تتساءل ما كيي، وهي أرملة في الثلاثين من عمرها، عما إذا كانت ستعود إلى ديارها يوماً. فهي من بين النازحين الجدد الذين يبلغ عددهم 3,600 نازح، ويعيشون في مدرسة التعليم الأساسي الأولى، في بلدة ميكتيلا في وسط ميانمار، والذين نزحوا بسبب أعمال العنف الطائفي التي وقعت بين البوذيين والمسلمين خلال الأسبوع الماضي.
وفي 22 مارس، أعلن الرئيس البورمي، ثين سين حالة الطوارئ في أربع بلدات هي ميكتيلا وثازي وواندوين وماهلينغ، وطلب من الجيش المساعدة في وضع حد لأعمال للعنف الأخيرة، وهي الأسوأ التي تهز البلاد منذ الاشتباكات التي وقعت بين بوذيي راخين والمسلمين الروهينجا في ولاية راخين الغربية في عام 2012.
فقد تم إحراق خمسة مساجد على الأقل وعشرات المنازل، كما تم الإبلاغ عن مقتل ما لا يقل عن 20 شخصاً منذ بداية أعمال العنف، لكن ما زالت الأرقام الدقيقة غير معروفة. ووفقاً للسلطات المحلية، نزح أكثر من 10,000 شخص، وهم يعيشون الآن في ستة مخيمات، بما في ذلك خمس مدارس وملعب لكرة القدم. وتحدثت ما كيي لشبكة الأنباء الإنسانية (إيرين) عن محنتها، قائلةً:
"لم أتصوّر حدوث هذا في حياتي. حصل كل ذلك بسرعة. كان كل شيء يحترق. بالكاد نجحنا في الهروب من أجل البقاء على قيد الحياة. فقد خسرت كل ما أملكه. ليس لدي فكرة عما حدث. فقد جاء بعض الغرباء وأضرموا النار في بيتي ومحلي، ولكن لماذا؟
لست أدري كيف سنتمكن يوماً ما من النهوض بعد كل ما حصل. فقد توفي زوجي في وقت سابق، وكنت أكافح لدعم عائلتي وابننا الذي يبلغ شهرين من العمر. والآن كل ما لدينا هو الملابس التي نرتديها.
والأسوأ من كل هذا هو أنني خسرت في الحريق كل الأدوية التي اتناولها لعلاج ضغط الدم ومرض الكلى اللذين أعاني منهما. لم يكن لدي أي خيار سوى أن أتركها لأخلص والديّ المسنيَن. والآن لا أعرف ماذا سيحدث لابني في حال أصابني أي مكروه. لم أكن قادرة على إرضاع ابني منذ إصابتي بالمرض في وقت سابق، وكنت أعطيه الحليب المجفف. أما الآن فليس لدي أي شيء لأطعمه، لذلك يبدو ضعيفاً جداً.
وعندما اندلعت أعمال العنف، لم نعرف ما يجب القيام به أو إلى أين يجب أن نذهب. كنا نخاف التعرض للقتل على يد مجموعات بوذية غوغاء كانت تجوب الشوارع. لذا قررت في النهاية أن أفر مع والديّ وأخي إلى الغابة برفقة جيراننا. كنا حوالى 200 شخص معاً.
بقينا مختبئين هناك لمدة ثلاثة أيام دون أي طعام أو ماء. وعلى الرغم من أن الجو كان حاراً ولم يكن لدينا شيء هناك، إلا أننا لم نجرؤ على العودة، ولم نكن قادرين على النوم. فقد كان علينا توخي الحذر للغاية عند التنقل.
كان من المستحيل التفكير بشكل سليم، لاسيما بعد الشائعات الكثيرة التي سمعنا بها – فقد كنا نشعر أن الناس يراقبوننا وقد يهاجموننا في الليل.
وأخيراً، وصلت الشرطة في اليوم الرابع. واستطعنا بفضل مساعدتهم أن نترك الغابة بأمان ونحتمي في هذه المدرسة.
لم نختبر مثل هذا من قبل، ولست أعرف حتى كيف بدأت كل هذه الأمور. لم يحدث في أي وقت مضى مثل هذا القتال بين المسلمين والبوذيين.
أريد أن أعود إلى بيتي، لكنني لا أعرف حتى ما إذا كان هذا ممكناً. فما شهدته كان صدمة بالنسبة لي".
lm/ds/rz-bb/dvh
This article was produced by IRIN News while it was part of the United Nations Office for the Coordination of Humanitarian Affairs. Please send queries on copyright or liability to the UN. For more information: https://shop.un.org/rights-permissions