1. الرئيسية
  2. Asia
  3. Pakistan

هل تخسر باكستان المعركة ضد الحصبة؟

A measles vaccination programme at a small government hospital in Sukkur, Sindh province in Pakistan. Ashraf Khan/IRIN

شهدت باكستان زيادة في عدد حالات الإصابة بالحصبة في السنوات الأخيرة، حيث تم تسجيل أكثر من 25,000 إصابة في العام الماضي، من بينها 321 حالة وفاة.

وقالت أنيتا زيدي، أستاذة طب الأطفال في مستشفى جامعة أغا خان في كراتشي، أنه من الضروري إعادة الوضع تحت السيطرة لإنقاذ حياة الأطفال وتقديم رعاية صحية أفضل للناس".

وقد سجل عام 2012 ما يقرب من 15,000 حالة مقارنة بـ 4,380 حالة في 2011. وتأتي هذه الزيادة المطردة على الرغم من البرنامج الحكومي للتحصين ضد الحصبة المستمر منذ أكثر من 35 عاماً.

وعلى الرغم من أن حالات الوفاة المؤكدة حتى الآن بلغت 13 حالة فقط من بين 1,329 حالة مسجلة، إلا أن مسؤولي الصحة مازالوا قلقين من أنه لم يتم بذل الجهد الكافي للتعامل مع التفشي المتكرر لمرض الحصبة.

وفي تصريح لشبكة الأنباء الإنسانية (إيرين) قال إسحاق بانيزاي، نائب منسق برنامج التحصين الموسع في الأقاليم: "كان هناك تسع حالات وفاة على الأقل بسبب الحصبة هذا العام في إقليم بلوشستان". وقد وقعت الحالات الست الأخيرة في منطقة قلات، حيث توفي أربعة أطفال في أبريل الماضي، وفي منطقة بشين حيث توفي طفلان آخران في نفس الوقت تقريباً. وسجلت أيضاً حالات وفاة في منطقة زوب وفي كويتا عاصمة الإقليم.

وقال بانيزاي أنه "يجب أن تكون هناك حملة تطعيم (في قلات)، ولكن السلطات المحلية تقول أن زيارة هذه المنطقة تمثل خطراً كبيراً".

يقوم الناس الذين يعملون هنا بسرقة الأدوية واللقاحات التي تقوم الحكومة بتقديمها مجاناً وبيعها إلى العيادات الخاصة والمحلات
وكان برنامج التحصين الموسع قد بدأ في العمل في عام 1978، بمكافحة ستة أمراض في البداية، ثم زاد بعد ذلك ليغطي تسعة أمراض هي (شلل الأطفال، والتيتانوس، والحصبة، والديفتريا، والسعال الديكي، والتهاب الكبد- ب، والالتهاب الرئوي، والتهاب السحايا، ومرض السل).

معوقات التطعيم

انعدام الأمن بالطبع هو أحد العوامل التي حدت من حملات برنامج التحصين الموسع، ويلقي البعض باللوم في تعطل هذه الحملات على الفيضانات الموسمية الغزيرة في السنوات الأخيرة. ويرى البعض الآخر أن اللوم يقع على لامركزية الخدمات الصحية على مستوى الأقاليم.

وفي دراسة تم نشرها في بداية هذا العام، قال باحثون من جامعة القائد الأعظم في إسلام آباد أن الفساد كان السبب الرئيسي لارتفاع عدد حالات الإصابة بالحصبة وخاصة في إقليمي السند والبنجاب، وهو الأمر الذي أدى إلى "عدم فاعلية نظام الرعاية الصحية ونقص اللقاحات وانخفاض معدلات التحصين".

وقد توصل تقرير صادر في عام 2010 عن منظمة الشفافية الدولية في باكستان إلى أن 48 بالمائة من المرضى الذين شملتهم الدراسة قد واجهوا الفساد بعد دخولهم إلى المستشفى. وكانت الشكاوى الأكثر شيوعاً هي: اضطرار المرضى إلى دفع أموال من تحت الطاولة للحصول على سرير (26 بالمائة) ومطالبتهم بدفع أموال إضافية للحصول على الدواء المخصص (18 بالمائة).

وفي حديث مع شبكة الأنباء الإنسانية (إيرين)، قال اسكندر لودي، وهو محلل اقتصادي في لاهور أن "سوء الإدارة والفساد يسيران جنباً إلى جنب وأن ذلك يؤثر على جميع القطاعات بما في ذلك الصحة".

وقال مسؤولو الصحة في المستشفيات العامة أنه غالباً ما تتم سرقة اللقاحات التي يتم تقديمها مجاناً.

وقال موظف في الإدارة الصحية في كويتا طلب عدم ذكر اسمه: "يقوم الناس الذين يعملون هنا بسرقة الأدوية واللقاحات التي تقوم الحكومة بتقديمها مجاناً وبيعها إلى العيادات الخاصة والمحلات. يسمح غياب الإشراف السليم بحدوث ذلك ويخلق بيئة من عدم المبالاة بحيث لا يهتم أحد فعلاً بتوفير الخدمة الصحية للناس إلا كنوع من العمل الروتيني".

