنباء الإنسانية (إيرين): "نقدم لهم المواد الغذائية وغير الغذائية بقيمة 50,000 أفغاني [ 875 دولاراً]. وقد تم إيواء حوالي 3,000 أسرة في مخيم غولان في إقليم خوست. وهناك أيضاً الكثير من الأسر التي انتقلت من شمال وزيرستان إلى إقليم باكتيكا".

وتبعد ميرام شاه، مقر منطقة شمال وزيرستان، أقل من 20 كيلومتراً عن الحدود الأفغانية، وهي تمس الأراضي الأفغانية عند نقطة التفتيش الحدودية غلام خان.

وقد اختار سكان مناطق شمال وزيرستان صايدغي ودنداي دارباخيل وداتا خيل وهمزوني، غالزاماي وديغان والوار ماندي ومادا خيل، التحرك غرباً عبر الحدود إلى مواقع في المناطق الأفغانية القريبة في جوربوز وماندوزاي (إسماعيل خيل) وتانا وسبيراه وغيان وبرمال.

ووفقاً لمسؤولين في أفغانستان، تقوم منظمة الصحة العالمية، وجمعية الهلال الأحمر الأفغاني والحكومة الأفغانية، ووكالات متعددة للأمم المتحدة بتنسيق أنشطة الإغاثة للأسر القادمة من باكستان.

وبالنسبة لأولئك الذين يعيشون بالقرب من الحدود، لا تستغرق الرحلة إلى أفغانستان سوى بضع ساعات. كما قال اللاجئون أن السلطات الأفغانية تقوم بتسهيل حركتهم من خلال تقديم الإمدادات وأفاد بعضهم بوجود شاحنات تنتظرهم عند الحدود.

شهادة سائق شاحنة

نقل رحمة الله (38 عاماً) وهو سائق من ميرام شاه، إحدى الأسر إلى منطقة جوربوز في خوست، وعاد إلى بانو، في باكستان، يوم الجمعة 27 يونيو. وأخبر شبكة الأنباء الإنسانية (إيرين) قائلاً: "لقد نقلت أسرتي مسبقاً إلى هنا [في بانو، لذلك عدت]، وعدا ذلك فإن حالة اللاجئين الباكستانيين في أفغانستان هي أفضل بكثير مما هي عليه في باكستان".

وأضاف قائلاً: "لقد تم استئجاري من قبل نسيب خان وزير، وهو رب أسرة مؤلفة من 17 فرداً من منطقة غلام خان التي تبعد نصف ساعة فقط من الحدود. وعندما عبرنا الحدود، تم الترحيب بنا بحرارة من قبل قوات حرس الحدود. وقد رأيت أيضاً بعض الشاحنات الأفغانية التي كانت متوقفة لتسهيل نقل الأسر التي غادرت باكستان، ولكنني لست متأكداً إن كانت الحكومة الأفغانية هي من يوفر تلك الشاحنات والمركبات الأخرى أو أنها مقدمة من إخوتنا الأفغان الذين يعيشون على الجانب الآخر من الحدود. وبعد ساعة وصلنا إلى جوربوز. وتركتهم مع أقاربهم في منطقة إسماعيل خيل".

وتعد وزير قبيلة رئيسية في وزيرستان، ويعيش أفرادها على جانبي الحدود بين أفغانستان وباكستان، والذي يعرف أيضاً باسم خط دوراند. ولذلك عندما اشتدت حدة العملية، فإن معظم أولئك الذين كانوا يغادرون إلى أفغانستان، بما في ذلك نسيب خان وزير، كانوا من أفراد هذه القبيلة. ولكن، مع مرور الوقت، تبعهم أفراد الداوار، وهي ثاني أكبر قبيلة تعيش على مقربة من أفغانستان.

وقد غادرت عشرات الأسر شمال وزيرستان وانتقلت إلى أفغانستان حتى قبل الإعلان عن العملية ضد المسلحين، بعد أن أصبح واضحاً أن نزاعاً كبيراً بات في الأفق.

وقال عظمة الله داوار، من منطقة داربا خيل في شمال وزيرستان لشبكة الأنباء الإنسانية (إيرين) أنه غادر إلى أفغانستان، عندما أعلن رئيس حركة طالبان في شمال وزيرستان، حافظ جول باهادر، إنهاء اتفاق السلام الذي كان سارياً لمدة ثماني سنوات مع الجيش الباكستاني والذي كان قد وفّر هدوءاً نسبياً في المنطقة.

