1. الرئيسية
  2. Middle East and North Africa
  3. Lebanon

اللاجئون السوريون يتوجهون إلى المناطق الشيعية في جنوب لبنان

Manal Tayyar and her family sit in a small rented room in Tyre, in South Lebanon, after fleeing their homes in Rural Damascus, Syria Heba Aly/IRIN

بدأ اللاجئون السوريون (معظمهم من السنة) الذين كانوا في البداية يتركزون في المناطق الشمالية والشرقية من لبنان على طول الحدود مع سوريا، يتجهون على نحو متزايد إلى الجنوب ليستقروا في قلب المناطق الشيعية في لبنان، التي يسيطر عليها سياسياً وعسكرياً حزب الله، حليف الرئيس السوري بشار الأسد منذ فترة طويلة.

فرت منال الطيار إلى لبنان بعد اندلاع القتال في حي التضامن الذي كانت تقطن به على مشارف العاصمة السورية دمشق في يوليو الماضي. وكان الجيران يعالجون شخصاً مصاباً في شقتها التي تركتها ملطخة بالدماء.

وقد لحقت منال بزوجها، الذي كان يعمل في لبنان قبل بداية الأزمة السورية، للعيش في مدينة صور الساحلية بجنوب لبنان، في غرفة تتسرب من سقفها المياه وتعاني من انقطاع الماء والكهرباء لعدة أيام في بعض الأحيان. وقد اضطرت منال لبيع أقراطها الذهبية لدفع الإيجار إلى مالك، ثم استضافت أمها وأخواتها وبنات وأبناء أشقائها وزوج شقيقتها في نفس الغرفة عندما فروا بعد بضعة أشهر من هروبها.

وقالت والدتها خضرة حمد لشبكة الأنباء الإنسانية (إيرين): "سيلحق جميع أفراد عائلتنا بنا. لن يبقى أحد في سوريا تحت قصف القنابل".

ولم يتمكن عمال الإغاثة حتى الآن من فهم ما يدفع الناس نحو الجنوب، على الرغم من الحساسيات الطائفية في لبنان الذي يعاني من الاستقطاب، لكنهم يعتقدون أن السبب يمكن أن يكون أحد الأمور التالية: كان عدد كبير من المهاجرين السوريين يعملون في لبنان قبل الحرب، كزوج منال، وقد جلب هؤلاء أسرهم بعد الأزمة. ويعتقد آخرون أن البلدات والقرى الفقيرة في الشمال قد وصلت إلى أقصى قدراتها الاستيعابية، وأن اللاجئين ربما يعتقدون أن لديهم فرصاً أفضل للعثور على عمل في الجنوب.

بالإضافة إلى ذلك، يبقى جنوب لبنان - الذي ظل على مدى عقود مسرحاً للحروب والاحتلال - من المناطق الأكثر أمناً في البلاد الآن، وبقي إلى الآن بمنأى عن المشاكل التي اجتاحت مناطق مثل مدينة طرابلس على الحدود الشمالية أو حتى العاصمة بيروت، حيث أدى امتداد الصراع السوري إلى اشتباكات قاتلة وعمليات خطف متبادلة بين مؤيدي الحكومة السورية ومعارضيها.

المخاوف

لكن بعض الجنوبيين يشعرون بالقلق. وفي 23 يناير، دعا رئيس بلدية صور إلى عقد لقاء مع عمال الإغاثة لمناقشة الاحتياجات المتزايدة.

وقال حسن دبوق في تصريح لشبكة الأنباء الإنسانية (إيرين) بعد الاجتماع أن "أعداد [اللاجئين السوريين] تزداد يوماً بعد يوم. نحن قلقون للغاية بشأن المشاكل التي قد تطرأ في المستقبل نتيجة لوجودهم هنا على جميع المستويات الأمنية والاقتصادية والاجتماعية".

وأوضح أن صور شهدت خلال الشهرين الماضيين زيادة في تجارة الجنس والسرقة وتسول الأطفال وحتى اختفاء الملابس من حبال الغسيل. وأشار إلى أن توقيت هذه الزيادة يوحي بتورط السوريين، لكن لا يوجد دليل مباشر على مثل هذا الارتباط.

وأضاف قائلاً: "لا يزال مستوى الحوادث منخفضاً، لكننا قلقون للغاية بشأن المستقبل. البشر بشر، وإذا شعروا بالجوع ستتزايد السرقات والجرائم والتسول والمشاكل الاجتماعية".

كما أشار إلى زيادة المنافسة على الوظائف في منطقة ذات مستويات عالية من البطالة وإلى آثار الاكتظاظ على الصحة العامة.

