كينيا: الحد من انتشار مرض السل في الأسر المصابة

 إلسي وبرنارد وأولادهما الخمسة يتشاطرون غرفة صغيرة صُنعت جدرانها من الصفيح، في نياليندا، وهي مستوطنة غير رسمية في كيسومو في إقليم نيانزا بكينيا. والجدير بالذكر أن الوالدين مصابان بفيروس نقص المناعة البشري ومرض السل. فتقول إلسي في تصريح لشبكة الأنباء الإنسانية إيرين/ بلاس نيوز: من الصعب أن ننقل للأولاد فيروس نقص المناعة البشري، إلا إذا حدث أمر سيء، ولكننا ندرك أننا إذا لم نتنبّه، من السهل أن ننقل لهم جميعاً مرض السل".

وقد أظهرت الدراسات أن الأطفال عرضة للإصابة بعدوى السل من البالغين الذين يعيشون في المنزل ومن هؤلاء الذين لهم علاقة بهم أو من أفراد الأسرة الذين يعيشون بعيداً عنهم. وتعد الممارسات الصحية الجيدة عنصراً هاماً في مكافحة عدوى السل والوقاية منه، ولكن المواظبة على تلك الممارسات ليس بالأمر السهل لمن يقطن في مستوطنة غير رسمية، حيث تتكدس المنازل معاً ويصعب الحصول على مرافق للصرف الصحي.

ويعد الغسيل المنتظم للأيدي والتهوئة الجيدة والسعال والعطس بعيداً عن الآخرين من الوسائل المفيدة للوقاية من مرض السل. وقد حصلت إلسي وأسرتها من خلال إحدى المنظمات الأهلية- تعرف باسم هايدجين آت هوم          (Hygiene at Home) - على دروس حول كيفية الحصول على النظافة الجيدة في منازلهم. وقالت إلسي: "عندما يكون المنزل صغيراً لهذه الدرجة، حتى لو عطست أو سعلت بعيداً عن الآخرين فإن "البعيد" سيظل قريباً - ولا يسعك أن تفعل شيئاً حيال ذلك. ليس لدينا مراحيض لائقة والمياه شحيحة عندنا ولا يمكنك أن تستخدم المياه القليلة المتوفرة لغسل يديك في كل وقت. لذلك، أصبحت أتأكد من وجود بعض الماء في منزلي لغسل اليدين فقط، ولدينا علبة من الصفيح يمكننا أنا وزوجي بصق البلغم فيها وإعادة إغلاقها بإحكام...وبذلك يكون الأطفال أكثر أماناً قليلاً".

وفي تصريح لشبكة الأنباء الإنسانية إيرين/ بلاس نيوز، قالت بنينه سيوي، منسقة مبادرة هايدجين آت هوم أن النظافة الملائمة تعد أمراً حيوياً لو أردنا احتواء الإصابات بالسل في المستوطنات غير الرسمية، مضيفةً أنه يتم التشديد على النظافة في المرافق الصحية وهذا أمرٌ هام، ولكن تم إنجاز القليل لتعزيز النظافة الشخصية بين العائلات المصابة بالسل. فلا بد من مساعدة الناس الذين يعيشون في ظروف سيئة من أجل الحفاظ على النظافة الجيدة داخل منازلهم. فقد يبدو من التافه تزويد الناس بالمناديل وإعطاءهم المواد المطهرة أو الصابون لكي يأخذوها معهم إلى المنزل غير أن هذا مهم جداً للإبقاء على العدوى تحت السيطرة.

وتقوم منظمة هايدجين آت هوم، من خلال شبكة من المتطوعين، بالاتصال بالأسر في المستوطنات غير الرسمية في كيسومو، والعمل على تثقيفهم حول كيفية منع انتشار العدوى. وفي تصريح لشبكة الأنباء الإنسانية إيرين/بلاس نيوز، قالت سيوي: "نعلّمهم كيفية السعال والعطس بطريقة تحمي الشخص الأقرب منهم، ونريهم كيفية استخدام كميات صغيرة من المياه لضمان النظافة الجيدة للأيدي".

وتأتي كينيا في المرتبة الثالثة عشرة من بين 22 دولة لديها أعلى معدلات أعباء مرض السل في العالم وتأتي في المرتبة الخامسة في إفريقيا من حيث أعلى معدلات أعباء مرض السل. ويقول كبار المسؤولين في الحكومة أنهم يدركون الحاجة إلى تحسين طرق الوقاية جنباً إلى جنب مع برامج العلاج.

كم جهةٍ أخرى، وفي تصريح لشبكة الأنباء الإنسانية إيرين/بلاس نيوز، قال جوزيف سيتيني، مدير البرنامج الوطني لمكافحة السل والجذام أنه "بينما نقوم بوضع برامج العلاج، قد نصل إلى طريق مسدود إذا كنا لا نشجع التدابير التي تساعد على كبح الإصابات الجديدة أو عودة الإصابة من جديد لأن...برامجنا العلاجية ليست بالسهلة". ومن الممكن أن يكون لمبادرات الزيارات المنزلية تأثير أكبر من تأثير الحملات الكبيرة. ففي تصريح لشبكة الأنباء الإنسانية إيرين/بلاس نيوز، قال فيكتور أماتا، المسؤول الميداني أنه "من السهل عليهم الاستيعاب خلال مبادرات اللقاء المباشر التي تتم فيها زيارة الأسر".

ko/kr/he-hk/bb