الحصبة في باكستان


الوفيات
الحالات المؤكدة
الحالات التي تم الإبلاغ عنها
2011642,5334,380
2012310
2,67614,687
20133215,96925,401
2014*13921,329
*يناير - مايو
المصدر: وزارة الصحة الباكستانية
 وقد أعربت مجلة "ذا لانست" الطبية البريطانية عن قلق مماثل قائلة أن برامج التطعيم "الرديئة الجودة" والمرفقة بالفساد هي السبب في ارتفاع عدد حالات الحصبة.

والأثر الرئيسي للفساد في حالة الحصبة هو انخفاض معدلات التحصين.

وفي تصريح لشبكة الأنباء الإنسانية (إيرين) قالت سعدية فروخ، أخصائية التحصين في منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف) في باكستان أن "انخفاض تغطية البرنامج الوطني للتحصين الموسع الذي يغطي 54 بالمائة فقط من الأطفال، طبقاً لما ذكرته دراسة المسح الصحي الديمغرافي في باكستان لعام 2012-2013، مترافقاً مع انخفاض توجهات التحصين مع الوقت في السند وبلوشستان وزيادة عدد حالات شلل الأطفال في الموسم المنخفض لانتقال المرض، هي التحديات الرئيسية التي تواجهها باكستان".

ويتعافى معظم المرضى من الحصبة من دون علاج ولكن المضاعفات التي يسببها المرض يمكن أن تتطور وخاصة عندما يكون المرضى يعانون من سوء التغذية. ويذكر أن ما يقرب من 40 بالمائة من الأطفال في باكستان يعانون من نقص الوزن، طبقاً لما ذكرته منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (الفاو).

جهود حكومية

ويتم حالياً اتخاذ بعض الخطوات على المستوى القومي لتعزيز التحصين الدوري من خلال "تقييم إدارة اللقاحات" في أنحاء البلاد.

من المقرر الآن انطلاق أنشطة التحصين التكميلية، التي تم تأجيلها لعدم توفر الأموال، بعد صرف الأموال من الحكومة الاتحادية، كما أخبر إيجاز خان، المدير الوطني لبرنامج التحصين الموسع، وسائل الإعلام في شهر مارس. ولكنه ذكر أن عدد حالات الحصبة التي تم الإبلاغ عنها هذا العام كانت "مقلقة" وأشار إلى احتمالية حدوث وباء.

وعلى الرغم من الوعود الرسمية، إلا أن خبراء الصحة مازالوا قلقين. وقالت جمعية طب الأطفال الباكستانية في بيان صحفي في كراتشي في نهاية أبريل أن 53 بالمائة من الأطفال في البلاد لم يحصلوا على أي تطعيمات ضد أي أمراض. وقد أرجعت الجمعية السبب في ذلك إلى المفاهيم الخاطئة التي تدور حول اللقاحات ويشمل ذلك المفاهيم الخاطئة المرتبطة بالخصوبة أو الاعتقاد بأنه نظراً لتسبب اللقاحات في ارتفاع درجة حرارة الأطفال في بعض الأحيان فإنها ليست جيدة لصحتهم.

وقال حسن أوروج مدير الخدمات الصحية في هيئة تنمية رأس المال أن "الحكومة تركز على حملات شلل الأطفال التي تقودها الجهات المانحة مما تسبب في إهمال الأمراض الأخرى".

وتشتكي بعض الأسر من نقص المعلومات. ففي حديث مع شبكة الأنباء الإنسانية (إيرين) قال رفيق أحمد: "أخذت طفلي الرضيع البالغ من العمر ستة أشهر من أجل الحصول على التطعيمات في المستشفى الحكومي. وتم إعطاؤه ثلاثة أو أربعة أمصال، ولكن الطبيب رفض الإجابة على أسئلتي بشأن ماهية تلك الأمصال. وفي تلك الليلة أصيب طفلي بارتفاع في درجة الحرارة ولذلك لن نقوم بأخذه مرة أخرى إلى هناك".

ويتفق الخبراء على وجود عيوب رئيسية في النظام وهو ما يؤدي إلى حدوث وفيات كان من الممكن تجنبها. وقال زيدي أستاذ طب الأطفال: "نحتاج إلى خطة شاملة للتطعيمات. فالتركيز على شلل الأطفال بمفرده لن يساعدنا. لا بد من التعامل مع برنامج التحصين الموسع بصورة شاملة وإعطاء جميع اللقاحات الأهمية ذاتها".

kh/jj/cb-hak/dvh
"

Share this article

Get the day’s top headlines in your inbox every morning

Starting at just $5 a month, you can become a member of The New Humanitarian and receive our premium newsletter, DAWNS Digest.

DAWNS Digest has been the trusted essential morning read for global aid and foreign policy professionals for more than 10 years.

Government, media, global governance organisations, NGOs, academics, and more subscribe to DAWNS to receive the day’s top global headlines of news and analysis in their inboxes every weekday morning.

It’s the perfect way to start your day.

Become a member of The New Humanitarian today and you’ll automatically be subscribed to DAWNS Digest – free of charge.

Become a member of The New Humanitarian

Support our journalism and become more involved in our community. Help us deliver informative, accessible, independent journalism that you can trust and provides accountability to the millions of people affected by crises worldwide.

Join