الحاجة إلى المزيد من المساعدات

وخلافاً لما حدث في منطقة عكار الشمالية ووادي البقاع الشرقي، حيث تجري عملية مساعدة إنسانية واسعة النطاق منذ عام 2011، بدأت المنظمات الإنسانية تكثف المساعدات في الجنوب في العام الماضي فقط.

وقد سجلت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين حتى الآن 10,612 سورياً يعيشون في محافظتي لبنان الجنوبيتين وينتظر 22,300 آخرين انعقاد جلسات التسجيل.

وتقول جمعية العمل الإنساني والاجتماعي والاقتصادي من أجل التنمية المحلية (شيلد)، وهي منظمة غير حكومية محلية تقوم بتتبع الوافدين الجدد، أن هناك ما لا يقل عن 20,000 عائلة في جنوب لبنان لم يتم تسجيلها بعد. (وتقوم المنظمة بنقل اللاجئين الذين يرغبون في التسجيل بالحافلات إلى أقرب مكتب للمفوضية في صيدا، التي تقع على بعد ساعة بالسيارة شمال صور، ولمسافات أبعد بالنسبة للقادمين من القرى الريفية).

A 9-month old baby from Rural Damascus, Syria, sits on the floor of a room where his family has sought refuge in Tyre, South Lebanon, next to his cousin, sleeping on the floor
الصورة: هبة علي/إيرين
ابن أخ منال يجلس في غرفة استأجرتها العائلة في صور
ويعبر العديد من اللاجئين غير المسجلين الحدود بطريقة غير مشروعة - خوفاً من أي احتكاك بالمخابرات اللبنانية (التي يجب على الأجانب المقيمين في جنوب لبنان تسجيل أسمائهم لديها) - والعيش بهدوء في القرى الريفية النائية على طول الحدود الإسرائيلية حيث يعد "الوضع بالنسبة لهم بائساً للغاية" وفقاً لريما خياط، مديرة مشاريع جمعية شيلد.

وأضافت خياط أن بعض السوريين في تلك المناطق يعيشون في المدارس المهجورة أو الخيام، بينما تعيش إحدى العائلات في غرفة محرك أحد المصاعد. وأكدت أن 2,000 عائلة على الأقل من عائلات اللاجئين غير المسجلين لم تحصل على أي مساعدات، على الرغم من أن بعض المنظمات غير الحكومية الدولية تأمل في الوصول إليهم قريباً.

لكن السكان المحليين يقولون أن المساعدات الإنسانية في الجنوب محدودة. وقال أنيس سليقا، رئيس بلدية قرية الفرديس الصغيرة في الجنوب، التي تقع إلى الشمال من الحدود بين سوريا وإسرائيل، أن "اللاجئين في الجنوب لا يملكون شيئاً، ووجود المنظمات غير الحكومية هنا محدود".

وأضافت خياط في حوار مع شبكة الأنباء الإنسانية (إيرين) "الجميع يحصلون على عمل في الشمال وفي البقاع... أما نحن فنعمل بموارد محدودة للغاية".

وحتى في مدينة صور التي تضم مكاتب لمعظم المنظمات الإنسانية، اتسمت المعونات المقدمة إلى بعض اللاجئين بالبطء.

وتنتظر منال منذ شهرين لعقد اجتماع التسجيل. وقد أدى عدم كفاية الموظفين إلى تراكم الحالات. وتقول مفوضية الأمم المتحدة للاجئين أن انتظار التسجيل في مكتب صيدا يطول إلى ثلاثة أشهر في المتوسط. (تمنح المفوضية أولوية التسجيل للحالات التي تحتاج إلى مساعدات عاجلة، وتقوم عدة منظمات غير حكومية بتقديم المساعدات إلى أولئك الذين لم يتم تسجيلهم بعد).

كما تعترف المنظمات الإنسانية بالاحتياجات المتزايدة وتقوم بتوسيع نطاق عملياتها. فقد بدأ برنامج الأغذية العالمي بتوزيع الطعام في ديسمبر ومن المقرر أن تفتح المفوضية مكتباً ثانياً لها في الجنوب في مدينة صور خلال الأسابيع القادمة لتسريع إجراءات التسجيل. (زادت مستويات توظيف المفوضية للكوادر الوطنية من نحو 60 شخصاً في بداية الأزمة إلى أكثر من 250 شخصاً اليوم). وتعلن بوابة المجتمع المدني اللبناني دليل مدني عن وظائف شاغرة كثيرة لعمال الإغاثة في الجنوب.

توترات محتملة

وفي حين كان التبرير الواضح حتى الآن لمحدودية المساعدات هو قلة عدد اللاجئين في الجنوب، إلا أن الاحتياجات قد تكون أكبر الآن.

وقالت سحر الأطرش، المحللة في مجموعة الأزمات الدولية: "لديك في الجنوب مجتمع يؤيد معظم أفراده بشار"، مشيرة إلى الرئيس السوري المتهم بارتكاب جرائم بشعة ضد المعارضة التي تنتمي غالبيتها إلى الطائفة السنية.

