1. الرئيسية
  2. Middle East and North Africa
  3. Iraq

العراق بعد مرور 10 سنوات: الإرث الإنساني

An Iraqi women looks out the door while an U.S. Marine provides security to a U.S. Navy Corpsman in Salah Ad Din, Iraq on May 14, 2008. U.S. Marines and Soldiers are working with Multi-National Forces West (MNF-W) Joint Combat Element in Operation Destroy Jason Fudge/Flickr
بعد مرور عشر سنوات على سيطرة القوات الأمريكية على العراق، لا تزال الآراء بشأن التقدم المحرز تتسم بنفس الاستقطاب الحاد.

فمن ناحية، تدعي الحكومتان العراقية والأمريكية أن المكاسب كبيرة، إذ كتب رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي في 9 أبريل مقال رأي في صحيفة واشنطن بوست، بمناسبة مرور 10 سنوات على سقوط الرئيس العراقي السابق صدام حسين قال فيه: "على الرغم من كل المشاكل التي نشأت في العقد الماضي، فإن الغالبية العظمى من العراقيين متفقون على أننا أفضل حالاً اليوم مما كنا عليه تحت وطأة دكتاتورية صدام الوحشية".

وكتب بول ولفويتز، الذي شغل منصب نائب وزير الدفاع الأمريكي بين عامي 2001 و2005، في نفس اليوم في صحيفة الشرق الأوسط أنه بالنظر إلى المصاعب التي كانت سائدة تحت حكم صدام حسين، فإن "الأمر الجدير بالملاحظة أن العراق قد حقق كل هذا النجاح حتى الآن".

لكن هناك من هم أكثر حذراً في تقييمهم لهذه المكاسب، وينظرون إلى ثمانينيات القرن الماضي - تحت حكم صدام حسين - على أنها حقبة كان المجتمع العراقي فيها أكثر تقدماً بكثير.

وقال خالد خالد، الذي يتتبع تقدم العراق نحو تحقيق الأهداف الإنمائية للألفية في برنامج الأمم المتحدة الإنمائي: "بكل المقاييس والمعايير، حدث تدهور في جودة حياة العراقيين مقارنة بما كانت عليه قبل 25 عاماً. جاء الغزو بعد العقوبات والحرب بين إيران والعراق. إنها سلسلة متواصلة من الأحداث التي أدت إلى الوضع الذي يواجهه العراقيون الآن".

نِعَم مختلطة

وفي بداية ثمانينيات القرن الماضي، كان العديد من الناس يعتبرون العراق الدولة الأكثر تطوراً في العالم العربي، لكن الحرب بين إيران والعراق في الثمانينيات، وحرب الخليج في عام 1991 والسنوات اللاحقة من العقوبات شكلت عبئاً ثقيلاً على المؤشرات التنموية. ومع ذلك احتفظ العراق بمؤسسات حكومية قوية، حتى لو كانت تستخدم بشكل قمعي للحفاظ على نفوذ صدام حسين. فعلى سبيل المثال، حتى بعد 10 سنوات من الحصار الدولي، كان نظام توزيع الحصص الغذائية يعمل على نحو فعال.

من جهتها، أفادت ماريا فانتابي، محللة الشؤون العراقية في مجموعة الأزمات الدولية، أن الغزو الأمريكي والصراع المدني اللاحق غيرا كل هذا، حيث أدى العنف واجتثاث البعث إلى فرار الموارد البشرية اللازمة لإدارة مؤسسات فعالة. ومن نواح كثيرة، لم تتعاف البلاد حتى الآن.

وأضافت فانتابي أنه "في عام 2003، فُقد تراث الدولة العراقية الفعالة تماماً. وما زلنا نرى تبعات ذلك حتى الآن ... لم نصل بعد إلى مستوى مؤسسات الدولة التي يمكن أن توفر خدمات متساوية لجميع المواطنين".

