1. الرئيسية
  2. East Africa
  3. South Sudan

مخاطر الصحة والحماية في قواعد الأمم المتحدة المكتظة في جنوب السودان

Residents of the Tomping camp in Juba wait in line for a cholera vaccination Andrew Green/IRIN
Residents of the Tomping camp in Juba wait in line for a cholera vaccination

فر 75,000 شخص على الأقل إلى مجمعات الأمم المتحدة، في حالة بحث يائس عن الأمن والمأوى، منذ اندلاع القتال في نصف دولة جنوب السودان تقريباً في منتصف شهر ديسمبر الماضي. وبعد مرور أكثر من أربعة أشهر، لا تزال المعارك بين القوات الحكومية والقوات الموالية لنائب الرئيس السابق رياك مشار مستمرة، ولا يزال النازحون يتوافدون على المراكز التابعة للأمم المتحدة.

وقد تدفق ما يقرب من 20,000 شخص إلى قاعدة في بانتيو، عاصمة ولاية الوحدة، هذا الشهر في أعقاب ارتكاب قوى المعارضة المزعوم لعمليات قتل مستهدفة عرقياً بعد سيطرتها على المدينة.

وفي تصريح لشبكة الأنباء الإنسانية (إيرين)، قال توبي لانزر، منسق الشؤون الإنسانية للأمم المتحدة في جنوب السودان، بعد رحلته الأخيرة إلى بانتيو: "يقول أشخاص كثيرون أنه لا يوجد لديهم مكان آخر يذهبون إليه". وأضاف أن فرصة الحصول على مأوى في المخيمات "تمنح المدنيين الذين تقطعت بهم السبل في المكان الخطأ والوقت الخطأ شعوراً بالأمل".

ولكن هناك مخاوف من أن يكونوا قد استبدلوا أخطار المواجهة المسلحة بمخاطر جديدة. فبدء موسم الأمطار يمكن أن يسرع تفشي الأمراض داخل المخيمات المزدحمة، في حين أدى هجوم على المدنيين في أحد مجمعات الأمم المتحدة الشهر الماضي إلى سقوط عشرات القتلى وأظهر أن تلك القواعد لا تستطيع بالضرورة أن تحمي الناس من القتال الذي انتقلوا إلى هناك هرباً منه.

وقد وجهت وكالات المعونة انتقادات لاذعة لبعثة الأمم المتحدة في جنوب السودان (UNMISS)، متهمة قادتها بالفشل في العمل بالسرعة الكافية لتحسين الأوضاع في المخيمات القائمة أو بناء مخيمات جديدة، حتى بعد أن وعد مسؤولو البعثة بأن المواقع الجديدة ستكون جاهزة أخيراً في هذا الشهر. في الوقت نفسه، يطالب بعض مسؤولي بعثة الأمم المتحدة في جنوب السودان إرسال التعزيزات العسكرية التي أقرها مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة في ديسمبر الماضي حتى يتمكنوا من تأمين المواقع الموجودة بالفعل.

تجدر الإشارة إلى أن سلامة مخيمات الأمم المتحدة - التي تعرف الآن باسم مواقع حماية المدنيين (POC) - كانت محل تشكيك في الأيام الأولى من القتال، عندما اقتحم شباب مسلحون القاعدة الكائنة في أكوبو في شرق جنوب السودان يوم 19 ديسمبر وقتلوا جنديين من قوات حفظ السلام الهندية و20 مدنياً على الأقل.

وفي الأيام التي أعقبت هجوم أكوبو، وافق مجلس الأمن بالإجماع على زيادة عدد قوات حفظ السلام في بعثة الأمم المتحدة في جنوب السودان من 7,000 إلى 12,500 جندي. وقد وصل وحوالي 650 من قوات حفظ السلام حتى الآن، أو لا يزالون في طريقهم إلى جنوب السودان، بحسب تصريحات جو كونتريراس، المتحدث باسم بعثة الأمم المتحدة في جنوب السودان.

وعلى الرغم من بطء نشر القوات، لم تحدث مشكلات أمنية كبيرة في المخيمات منذ ما يقرب من أربعة أشهر، على الرغم من أن عمال الإغاثة أبلغوا عن تعرض القواعد لإطلاق النار أثناء اندلاع بعض المعارك، وإصابة سكان المخيمات برصاصات طائشة. وفي 17 أبريل، اقتحمت مجموعة من الشباب المسلحين بقذائف صاروخية وأسلحة أخرى مجمع بور.

والجدير بالذكر أن كلا الطرفين تبادلا السيطرة على بور، وهي عاصمة ولاية جونقلي، أربع مرات منذ بدء القتال. وفي حين عبر عشرات الآلاف من الأشخاص النيل فراراً من المنطقة بأكملها، لا يزال هناك 5,000 شخص يحتمون في قاعدة بعثة الأمم المتحدة في جنوب السودان.

