1. الرئيسية
  2. Global

رسم خرائط أهم مناطق الإصابة بالتراخوما في العالم

Trachoma Anthony Morland/IRIN

عندما يجري فريق أيابو دولارين لرسم خرائط التراخوما مسوحات في ولاية كادونا النيجيرية، فإنه يبدأ بأحد الطقوس، حيث يذهب أعضاء الفريق إلى وسط المجتمع المحلي ويجعلون زجاجة تدور على الأرض لتحديد الأسرة التي سيفحصونها أولاً بحثاً عن دلائل الإصابة بهذا المرض المؤلم والمسبب للعمى.

ودائماً ما تجذب هذه الممارسة حشداً من الناس، حيث قالت دولارين، وهي ممرضة متخصصة في العيون: إنهم يضحكون عندما يرون ذلك، لكننا نوضح لهم أنه على الرغم من أننا لا نزور كل بيت ... فإننا لا نختار أسرة ونترك الأخرى. ونفسر لهم بعد أن ننتهي من رسم الخرائط أنه إذا أصيب أي شخص بمرض في العين، سوف نزوره لاحقاً".

مشروع رسم الخرائط - بقيادة منظمة سايت سيفرز (Sightsavers) الخيرية وبتمويل من وزارة التنمية الدولية البريطانية (DFID) ودعم من وكالات أخرى - هو جزء من خطة طموحة للقضاء على التراخوما، وهي عدوى بكتيرية تنتشر عن طريق الذباب وتسبب العمى.

وفي تصريح لشبكة الأنباء الإنسانية (إيرين)، قال سيمون بوش، مدير منظمة سايت سيفرز لأمراض المناطق المدارية المنسية: "لقد كنا نرسم الخرائط ببطء، لكن الأمر برمته الآن يتوقف على السرعة. يسعى المجتمع الدولي للقضاء على التراخوما المسببة للعمى بحلول عام 2020. ينبغي علينا الانتهاء من رسم الخرائط وبدء برنامج العلاج بحلول عام 2015، وإلا فإننا سنعرض أنفسنا للفشل مرة أخرى".

الجراحة والمضادات الحيوية ونظافة الوجه وتحسين البيئة

ويسعى مشروع رسم الخرائط لتحديد مدى انتشار المرض في كل منطقة.

وفي الأماكن ذات الانتشار المنخفض، حيث تقل نسبة الأطفال المصابين بمرض التراخوما عن 10 بالمائة، توصي منظمة الصحة العالمية بتركيز الجهود على النظافة للوقاية من المرض - على سبيل المثال، بناء المراحيض وتشجيع غسل الوجه. أما الأماكن التي تكثر فيها الإصابات، حيث يصاب أكثر من 10 بالمائة من الأطفال بالتراخوما، فتحصل على برامج أكثر صرامة، من بينها العلاج الجماعي بالمضادات الحيوية.

يسمى هذا البروتوكول سيف (SAFE)، وهو اختصار لما يلي: الجراحة (لأولئك الذين تضررت عيونهم بالفعل)، والمضادات الحيوية (لعلاج المصابين)، ونظافة الوجه، وتحسين البيئة (لمنع انتشار المرض).

ومن غير المحتمل أن يتم القضاء على بكتيريا كلاميديا تراخوماتيس نفسها، مثلما تم القضاء على الجدري، ولكن يمكن الحد من الضرر الذي يسببه المرض. ويسبب مرض التراخوما ضرراً مع مرور الوقت، وتسبب الالتهابات المتكررة في الطفولة ندبات الجفون تقلب الرموش إلى الداخل. ثم تخدش الرموش العين، مما يؤدي إلى العمى. وبالتالي، فإن الهدف هو الحد من انتشار المرض وعلاج الحالات قبل حدوث الندبات والتلف.

 تشير تقديراتنا إلى وجود نحو ثمانية ملايين شخص بحاجة إلى الجراحة، ثلاثة ملايين منهم تقريباً في أفريقيا. وإذا لم نجري لهم الجراحات، فسوف يصابون بالعمى

 وأفاد بوش أنك "إذا قمت بتطبيق بروتوكول "سيف" لمدة خمس سنوات، فإنك ستقضي على التراخوما المسببة للعمى. وقد وصلت غانا وغامبيا بالفعل إلى مرحلة القضاء عليه، ولم تعد التراخوما مصدر قلق حقيقي في مجال الصحة العامة هناك".

