1. الرئيسية
  2. Middle East and North Africa
  3. Egypt

منن سامي: "أنا لا أعرف كيف يمكن للناس تعيش معا مرة أخرى بعدما حدث"

Supporters of ousted Egyptian President Mohamed Morsi stand amid makeshift barriers on 27 July 2013 as government security vehicles approach them Saeed Shahat/IRIN

كان من بين ضحايا اقتحام قوات الأمن المصرية لفض اعتصام رابعة العدوية يوم 14 أغسطس، والذين بلغ عددهم حوالي 525 قتيلاً على أقل تقدير، اثنان من أعضاء مجموعة "لا للعنف" الداعية لنبذ العنف.

وقد كانت هذه المجموعة تسعى إلى سد الفجوة المتنامية بين مؤيدي حركة الإخوان المسلمين، التي ينتمي إليها الرئيس السابق محمد مرسي، وأنصار حركة تمرد التي نجحت في حشد الملايين من المصريين للنزول إلى الشوارع في تظاهرات مناهضة له. واستجابة لهذه الاحتجاجات، قام الجيش بالإطاحة بمرسي يوم 3 يوليو وتعيين حكومة انتقالية جديدة. ومنذ ذلك الحين، لم تهدأ الاشتباكات التي أودت بأرواح المئات من الأشخاص.

وقد تحدثت منن سامي، أحد أعضاء "لا للعنف"، لشبكة الأنباء الإنسانية (إيرين) حول فشل جهود المجموعة الرامية للمصالحة ونبذ العنف، وآمالها المفقودة في إحداث أي فرق، والصراع الداخلي الذي يهدد اتحاد أعضاء المجموعة أنفسهم وسط تزايد الاستقطاب داخل المجتمع المصري.

ومن الجدير بالذكر أن مجموعة "لا للعنف" قد انبثقت عن جمعية نماء للتنمية المستدامة، وهي عبارة عن برنامج للمدرسة الصيفية بدأ في 2005. وقد كان الهدف منه هو دفع الشباب لدراسة نظريات التنمية، وإحداث تغيير وتطبيقه على المجتمع المصري. وكان الشباب المشارك ينتمي إلى كل أنحاء البلاد – بنسبة شخصين من كل محافظة سنوياً- يمثلون كل فصائل المجتمع المصري من ناصريين وسلفيين وإخوان مسلمين وليبراليين ومسلمين ومسيحيين.

وجاء في حديث منن لشبكة الأنباء الإنسانية (إيرين): "عقب 30 يونيو [الاحتجاجات المناهضة لمرسي]، دعا خريجو هذا البرنامج - ونحن كثيرون، من مختلف المحافظات، والتوجهات السياسية والأديان - لعقد اجتماع حيث نناقش ما يمكن القيام به لمحاولة [منع ] العنف... وكان ما يربطنا من علاقات شخصية يوفر لنا مساحة للتسامح مع وجهات النظر المختلفة داخل المجموعة...

"وقد قمنا بعقد اجتماع بين أفراد من مختلف الجوانب – من تمرد، وجماعة الإخوان، وغيرهم من الأحزاب والحركات الأخرى. ولكننا لم نكن قادرين على الخروج من هذا اللقاء بخطوات وإجراءات ملموسة ... حيث أن كلا الجانبين (تمرد والإخوان) لم يكن يقبل التزحزح عن موقفه ... وانتهى الأمر إلى خلافات سياسية".

"وكان هدف "لا للعنف" كله أن نتمكن من عقد اجتماعات غير سياسية، وأن نوفق بين الأفراد من كلا الجانبين، ونتجنب السياسة، ولكن في النهاية، تسببت السياسة في منعنا من التوصل لأي شيء، وخصوصا لأن كل طرف يقول أن الآخر هو من من بدأ بالعنف".

