كشف تقرير جديد أنّ فاعلي الخير من الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة الأمريكية أنفقوا حوالى 644 مليون دولار على برامج فيروس نقص المناعة البشرية/الإيدز العالمية في عام 2011، بزيادة قدرها 5 بالمائة مقارنةً بعام 2010. ويعود السبب في ذلك إلى حد كبير إلى التمويل الذي تم الحصول عليه من عدد قليل من كبار المانحين.
ففي تقريرهما السنوي، أكدت المجموعة المعنية بالإيدز التي تتخذ من الولايات المتحدة مقراً لها والمجموعة الأوروبية لتمويل المصابين بفيروس نقص المناعة البشرية/الإيدز، أن المانحين في الولايات المتحدة أنفقوا 491 مليون دولار في عام 2011 بينما أنفق نظراؤهم في الاتحاد الأوروبي 170 مليون دولار. وعلى الرغم من أن المبلغ الذي تبرعت به الجهات الممولة الخاصة سجل ارتفاعاً، إلا أن هذا النمو يمكن أن يُعزى إلى عدد صغير من كبار المانحين، في الوقت الذي خفضت فيه العديد من الجهات المانحة الأخرى تمويلها.
وفي حديث مع خدمة أخبار الإيدز (بلاس نيوز) التابعة لشبكة الأنباء الإنسانية (إيرين)، قالت سارة هاميلتون من المجموعة المعنية بالإيدز: نحن ننظر إلى الوضع على أنه نمو في المستوى، فقد حددنا بعض الممولين الجدد، لكن النمو ما زال طفيفاً". وأضافت أن "مؤسسة بيل وميليندا غيتس وعدداً قليلاً من المؤسسات الأخرى هي الجهات المانحة الرئيسية التي تموّل هذا النمو. وإذا غابت هذه الجهات، لحدث في الواقع انخفاض عام في العمل الخيري الذي يستهدف فيروس نقص المناعة البشرية. فالتمويل يرتكز أساساً على الممولين الكبار؛ حيث يساهم أكبر 10 ممولين في الولايات المتحدة بنحو 80 بالمائة من مجموع الأموال، بينما يساهم الاتحاد الأوروبي بنحو 82 بالمائة منها".
وأشارت هاميلتون إلى أن "الانخفاض في عدد الممولين قد يكون نتيجةً للأوضاع الاقتصادية المتردية، لكننا لاحظنا أيضاً أن الجهات المانحة أصبحت أكثر تركيزاً على مجالات أخرى، يتعلق بعضها بفيروس نقص المناعة البشرية، مثل صحة الأم والأنظمة الصحية والصحة الإنجابية".
أين ذهبت الأموال؟
وقد تم تخصيص حوالي 44 بالمائة من التمويل الأميركي للبرامج ذات الأهداف العالمية. وقد تلقت منطقة شرق وجنوب أفريقيا 69 مليون دولار (أكثر من أي منطقة خارج الولايات المتحدة) تلتها منطقة جنوب آسيا والمحيط الهادئ، التي تلقت 40 مليون دولار، ثم منطقة شرق وجنوب شرق آسيا، التي حصلت على 22 مليون دولار. وقد تم تخصيص نحو نصف مجموع تمويل الاتحاد الأوروبي في عام 2011 لمشاريع في بلدان ومناطق خارج أوروبا الغربية والوسطى، في حين ذهب ثلث التمويل لبرامج تسعى إلى أهداف عالمية. وتم إنفاق 12 بالمائة من تمويل الاتحاد الأوروبي في أوروبا الغربية والوسطى.
كما تم تخصيص قسم كبير من التمويل للأبحاث. وأكثر من استهدفهم تمويل الولايات المتحدة هم فرق الأبحاث الطبية والمشاريع التي تركز على النساء، والرجال الذين يمارسون الجنس مع ، والشباب بينما قام مموّلو الاتحاد الأوروبي باستهداف الأيتام والأطفال المعرضين للخطر والشباب والنساء على وجه الخصوص.
وقالت هاميلتون: "يتميز العمل الخيري الخاص بأنه أكثر قدرة على دعم البرامج التي قد لا تتلقى ما يكفي من التمويل أو الدعم الحكومي. ثمة ثغرات في تمويل بعض المجالات، كالرجال الذين يمارسون الجنس مع الرجال في الولايات المتحدة، والوقاية من انتقال الفيروس من الأم إلى الطفل في جميع أنحاء العالم." وأشارت إلى أن التوجهات نحو التمويل "غير المقيد" والذي "يستمر لسنوات عدة" تشير إلى ثقة الجهات المانحة بالمساءلة وأثر البرامج التي تدعمها.
المسؤولية المشتركة
ولاحظ معدو التقرير أنه من المتوقع أن يظل تمويل 2012 على ما هو عليه، وهو ما دفع الخبراء إلى طلب المزيد من التمويل، ليس من الجهات الخاصة فحسب بل من الحكومات الغربية والدول المستفيدة كذلك. ووفقاً لتقرير صدر في يوليو عن برنامج الأمم المتحدة المشترك المعني بالإيدز، تقوم البلدان المنخفضة والمتوسطة الدخل بزيادة مساهماتها للاستجابة لفيروس نقص المناعة، من خلال استثمار نحو 8.6 مليار دولار في عام 2011، بزيادة قدرها 11 بالمائة مقارنةً بعام 2010.
وقد ساهم المجتمع الدولي بمبلغ 8.2 مليار دولار. وفي بيان له، قال بول دي لاي، نائب المدير التنفيذي لبرنامج الأمم المتحدة المشترك المعني بالإيدز: "نحن في عصر تعد فيه المسؤولية المشتركة للتصدي للإيدز غاية في الأهمية. تقوم البلدان بتكثيف استثماراتها المحلية لمواجهة فيروس نقص المناعة البشرية، لكن لا تزال هناك فجوة بقيمة 7 مليارات دولار بين ما هو مطلوب وما هو متاح". وأضاف دي لاي أن "الاستثمارات الخيرية لمكافحة الإيدز مهمة للغاية، خاصة في دعم المساهمات التي يديرها المجتمع المدني، والتي يمكن في الكثير من الأحيان أن تكون غائبة عن خطط تمويل الجهات المانحة على نطاق أوسع".
وقالت هاميلتون أن المجموعة المعنية بالإيدز والمجموعة الأوروبية لتمويل المصابين بفيروس نقص المناعة البشرية/الإيدز تعملان على تحديد الممولين الجدد، سواء في الغرب أو حول العالم. وأضافت أنه "بغض النظر عن الأرقام، نحن فخورون ومتحمسون لدعم الممولين، لاسيما في هذه الظروف الاقتصادية الصعبة. وكما يشير التقرير، حصل انخفاض في التمويل، لذا علينا التعويل على الالتزام السياسي والمالي لمكافحة فيروس نقص المناعة البشرية".
kr/rz-bb/dvh
"