أعلن الصندوق العالمي لمكافحة الإيدز والسل والملاريا أنه سيحصل على مبلغ بقيمة 1.6 مليار دولار إضافي يستثمره في البرامج المنقذة للحياة خلال الفترة الممتدة ما بين عامي 2012 و 2014. وقال بيان صادر عن الصندوق أن توفير هذه الأموال الجديدة جاء نتيجة "القرارات الاستراتيجية التي اتخذها مجلس الإدارة بغية تحرير الأموال التي يمكن استثمارها في البلدان التي يكون الطلب فيها أكثر إلحاحاً". وقد حققت التغييرات التنظيمية "إشرافاً مالياً محسناً وكفاءةً شاملةً". فقد قام الصندوق مثلاً بتخفيض عدد موظفيه بنسبة 7.4 بالمائة، كما تلقى تبرعات جديدة في الآونة الأخيرة، من بينها مبلغ 750 مليون دولار من مؤسسة بيل وميليندا غيتس و 340 مليون دولار من اليابان.
وكان سوء التمويل في عام 2011 قد أجبر الصندوق على اتخاذ قرار غير مسبوق بإلغاء جولة التمويل الحادية عشرة الخاصة به، ما أثار المخاوف من أن تضيع المكاسب التي تحققت في مجال مكافحة فيروس نقص المناعة البشرية. والآن، تدرس هيئة المراجعة الفنية طلبات منح تصل قيمتها إلى نحو 616 مليون دولار. وقال برنامج الأمم المتحدة المشترك المعني بفيروس نقص المناعة البشرية/الإيدز أن هذه الأموال ستسنح الفرصة أمام البلدان والمجتمعات المحلية لأخذ زمام المبادرة في تحديد أولوياتها الخاصة لتحقيق الأهداف الواردة في إعلان الأمم المتحدة السياسي بشأن مكافحة الإيدز لعام 2011.
في السياق نفسه، وفي تصريح لميشيل سيديبي، المدير التنفيذي لبرنامج الأمم المتحدة المشترك المعني بفيروس نقص المناعة البشرية/الإيدز، قال أن "هذا يبشر بعهد جديد للصندوق العالمي، ويسرني أن أرى أنه يفتح الباب أمام شراكات جديدة. هذا وعلى الصندوق العالمي أن يستمر في التركيز بقوة على نجاحات البلدان، والاستمرار في تعبئة الموارد لضمان تحقيق الدول أهدافها، وإنقاذ المزيد من الأرواح". كذلك، رحبت منظمة أطباء بلا حدود الدولية، بتوفّر هذه الأموال الجديدة، ولكنها حذرت من أنه على الصندوق أن يتمسك بالبرامج المحلية التي تحركها الاحتياجات والمطالب. وقامت شارون آن لينش، مستشارة السياسات المعنية بفيروس نقص المناعة البشرية في منظمة أطباء بلا حدود الدولية، بحثّ الصندوق العالمي، الذي عقد مجلس إدارته جلسته السادسة والعشرين في جنيف بسويسرا مؤخراً، على الالتزام بمبدئه التأسيسي ألا وهو إنقاذ الأرواح. وأضافت في تصريح لشبكة الأنباء الإنسانية (إيرين) / بلاس نيوز أن "الصندوق العالمي سيناقش إمكانية فتح نافذة جديدة للتمويل هذا العام [2012]، وتطالبه منظمة أطباء بلا حدود بالقيام بذلك بأسرع وقت ممكن، فنحن لا نستطيع أن نضيع المزيد من الوقت ونهدر فرصة إنقاذ الأرواح ومنع حدوث إصابات جديدة. ويجب أن تتوفّر نافذة التمويل لجميع الدول الفقيرة المتضررة. والخوف كل الخوف هو أن يؤدي التسرع في إجراءات الإصلاح داخل الصندوق العالمي إلى استراتيجيات جديدة تختار بلدان وبرامج بعينها تحت ستار ضعف التمويل".
وتجدر الإشارة إلى أن الصندوق العالمي هو أحد أكبر المساهمين في مجال مكافحة السل وفيروس نقص المناعة البشرية والملاريا، وبحلول عام 2010، كان يصرف 3.5 مليار دولار سنوياً. هذا وقد دعم الصندوق نحو 40 بالمائة من جميع أنشطة علاج فيروس نقص المناعة البشرية في البلدان النامية، والكثير من أنشطة الرعاية الصحية في الدول ذات المداخيل المتوسطة مثل الصين والهند. كما يعتمد عليه الآن أكثر من ثلثي برامج علاج الملاريا والوقاية منها في العالم، وثلاثة أرباع جهود مكافحة السل. وأكد غابرييل خاراميو، الذي أصبح مدير عام الصندوق العالمي في فبراير 2012، أن "البلدان التي تنفّذ المنح التي نقدمها تنقذ المزيد والمزيد من الناس، ولكن ما زال الطلب على هذه الخدمات هائلاً. لذا مع توفر المزيد من المال، سنستطيع إنقاذ المزيد من الأرواح".
kr/he-ais/bb
This article was produced by IRIN News while it was part of the United Nations Office for the Coordination of Humanitarian Affairs. Please send queries on copyright or liability to the UN. For more information: https://shop.un.org/rights-permissions