وأضاف قائلاً: "عندما ندد الزعيم المتشدد حافظ جول باهادر باتفاق السلام مع الحكومة في نهاية مايو، وعلى الرغم من محاولة الشيوخ والمسؤولين الحكوميين في شمال وزيرستان إقناعنا بعدم وجود فرص لوقوع عملية في شمال [وزيرستان]، لم أثق بهم، وجئت مع 30 فرداً من عائلتي، بمن فيهم النساء والأطفال إلى خوست".

ويختار معظم اللاجئين البقاء مع أقاربهم أو مع أسر مضيفة متطوعة في خوست وباكتيكا. وبعد التسجيل، تحاول السلطات الأفغانية توصيل الحزم الإغاثية إلى منازل مضيفيهم.

وقد أنشأت الحكومة الأفغانية أيضاً مخيماً كبيراً للاجئين بمساحة 809 هكتارات في غولان، في منطقة جوربوز.

وقال مير زمان، وهو من سكان ميرام شاه الذين يعيشون الآن في مخيم غولان لشبكة الأنباء الإنسانية (إيرين): "يحصل أولئك الذين يصلون هنا على الخيام والدقيق والأرز والبطانيات والفرش. الحياة في المخيم آمنة جداً وتتم إدارته بشكل جيد. وقد حصل أطفالنا على التطعيم ضد شلل الأطفال هنا في المخيم".

رمضان حار وشاق

وفي 29 يونيو، بدأ المسلمون في مختلف أنحاء المنطقة صيام شهر رمضان والامتناع عن الطعام والشراب من شروق الشمس حتى مغيبها، وهي ممارسة أصبحت أكثر صعوبة بسبب العيش بعيداً عن المنزل. ففي حرارة الصيف، يجب استهلاك كميات كبيرة من الماء بين غروب الشمس وشروقها لتحمل الصيام طوال النهار.

وتابع مير زمان حديثه لشبكة الأنباء الإنسانية (إيرين) قائلاً: "الوضع الآن صعب بسبب رمضان. وهناك [نقص] في مياه الشرب النظيفة. وذلك لأننا لم نعتد على العيش مثل هذه الحياة في الخيام، ونحن الآن نفتقد بيوتنا في باكستان".

ومثل نظرائهم عبر الحدود في باكستان، يواجه اللاجئون من شمال وزيرستان الحرارة الشديدة في خوست، مما دفع البعض للسعي للحصول على مأوى في مناطق أكثر برودة من باكستان. وقد قيد الجيش الباكستاني حركة العودة إلى شمال وزيرستان، لذا يتجه البعض إلى أجزاء أخرى من باكستان لا يمكن الوصول إليها إلا عبر أفغانستان.

ذهب رجل الأعمال كامران وزير، 36 عاماً، أولاً إلى خوست مع زوجته وأطفاله الخمسة، وذلك لأن حظر التجول الذي يفرضه الجيش الباكستاني قد جعل السفر إلى بانو صعباً. ولم تتمكن أسرته من مواجهة الشمس الحارقة في خوست لذا انتقلت إلى الوديان الخضراء النضرة والباردة نسبياً في إقليم كورام في باكستان شمال منطقة شمال وزيرستان.

وأخبر شبكة الأنباء الإنسانية (إيرين) قائلاً: "لقد كان العيش هناك على ما يرام. ولكن أعتقد أنه ليس أفضل بكثير من باكستان. كانت هناك مشاكل تتعلق بالكهرباء والطقس. والآن عندما حل شهر رمضان، أصبح من الصعب حقاً العيش في أفغانستان بصفة لاجئ. فالسبب الأساسي وراء ذهاب الناس إلى أفغانستان ليست التسهيلات التي تقدمها، ولكن في الواقع حظر التجول الذي قطع جزءاً كبيراً من شمال وزيرستان عن بقية البلاد لذا لم يكن لدينا خيار آخر".

ومع وقوع الهجوم البري الجاري حالياً، فمن الممكن أن يصبح جميع السكان المدنيين في شمال وزيرستان، والذي يزيد عددهم عن 700,000 شخص، في عداد النازحين.

fk-uf/cb-aha/dvh
"
Share this article

Get the day’s top headlines in your inbox every morning

Starting at just $5 a month, you can become a member of The New Humanitarian and receive our premium newsletter, DAWNS Digest.

DAWNS Digest has been the trusted essential morning read for global aid and foreign policy professionals for more than 10 years.

Government, media, global governance organisations, NGOs, academics, and more subscribe to DAWNS to receive the day’s top global headlines of news and analysis in their inboxes every weekday morning.

It’s the perfect way to start your day.

Become a member of The New Humanitarian today and you’ll automatically be subscribed to DAWNS Digest – free of charge.

Become a member of The New Humanitarian

Support our journalism and become more involved in our community. Help us deliver informative, accessible, independent journalism that you can trust and provides accountability to the millions of people affected by crises worldwide.

Join