والعراق هو البلد الوحيد في الشرق الأوسط الذي لم تتحسن مستويات المعيشة به مقارنة بما كانت عليه منذ 25 سنة، كما أشار البنك الدولي. وفي مجالات مثل الالتحاق بالمدارس الثانوية وتحصين الأطفال، يحتل العراق حالياً مرتبة أقل من بعض أفقر البلدان في العالم.

وقال نيد باركر، وهو زميل سابق في مجلس العلاقات الخارجية ومراسل صحيفة لوس انجليس تايمز في العراق لفترة طويلة، أن "الحرب هي مجرد سلسلة من النعم المختلطة؛ فمقابل كل تطور إيجابي، هناك تطور سلبي يعكس أثره".

النظر إلى البيانات

وقد ألقت شبكة الأنباء الإنسانية (إيرين) نظرة على المؤشرات الإنمائية والإنسانية في العراق، التي تبين أن العقد السابق كان عقداً مليئاً بدورات متقطعة من التعثر والنهوض، مع تحقيق التقدم في أحد المجالات والمعاناة من الركود في مجال آخر.

وبطبيعة الحال، غالباً ما تكون الاحصاءات في العراق "خاطئة، أو ببساطة غير متوفرة، أو يساء استخدامها لأغراض سياسية"، كما أوضح أحد الباحثين. وعلى الرغم من وجود ثروة من المعلومات والبيانات، إلا أنها تأتي من عدد وافر من المصادر التي تستخدم منهجيات مختلفة، والكثير منها يستند إلى عينات صغيرة نسبياً. وقالت وحدة تحليل المعلومات التابعة للأمم المتحدة في تقريرها لعام 2008: "كما هي الحال في بيئات العمل المتقلبة، تحوم شكوك حول موثوقية البيانات في بعض الحالات، وتوجد إحصاءات متناقضة، وغالباً ما تكون التغطية الجغرافية للمؤشرات غير دقيقة لأسباب أمنية أو سياسية".

وتوجد أيضاً اختلافات كبيرة عند تقسيم الإحصاءات الوطنية حسب المنطقة، وفي كثير من الأحيان، تكون العاصمة بغداد والمنطقة الكردية المتمتعة بالحكم الذاتي في الشمال هي المحافظات الوحيدة التي تحتل مرتبة أعلى من المتوسط الوطني في الإجراءات الإنمائية. وكما ذكرت منظمة أطباء بلا حدود في مقال نشر مؤخراً في مجلة ذا لانسيت، "يجب إعطاء مزيد من العناية للمناطق النائية، حيث لم يتحسن الواقع بالنسبة للعراقيين بشكل كبير خلال العشر السنوات الماضية".

وفضلاً عن ذلك، لوحظ أن معظم التقدم يحدث في مؤشرات تتبع المدخلات، مثل عدد الأطفال الذين يلتحقون بالمدارس، بدلاً من النتائج، مثل مقدار ما يتعلموه بالفعل، كما أفاد سوديبتو موخرجى، نائب رئيس برنامج الأمم المتحدة الإنمائي في العراق.

لكن حتى في ظل هذه المحاذير، تقدم أفضل البيانات المتاحة صورة معقدة لهذا البلد الذي شهد تحسناً خلال العقد الماضي، ولكنه لا يزال يعاني إلى حد كبير. فعلى سبيل المثال، وجد تقرير عام صدر مؤخراً عن تقدم العراق نحو تحقيق الأهداف الإنمائية للألفية أن البلاد خطت خطوات كبيرة نحو القضاء على الفقر مقارنة بمستويات عام 1990، لكن التقدم كان أبطأ في مجال الالتحاق بالتعليم الابتدائي، الذي لا يزال أقل من مستويات عام 1990.