وأضافت في تصريح لشبكة الأنباء الإنسانية (إيرين) أن "[اللاجئين] الذين يذهبون إلى الجنوب قد لا يكونون منحازين إلى المعارضة، لكن بعض الناس [في جنوب لبنان] متطرفون للغاية ويقولون أشياء مثل: "دعوا بشار يقتلهم جميعاً وينهي الأزمة. وهو ما قد يخلق مشاكل".

وبكل المقاييس، لم تمثل قضية الانتماء الطائفي مشكلة حتى الآن.

وقالت عائلة الطيار أنها لم تواجه أي مشاكل في هذا الصدد، وأشار رئيس بلدية صور بسرعة إلى أن "أحداً لا يسأل اللاجئين السوريين إذا كانوا من السنة أو الشيعة، أو مع أم ضد الحكومة السورية ... نحن نؤمن بأن السوريين ينتمون إلى نفس الأصول - نحن [كلنا] عرب".

وأضاف أن "المشكلة [بين الطوائف] في لبنان هي معركة سياسية؛ وليست اجتماعية".

فعلى سبيل المثال، يستضيف اللبنانيون الشيعة لاجئين سنيين في وادي البقاع منذ بداية الأزمة. لكن هناك نقاط توتر محتملة. فعلى الرغم من أن اللبنانيين السنة الذين يشكلون غالبية في الشمال يستضيفون "الأخوة" السنيين، لكن هناك بالفعل بداية استياء بين السكان المحليين الفقراء وضيوفهم الذين يُنظر إليهم على أنهم يتلقون كافة المساعدات. ويؤكد عمال الإغاثة على نحو متزايد على ضرورة تمويل الجهات المانحة لبرامج تشمل كلاً من السوريين والمجتمعات المضيفة لهم لتجنب التوتر.

وقد حذرت الأطرش من أن "الجنوب هو المنطقة الأكثر حساسية. وإذا فاقت أعداد [اللاجئين] هناك الحدود، سوف ترى نفس الاستياء الظاهر في الشمال، يتكرر أيضاً في الجنوب. كما أن لديك مشكلة سياسية وطائفية، وهي مشكلة ستزداد حدة".

وقالت الأطرش أيضاً أن رغبة حزب الله في تجنب الأزمة على أراضيه قد تكون أحد أسباب مساعدته للاجئين. وكان حزب الله قد ركز على التفريق علناً بين المواقف السياسية والمعونة الإنسانية، غير أن الأطرش أوضحت أن المعونة قد تكون أيضاً وسيلة حزب الله في "السيطرة على اللاجئين" في ظل تزايد المخاوف.

وأشار عبد المجيد صالح، عضو البرلمان عن صور الذي ينتمي إلى حركة أمل، وهي حزب شيعي يتبع تحالف الثامن من آذار الحاكم، إلى أن "هناك خوف من تزايد عدد السوريين ومن أنهم في نهاية المطاف سيبقون إلى الأبد. لقد استضفنا الفلسطينيين على أساس أنهم سيمكثون 10 أو 15 يوماً، أو حتى شهراً أو شهرين، وبعد مرور 64 عاماً، لا تزال أعداد الفلسطينيين تتزايد".

وأضاف صالح في حوار مع شبكة الأنباء الإنسانية (إيرين) أن "الخوف هو أن تهتز التركيبة السكانية في لبنان،" مشيراً بالتحديد إلى تحول المسيحيين إلى أقلية، والتدفق المحتمل للمتطرفين السنة أو رموز المعارضة السورية الذين ينفذون أجندة أمنية في لبنان. "من حقنا أن نكون حذرين".

ha/cb-ais/dvh


This article was produced by IRIN News while it was part of the United Nations Office for the Coordination of Humanitarian Affairs. Please send queries on copyright or liability to the UN. For more information: https://shop.un.org/rights-permissions

Share this article

Get the day’s top headlines in your inbox every morning

Starting at just $5 a month, you can become a member of The New Humanitarian and receive our premium newsletter, DAWNS Digest.

DAWNS Digest has been the trusted essential morning read for global aid and foreign policy professionals for more than 10 years.

Government, media, global governance organisations, NGOs, academics, and more subscribe to DAWNS to receive the day’s top global headlines of news and analysis in their inboxes every weekday morning.

It’s the perfect way to start your day.

Become a member of The New Humanitarian today and you’ll automatically be subscribed to DAWNS Digest – free of charge.

Become a member of The New Humanitarian

Support our journalism and become more involved in our community. Help us deliver informative, accessible, independent journalism that you can trust and provides accountability to the millions of people affected by crises worldwide.

Join