"كل ما استطعنا القيام به هو تنظيم أنشطة على أرض الواقع، ورفع لافتات تحمل رسائل ضد العنف. كنا حوالي 50 شخصاً في اليوم الأول ثم أصبحنا 90 أو 100 شخص في اليوم الثاني 100. وقد نظمنا ثلاثة أنشطة في ميدان الجلاء، بين ميدان التحرير [حيث يتجمع المناهضون لمرسي] وميدان النهضة [حيث يتجمع المؤيدون له]، بحيث يرانا الكل. ولكن الناس لم تفهم مع أي جانب كنا – مع أننا لم نكن مع أحد - وشككوا فينا".

"لم يكن الأمر مثمرا. لم نكن نعتقد أنه بإمكاننا إحداث فرق كبير، ولكننا ظننا أننا نستطيع على الأقل أن نسمع صوتنا وأن نثبت أن بعض الناس يرفضون تماما كل أنواع العنف".

"بعد حادثة مقر الحرس الجمهوري [في 8 يوليو] – لقي نحو 50 شخصا حتفهم في ذلك اليوم - توقفت المبادرة برمتها لأن أعضاء جماعة الإخوان لم يعودوا راغبين في شجب العنف وهم يتعرضون للقتل".

"نحن لا نزال نجتمع... ولكن لا أحد لديه أية فكرة عن الإجراءات الملموسة التي يمكننا القيام بها، خاصة الآن. الناس مكتئبون حقا. ونحن لا نرى ما يمكننا القيام به الآن".

"مات اثنان من أصدقائي في أحداث رابعة، وقد كانوا مسالمين من مجموعة "لا للعنف. الآن، لا يوجد نقاش داخل المجموعة إلا عن مكان إقامة الجنائز ... لم تعد لدينا فرصة للتحدث عن الخطوات القادمة. لو كان الناس يهتمون حقا بالمصالحة لما سال كل هذا الدم. إن الجانبين ليسا على استعداد للمصالحة".

"هناك اتجاه بين الناس – يتمثل في رفضهم للإخوان، ليس كحركة، ولكن كأفراد. فهم ينعتونهم بالأغبياء والخونة والإرهابيين ويصنفونهم في الطبقات الدنيا للمجتمع. وهذا هو أكثر ما يقلقني. وعلى الجانب الآخر، فإن الإخوان لن يغفروا ... إنهم يريدون الانتقام الآن. إنهم يشعرون بأن مصر كلها ضدهم - الشعب والجيش والشرطة...".

"كان أحد أعضاء مجموعتنا من مؤيدي الإخوان ممن يروا بقوة أن الاعتصامات يجب أن تكون خالية من الأسلحة. وقد بدأ مبادرة تحدث خلالها مع قادة الإخوان، مشيرا إلى ضرورة التخلص من الأسلحة. وقد حاول شحذ التأييد في هذه القضية. ولكنه فشل، لأن الناس كانوا خائفين حيث أنهم ظنوا أنهم إذا تخلوا عن أسلحتهم، فسيموتون".

"لا يهمني على الإطلاق أمر السياسة. ما يهمني هو المجتمع وتنظيم المجتمع المدني، ولكنني قلقة للغاية من ألا يتمكن الناس من قبول بعضهم البعض مرة أخرى... أنا لا أعرف كيف يمكن للناس أن تعود للعيش سويا مرة أخرى بعدما حدث مؤخراً ".

ha/cb-me/amz


This article was produced by IRIN News while it was part of the United Nations Office for the Coordination of Humanitarian Affairs. Please send queries on copyright or liability to the UN. For more information: https://shop.un.org/rights-permissions

Share this article

Get the day’s top headlines in your inbox every morning

Starting at just $5 a month, you can become a member of The New Humanitarian and receive our premium newsletter, DAWNS Digest.

DAWNS Digest has been the trusted essential morning read for global aid and foreign policy professionals for more than 10 years.

Government, media, global governance organisations, NGOs, academics, and more subscribe to DAWNS to receive the day’s top global headlines of news and analysis in their inboxes every weekday morning.

It’s the perfect way to start your day.

Become a member of The New Humanitarian today and you’ll automatically be subscribed to DAWNS Digest – free of charge.

Become a member of The New Humanitarian

Support our journalism and become more involved in our community. Help us deliver informative, accessible, independent journalism that you can trust and provides accountability to the millions of people affected by crises worldwide.

Join