وفي قرية نصيب، التي تبعد كيلومترين اثنين فقط عن واحد من أربعة معابر حدودية بين الأردن وسوريا، يوجد 10,000 نازح ينتظرون فرصة لمغادرة سوريا، وفقاً لإمام القرية أبو عمر، الذي أضاف أن قوات الأمن الحكومية رحلت عن القرية منذ فترة طويلة".
ويسود توتر شديد في المنطقة المحيطة بالقرية، التي يسمع سكانها صوت المدفعية الثقيلة "أعلى من أي وقت مضى"، وفقاً لصحيفة أردنية محلية. وفي عدة مناسبات في الأشهر الأخيرة، تعرض محيط القرية للقصف المدفعي أو نيران الأسلحة الخفيفة. وأكد أبو عمر أن صاروخاً سقط على القرية بالأمس فقط [23 مايو]، مما تسبب في إصابات طفيفة.
وأفاد أيضاً أنه على الرغم من انعدام الأمن طوال السبعة أيام الماضية، فقد أعادت السلطات الأردنية السوريين الذين حاولوا عبور الحدود، وأخبرهم مسؤولو الحدود أن المخابرات الأردنية ترفض دخول أي لاجئين في الوقت الحالي، باستثناء الحالات الطبية الطارئة.
لكن السلطات الأردنية تنفي إغلاق الحدود.
وقال أنمار الحمود، الناطق الإعلامي الأردني لشؤون اللاجئين، في تصريح لشبكة الأنباء الإنسانية (إيرين)، أن "سياسة الأردن تجاه مساعدة السوريين لم تتغير". وكرر وزير الخارجية الأردني ناصر جودة التصريح نفسه في مؤتمر صحفي يوم 22 مايو، حسبما نقلت عنه وكالة الأنباء الرسمية بترا.
قرية تحت الضغط
وقال أبو عمر أن نصيب، التي يبلغ عدد سكانها 10,800 نسمة، كانت معبراً حدودياً صغيراً قبل بدء الصراع السوري منذ عامين. لكن 5,000 من سكانها رحلوا أثناء النزاع، ليشغل منازلهم الآن ضعف هذا العدد من الأشخاص الذين الذين نزحوا جراء أعمال العنف في مناطق أخرى من البلاد.
وأضاف أبو عمر أن 10,000 وافد إضافي - قادمين من مناطق بعيدة مثل محافظتي إدلب وحلب الشماليتين - وصلوا الأسبوع الماضي ويشكلون ضغطاً على موارد القرية.
"وكان النازحون يقيمون في التجمعات [ملاجئ جماعية] لمدة يوم أو يومين ثم يتابعون رحلتهم إلى المعبر، ولكن منذ أن تم إغلاق الحدود، أصبحوا يقيمون وينتظرون ... وتعيش بعض العائلات بين المساجد والشوارع،" كما روى لشبكة الأنباء الإنسانية (إيرين) في اتصال هاتفي يشوبه صرير من سوريا.
وقد اعتاد السوريون على مدار العامين الماضيين على العيش على الكفاف؛ وكذلك سكان نصيب الذين يتقاسمون منذ فترة طويلة ما لديهم مع الوافدين الجدد المحتاجين إلى مساعدة. ولكن أبو عمر أشار إلى أن العدد القليل من السلع الذي كان يأتي عبر الحدود الأردنية توقف في الأسبوع الماضي، مما أدى إلى نقص المواد الغذائية والمياه في القرية.
وأضاف أن اليوم [24 مايو] هو أول يوم يتوفر فيه الطحين اللازم لصنع الخبز في القرية منذ أكثر من أسبوعين، وأن "ضروريات الحياة غير موجودة"، والمعونة الإنسانية الدولية لا تصل إلى هذا الجزء من البلاد.
وتجدر الإشارة إلى أن القوات الحكومية ظلت تقاتل الثوار من أجل السيطرة على المناطق التي تقع إلى الجنوب من درعا خلال الأشهر القليلة الماضية، ولكن في الأسابيع الأخيرة، وردت تقارير عن شن الحكومة هجوماً لاستعادة السيطرة على المناطق التي كان الثوار قد "حرروها" في السابق.

وقالت وكالات المعونة لشبكة الأنباء الإنسانية (إيرين) أن انعدام الأمن في المنطقة الحدودية قد يمنع الناس من محاولة الوصول إلى الأردن.
الخيارات القليلة المتاحة للفلسطينيين
بالإضافة إلى السوريين العالقين في القرى الحدودية، لا يستطيع مئات الفلسطينيين مغادرة سوريا بسبب اللوائح الأردنية التي تحظر دخولهم إلى الأردن.
وفي قرية جملة التي تقع إلى الشرق من مرتفعات الجولان التي تحتلها اسرائيل، على سبيل المثال، تقطعت السبل بنحو 300 لاجئ فلسطيني كانوا يحاولون مغادرة سوريا في ظروف صعبة. ويقيم معظمهم الآن مع عائلات مضيفة، على الرغم من أن بعضهم تمكن من الوصول إلى القرى الأخرى واستئجار منازل، بينما لا يزال البعض الآخر بلا مأوى على الإطلاق.
فضلاً عن ذلك، فإن القدرة على إيصال المساعدات الإنسانية إليهم محدودة بسبب المخاطر التي تعوق الوصول إلى المنطقة.
وكانت الأمم المتحدة قد أعلنت عن وجود 4.25 مليون نازح داخل سوريا، وتم تسجيل 1.5 مليون سوري آخرين كلاجئين في الدول المجاورة وشمال أفريقيا.
وفي مؤتمر صحفي عقد في عمّان يوم 22 مايو، قال السفير السوري لدى الأردن بهجت سليمان للصحفيين أن أزمة اللاجئين السوريين "مبالغ فيها" للضغط على الحكومة السورية، مضيفاً أن السوريين لم يغادروا البلاد "لأسباب إنسانية حقيقية"، وإنما لأغراض سياسية.
كما رفض التعليق على تقارير تفيد بوجود مواطنين سوريين عالقين على الجانب السوري من الحدود.
aa/ha/cb-ais/dvh
"