1. الرئيسية
  2. East Africa
  3. Kenya

الأطعمة البرية تحسن التغذية والأمن الغذائي

More than 95 percent of Lao people snack on insects, often prepared with herbs and spices FAO
Needed: Improved access to wild foods such as insects
الصورة: الفاو
المطلوب تحسين الحصول على الأغذية البرية مثل الحشرات
يقول الخبراء أنه يمكن خفض معدلات سوء التغذية إلى حد كبير وتحسين الأمن الغذائي من خلال ضمان تحسين فرص حصول السكان الأفقر في العالم على الأغذية المستمدة من الغابات الغنية بالمغذيات مثل التوت ولحوم الطرائد والجذور والحشرات والمكسرات.

وفي حديث إلى شبكة الأنباء الإنسانية (إيرين)، قال برونوين باول، وهو خبير في مجال التغذية وباحث في مركز البحوث الحرجية الدولية (CIFOR): "أعتقد أن الأغذية المستمدة من الغابات لها أهمية خاصة للحد من سوء التغذية عندما يتعلق الأمر بالمغذيات الدقيقة مثل فيتامين (أ) والحديد".

وتمكين الحصول على مثل هذه الأطعمة يعني تقديمها في الأسواق ليستفيد منها فقراء الحضر، لاسيما وأن الكثير منهم يجدون أنهم غير قادرين على تحمل أسعار الفواكه المستوردة والأغذية المصنعة. كما يعني أيضاً تمكين الناس من الوصول إلى الغابات بشكل قانوني بغية الحصول على الموارد البيولوجية مثل لحوم الطرائد والعسل في المناطق التي يُعتبر القيام بذلك أمراً غير قانوني.

المغذيات

وقال الخبراء لشبكة الأنباء الإنسانية (إيرين)، أنه في حين لا تُستخدم أطعمة الغابات بكثرة، يمكن أن تكون أسعارها معقولة ومقبولة أكثر من الخيارات الغذائية الأخرى.

من جهته، قال الخبير في الاقتصاد الزراعي في جامعة نيروبي، إينوك مواني: "بعد أن أصبح الغذاء نادراً، ثمة دعوات تطالب المجتمعات بالبحث عن مصادر غذائية وأطعمة بديلة – قد لا يكون بعضها مقبولاً بسهولة بالنسبة لهم - لكن لطالما كانت الأطعمة والفواكه البرية شهية لأجيال عدة، وقد يقبلها بسهولة عدد كبير من الناس".

وفي تقريرها الصادر عام 2011 تحت عنوان "الغابات لتحسين الأمن الغذائي والتغذية"، لاحظت منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (الفاو) أن الأسر القريبة من خط الفقر قد تعتمد، خلال "موسم العجاف" أو في فترات المجاعة أو نقص الغذاء، على الغابات لتوفير "شبكة أمان مهمة".

ويقول آخرون، مثل مونيكا أييكو، وهي عالمة في مجال اقتصاد الأسرة والمستهلك وباحثة في مجال الحشرات الصالحة للأكل في جامعة ماسينو، أنه يجب بذل المزيد من الجهود لتغيير تصورات الناس حول الأغذية البرية. وأشارت أييكو إلى أن "تأثير الثقافة الغربية جعل الناس ينسبون الأطعمة البرية، مثل الحشرات الصالحة للأكل، إلى الفقر، علماً أنها مصدر حيوي للأحماض الأمينية والمعادن. هذا الأمر مؤسف لأن الكثير من الأطفال يموتون نتيجة لنقص العناصر الغذائية، مع أنها متوفرة بكثرة في الأغذية البرية".

وقد اقترحت الدراسات مؤخراً أن الحشرات هي أفضل مصدر للبروتين لأنها تنتج كميات أقل من غازات الدفيئة من الأبقار والخنازير.

وأضافت أييكو: "علينا أن نوسع نطاق استخدام الأطعمة البرية مثل الحشرات البرية والصراصير في الوجبات الغذائية الخاصة بالفقراء، والخبر السار هو أن منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة بدأت بالعمل على هذا".