وبعد سيطرة المتمردين على بانتيو في 16 أبريل، بعد عدة أيام من القتال، أقام بعض سكان مخيم بور احتفالات صاخبة، مما أثار غضب الشباب المحليين الموالين لحكومة الرئيس سالفا كير، فتوجهوا إلى المجمع بزعم تقديم عريضة إلى بعثة الأمم المتحدة في جنوب السودان. وبدلاً من ذلك، بدأ إطلاق النار وتمكن الشباب من دخول القاعدة. وقد لقي نحو 60 شخصاً مصرعهم قبل أن تتمكن قوات حفظ السلام من إخراجهم.

وقال وليام كوانغ، الذي يعيش في قاعدة بور منذ شهر ديسمبر، أن الشباب يواصلون التحرك خارج المخيم و"الشيء الذي نخشاه هو هجوم آخر".

مستوى جديد من الوحشية؟

ويشير الهجوم على موقع حماية المدنيين في بور إلى مستوى جديد من الوحشية في الصراع في جنوب السودان، لا سيما في أعقاب مجزرة بانتيو. وقد اتهمت الأمم المتحدة المتمردين بقتل الأشخاص الذين يحتمون في مسجد وكنيسة ومستشفى بشكل منهجي على أساس أصولهم العرقية. وفي محاكاة للإبادة الجماعية في رواندا، زُعم أن المتمردين استخدموا محطة إذاعة محلية لتحريض السكان، بما في ذلك "دعوة الرجال من أحد المجتمعات إلى ارتكاب العنف الجنسي الانتقامي ضد نساء من مجتمع آخر"، وفقاً لتقرير الأمم المتحدة عن عمليات القتل. وقد نفت المعارضة كافة الاتهامات، ولكن هذا لم يمنع الناس من الفرار إلى قاعدة بعثة الأمم المتحدة في جنوب السودان.

وفي أعقاب هذين الحادثين، أصدرت القائمة بأعمال منسق البعثة في ولاية الوحدة، ماري كامينز، بياناً صحفياً يدعو إلى إرسال الكتيبة التي وعدت غانا بإرسالها "قريباً" للمساعدة في حماية الأشخاص الذين يتدفقون إلى مخيم بانتيو. وبعد عدة أيام، وصف هيرفي لادسو، قائد قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة العنف في بور بأنه "سابقة خطيرة للغاية لا ينبغي أن تحدث مرة أخرى". ومع ذلك، لم يتم تحديد موعد وصول ما يقرب من 5,000 جندي إضافي من قوات حفظ السلام.

مياه الفيضانات القذرة

ولا تتربص كل الأخطار بالنازحين خارج مواقع حماية المدنيين فقط. نيابوك داب هي واحدة من أكثر من 20,000 شخص احتشدوا في مخيم تومبينغ، الذي يقع بالقرب من مطار جوبا. وأفادت الأمم المتحدة أن المساحة المتاحة لكل شخص أقل من 10 بالمائة من ما أوصت به المعايير الإنسانية الدنيا. وعندما يهطل المطر، تتدفق مياه الفيضان القذرة إلى المنزل المؤقت الذي بنته من الأغطية البلاستيكية وقطع الخشب الرقائقي الخشن.

وأخبرت شبكة الأنباء الإنسانية (إيرين) أن "المنازل تسقط على الفور عندما يهطل المطر". وذكرت منظمة أطباء بلا حدود (MSF)، التي تدير عيادات داخلية وخارجية في المجمع، أن 150 مرحاضاً انهار خلال أول هطول لأمطار غزيرة بعد إنشاء المخيم، "مما أدى إلى امتزاج [الفضلات السائلة] مع مياه الفيضان". وكلما هطلت الأمطار، تضطر داب إلى حمل طفليها الرضيعين واحتضانهما لمنعهما من الغرق في مياه الفيضانات القذرة.

وكانت منظمة أطباء بلا حدود قد اتهمت بعثة الأمم المتحدة في جنوب السودان في وقت سابق من هذا الشهر "بإظهار لامبالاة صادمة" بسبب "رفضها السعي لتحسين الظروف المعيشية" لأشخاص مثل داب في موقع حماية المدنيين. وقال ستيفان ليليغرين، المنسق الميداني لمنظمة أطباء بلا حدود في حوار مع شبكة الأنباء الإنسانية (إيرين) أن أكثر من نصف الـ200 مريض الذين يعالجونهم يومياً يعانون بالفعل من أمراض الإسهال والتهابات الجهاز التنفسي والأمراض الجلدية التي إما نتجت عن المياه التي تنتشر في المخيمات أو تفاقمت بسببها. كما أن استمرار موسم الأمطار الذي يدوم لأشهر طويلة يزيد من مخاطر تفشي الكوليرا أو الحصبة أو بعض الأمراض المعدية الأخرى.

(ورداً على ذلك، قال توبي لانزر منسق الشؤون الإنسانية في جنوب السودان: "أعتقد أن ما ذكرته [منظمة أطباء بلا حدود] قيل بروح محاولة التأكد من أن أحوال الناس في أفضل وضع ممكن قبل هطول الأمطار بغزارة شديدة خلال الأشهر القليلة القادمة. أعتقد أن هذه هي الرسالة الرئيسية التي أرسلتها منظمة أطباء بلا حدود، ونحن نشاركها الرأي المتضمن في هذه الرسالة.")