تراكم الحالات

ويمكن علاج الأشخاص الذين تضررت عيونهم بالفعل عن طريق الجراحة، حيث قال بوش: "تراكم الحالات هو مصدر قلقي المستمر. تشير تقديراتنا إلى وجود نحو ثمانية ملايين شخص بحاجة إلى الجراحة، ثلاثة ملايين منهم تقريباً في أفريقيا. وإذا لم نجري لهم الجراحات، فسوف يصابون بالعمى".

ولكن لعلاج عدد كبير من الحالات، ينبغي تدريب العديد من العاملين في مجال الصحة على إجراء العمليات الجراحية. كما أن هناك نقص في الجراحين من أي نوع في البلدان الأكثر تضرراً من التراخوما.

وقال كبير علماء المشروع، أنتوني سولومون، من كلية لندن للنظافة الشخصية والطب الاستوائي، في حوار مع شبكة الأنباء الإنسانية (إيرين): "من المهم ألا نصرف الانتباه عن أشياء أكثر أهمية حتى من التراخوما. إن التراخوما تسبب العمى، لكنها في نهاية المطاف لا تقتلك. لا أريدها أن تعطل أطباء النساء والتوليد عن إجراء الولادات القيصرية أو الجراحين الآخرين عن تجفيف خراجات الكبد".

لكن سولومون يقول أن بالإمكان تدريب الآخرين على إجراء هذه الجراحة: "سوف نقوم أيضاً بتدريب ممرضي العيون على إجراء الجراحة، وسوف يفعلون ذلك بالإضافة إلى واجباتهم الأخرى".

أداة رسم الخرائط

ويجمع مشروع رسم الخرائط البيانات عن طريق تطبيق ذكي حيث يأخذ جامعو البيانات، مثل ممرضة العيون دولارين، قراءات نظام (GPS) العالمي لتحديد موقع كل أسرة شملها الاستطلاع.

ويقول سولومون، الذي عمل على تطوير هذا التطبيق، أن المنظمين سعداء به: "إنه قوي للغاية لأنه يقوم بتخزين البيانات على بطاقة ذاكرة صغيرة (Micro SD) في الهاتف. وحتى إذا قمت بإسقاط الهاتف من النافذة، أو دهسته بسيارة أو أسقطه في النهر، يمكننا استرداد البطاقة وسوف تكون البيانات قابلة للقراءة".

من جانبها، أفادت دولارين أن هذه الأداة تعد تحسناً كبيراً مقارنة بالطرق القديمة لرسم الخرائط، مضيفة "أنها أفضل بكثير، وأسرع بكثير. وليست هناك حاجة للتنقل بكثير من الأوراق، وفور انتهائنا من هذا العمل، نرسل النتيجة، ولذلك فإنها لا تضيع الوقت على الإطلاق".

وقالت أنها أيضاً سعيدة بوجود حالات تراخوما أقل في المناطق التي قامت بمسحها: "عندما قمنا بهذا العمل من قبل، كان هناك العديد من الحالات، وكانت الظروف المعيشية للناس سيئة للغاية. لم تكن معظم المجتمعات تمتلك أي آبار. أما الآن، فمعظمها قد حصل عليها بالفعل وبالتالي يوجد ماء الآن. كما أن الناس أكثر نظافة، ولذلك أصبح عدد حالات التراخوما أقل بكثير من ذي قبل".

eb/rz-ais/dvh

"
Share this article

Get the day’s top headlines in your inbox every morning

Starting at just $5 a month, you can become a member of The New Humanitarian and receive our premium newsletter, DAWNS Digest.

DAWNS Digest has been the trusted essential morning read for global aid and foreign policy professionals for more than 10 years.

Government, media, global governance organisations, NGOs, academics, and more subscribe to DAWNS to receive the day’s top global headlines of news and analysis in their inboxes every weekday morning.

It’s the perfect way to start your day.

Become a member of The New Humanitarian today and you’ll automatically be subscribed to DAWNS Digest – free of charge.

Become a member of The New Humanitarian

Support our journalism and become more involved in our community. Help us deliver informative, accessible, independent journalism that you can trust and provides accountability to the millions of people affected by crises worldwide.

Join