وعلى الصعيد العالمي، ووفقاً لمنظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة، يعتمد ما يقدر بنحو 1.6 مليار شخص على الغابات في معيشتهم. ويعاني نحو 870 مليون شخص على مستوى العالم من انعدام الأمن الغذائي، في حين يعاني ملياري مليار شخص آخرين من نقص في المغذيات.

وكشفت دراسة أجراها مركز البحوث الحرجية الدولية (CIFOR) في تنزانيا عام 2011 على 270 طفلاً وأمهاتهم، أن الأطفال الذين تناولوا الفواكه البرية من الغابات حصلوا على نظام غذائي متنوع ومغذٍ بشكل أكبر.

وقد ساهمت الأغذية البرية بأكثر من 30 بالمائة من نسبة الفيتامين (أ) وحوالي 20 بالمائة من نسبة الحديد التي يستهلكها الأطفال يومياً، على الرغم من أن هذه الأطعمة لا تمثل سوى 2 بالمائة من وجباتهم الغذائية.

وكشفت دراسة أخرى أجريت في مدغشقر أن أطفالاً أكثر تصل نسبتهم إلى 30 بالمائة سيعانون من فقر الدم في حال لم يتمكنوا من الحصول على لحوم الطرائد. كما تشير الدراسات في حوض الكونغو إلى أن لحوم الطرائد تشكل 80 بالمائة من البروتينات والدهون التي تستهلكها المجتمعات المحلية.

الاستراتيجيات اللازمة

ووفقاً لمنظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة، يمكن للغابات أن تلعب دوراً حاسماً في تحسين الأمن الغذائي، وعادة ما "لا يكون هذا الدور واضحاً في استراتيجيات الأمن الغذائي والتنمية الوطنية. وإلى جانب ضعف التنسيق بين القطاعات، تبقى النتيجة النهائية قيام القرارات السياسية المتعلقة بالأمن الغذائي والتغذية بإهمال الغابات".

وأشار باول من مركز البحوث الحرجية الدولية إلى أن "أطعمة الغابات لم تلقَ الكثير من الاهتمام" ويعود ذلك جزئياً إلى الطريقة الحالية "لقياس الأمن الغذائي من حيث الطاقة [أو السعرات الحرارية] وليس من حيث المغذيات الدقيقة، وهو ما يعني تجاهل الأطعمة التي لا تشكل مصدراً جيداً للسعرات الحرارية [وتحتوي على الكثير من المغذيات الدقيقة]".

وما زالت أسباب عديدة تعيق الوصول إلى هذه الموارد، لاسيما غياب السياسات الوطنية لتوجيه استخدام الأغذية البرية، والافتقار إلى المعرفة حول فوائد هذه الأغذية، وإزالة الغابات والتغيرات في استخدام الأراضي.

كذلك، يواجه استهلاك لحوم الطرائد مخاوف تتعلق بطرق حفظها والمشاكل الصحية التي يمكن أن تنجم عن تناولها، الأمر الذي قد يؤدي إلى دعوات لسياسات أقوى بغية تنظيم استخدامها.

ويبقى هناك بعض الطرق لزيادة فرص الحصول على الأغذية المستمدة من الغابات، لاسيما من خلال زيادة الاستثمار في تنمية الغابات من جانب الحكومات والمنظمات، وزيادة السيطرة المحلية على إدارة الغابات واستخدامها، والتدابير الحرجية لصالح الفقراء، ودمج الغابات في الاستراتيجيات الوطنية للأمن الغذائي.

ko/rz-ais/dvh

"
Share this article

Get the day’s top headlines in your inbox every morning

Starting at just $5 a month, you can become a member of The New Humanitarian and receive our premium newsletter, DAWNS Digest.

DAWNS Digest has been the trusted essential morning read for global aid and foreign policy professionals for more than 10 years.

Government, media, global governance organisations, NGOs, academics, and more subscribe to DAWNS to receive the day’s top global headlines of news and analysis in their inboxes every weekday morning.

It’s the perfect way to start your day.

Become a member of The New Humanitarian today and you’ll automatically be subscribed to DAWNS Digest – free of charge.

Become a member of The New Humanitarian

Support our journalism and become more involved in our community. Help us deliver informative, accessible, independent journalism that you can trust and provides accountability to the millions of people affected by crises worldwide.

Join