من جانبه، أكد ليليغرين أنه "لا يزال لدى الناس هنا لا مشكلة كبيرة ومخاطر صحية كبيرة للغاية. إنهم بحاجة إلى الكثير من الاهتمام لمنع تفشي الأمراض".

تحذير من "فخاخ الموت"

وتوجد أدلة على حدوث اكتظاظ أيضاً في قاعدة للأمم المتحدة في ملكال، عاصمة ولاية أعالي النيل، التي تضم 18,000 شخص. وقالت المتحدثة باسم منظمة أوكسفام غريس كيهيل أن سكان ملكال معرضون للخطر بشكل خاص، نظراً لأن النساء يرأسن ما لا يقل عن نصف عدد الأسر هناك. وأضافت أن "كل شيء يشير إلى أن هؤلاء الناس خائفون لدرجة عدم قدرتهم على مغادرة موقع حماية المدنيين وهم حقاً أفقر الفقراء".

ومع الاعتراف بأن تلك القواعد "لم تكن معدة أبداً كأماكن يمكن للناس العيش فيها"، قالت كيهيل أنه ما لم يعم السلام في جنوب السودان مرة أخرى في وقت قريب، سيكون من المرجح أن يبقى عشرات الآلاف من الناس في المخيمات إلى أجل غير مسمى، وهو ما يعني أن بعثة الأمم المتحدة في جنوب السودان بحاجة إلى العمل بوتيرة أسرع لجعلها صالحة للسكن. وحتى رئيسة البعثة هيلدا جونسون اعترفت بأن ملكال وتومبينغ "معرضتان لخطر وشيك، وهو التحول إلى فخاخ الموت".

وفي سياق متصل، يجري الآن بناء مواقع جديدة في كل من جوبا وملكال لإيواء الناس الذين يعيشون في المناطق الأكثر خطورة في المخيم. وقال رئيس عمليات المنظمة الدولية للهجرة جون ماكيو أنه في كلتا الحالتين، ينبغي أن يكونوا قادرين على البدء في نقل الأشخاص بحلول نهاية مايو كحد أقصى - أي قبل هطول أكثر الأمطار غزارة. ويمكن نقل حوالي 2,000 شخص في تومبينغ حتى قبل ذلك إلى الأرض التي تم فتحها مؤخراً داخل قاعدة بعثة الأمم المتحدة في جنوب السودان، في حين تعكف فرق عمل على تركيب مراحيض جديدة في المخيم الحالي.

تأتي المخيمات الجديدة قبل أكثر من شهر من حلول المواعيد النهائية التي كانت بعثة الأمم المتحدة في جنوب السودان قد حددتها، لكن ماكيو أشار إلى مجموعة من الصعوبات اللوجستية التي تعوق البناء، بما في ذلك الحصول على الأراضي لبناء مواقع عليها وقوات حفظ السلام الضرورية لتأمينها. كما يجب على المسؤولين التعامل مع الأحداث المتغيرة بسرعة على أرض الواقع، حيث يمكن لاندلاع القتال أن يؤخر محاولات نقل المعدات الثقيلة.

وحتى أثناء قيام فرق العمل ببناء الأسوار وحفر المراحيض في المواقع الجديدة في جوبا وملكال، حذر ماكيو من أن المجتمع الدولي ربما يحتاج الآن إلى تحويل الانتباه والموارد إلى بانتيو. وأضاف أن "كل شيء كان جيداً نسبياً" حتى قبل أسبوعين. ولكن ذلك تغير بسرعة عندما قرر الآلاف من الناس أن قاعدة الأمم المتحدة لا تزال تمثل أفضل فرصة لضمان سلامتهم، على الرغم من وجود تهديدات من داخلها وخارجها على حد سواء.

ag/cb-ais/dvh


This article was produced by IRIN News while it was part of the United Nations Office for the Coordination of Humanitarian Affairs. Please send queries on copyright or liability to the UN. For more information: https://shop.un.org/rights-permissions

Share this article

Get the day’s top headlines in your inbox every morning

Starting at just $5 a month, you can become a member of The New Humanitarian and receive our premium newsletter, DAWNS Digest.

DAWNS Digest has been the trusted essential morning read for global aid and foreign policy professionals for more than 10 years.

Government, media, global governance organisations, NGOs, academics, and more subscribe to DAWNS to receive the day’s top global headlines of news and analysis in their inboxes every weekday morning.

It’s the perfect way to start your day.

Become a member of The New Humanitarian today and you’ll automatically be subscribed to DAWNS Digest – free of charge.

Become a member of The New Humanitarian

Support our journalism and become more involved in our community. Help us deliver informative, accessible, independent journalism that you can trust and provides accountability to the millions of people affected by crises worldwide.

Join