ولا يزال هناك مليون عراقي لاجئ وأكثر من مليون نازح داخلياً، كما أن الطائفية تسيطر على المؤسسات السياسية، ونقص الطواقم الطبية يقوض الرعاية الصحية، والمرافق العامة لا يمكن الاعتماد عليها، والأمن القومي هش. أما النساء والفتيات، اللاتي كن في الماضي يتمتعن بحقوق أكثر من النساء الأخريات في المنطقة، فيجدن أنفسهن الآن عرضة للاستبعاد الممنهج من فرص الدراسة والعمل، على الرغم من إحراز تقدم كبير نحو تحقيق المساواة بين الجنسين في السنوات الأخيرة. وفي حين أن ظروف المعيشة، وفرص الحصول على المياه النظيفة، ومعدلات الفقر ومستويات التعليم كلها مخيبة للآمال مقارنة بالمستويات التاريخية التي تحققت في ثمانينيات القرن الماضي، فإنها تحسنت كثيراً عن السنوات التي قضاها العراق تحت وطأة العقوبات. كما أن زيادة لامركزية السلطة تمنح بعض الأمل في المستقبل.

ولا توجد طريقة سهلة للتعبير بدقة عن التجارب التي مر بها العراق على مدار السنوات العشر الماضية، ومن نواح عديدة، لن تتضح نتائج الاتجاه الذي سلكه هذا البلد إلا خلال العقد القادم.

وفي كل يوم على مدار هذا الأسبوع، سوف نقدم لكم النتائج التي توصلنا إليها بشأن كل من المؤشرات التالية. نرجو أن تتابعونا بانتظام!

المياه والصرف الصحي
الكهرباء
النزوح
التعليم
الفقر/النمو الاقتصادي
الصحة
الأمن الغذائي/سوء التغذية
الحكم/الأمن البشري
قضايا المرأة
العمل الإغاثي

وفي إطار بحثنا، صادفنا بعض المعلومات المثيرة للاهتمام. للمزيد، راجع:

مقال افتتاحي حديث بقلم رئيس الوزراء نوري المالكي، يدافع فيه عن التقدم الذي حققه العراق

وجهة نظر حول الأسباب التي جعلت التدخل الأميركي ضرورياً وناجحاً - بقلم بول ولفويتز

عدد كامل من مشروع أبحاث ومعلومات الشرق الأوسط مخصص لذكرى مرور 10 سنوات على الإطاحة بصدام حسين

أعدت صحيفة الجارديان أيضاً قسماً خاصاً على موقعها على شبكة الانترنت مخصص لمقالات عن العراق بعد مرور 10 سنوات على الغزو

مشروع رائد لتتبع أثمان الحروب الأمريكية في العراق وأفغانستان: أثمان الحرب

أجرى المعهد الوطني الديمقراطي سلسلة من استطلاعات الرأي العام في العراق منذ عام 2010. هنا أحدثها.

تعتبر وحدة تحليل السياسات المشتركة في العراق التابعة للأمم المتحدة ثروة من المعلومات الإحصائية المفصلة، بما في ذلك مسح شبكة معرفة العراق الذي ساعدت الأمم المتحدة على إجرائه في عام 2011.

على مر السنين، أجرت الحكومة عدداً من المسوحات الأسرية الأخرى بالتعاون مع وكالات الأمم المتحدة المختلفة، بما في ذلك المسح العنقودي متعدد المؤشرات (MICS)، بدعم من اليونيسف، والمسح الاجتماعي والاقتصادي للأسرة في العراق (IHSES)، بدعم من البنك الدولي، ومسح مستويات المعيشة في العراق، بدعم من برنامج الأمم المتحدة الإنمائي؛ والتحليل الشامل للأمن الغذائي والضعف، بدعم من برنامج الأغذية العالمي.

جمع الجهاز المركزي للإحصاء التابع للحكومة إحصاءات عن مؤشرات التنمية البشرية من مصادر مختلفة، ابتداء من عام 1990، ويمكنك أن تجدها هنا.

يتيح البنك الدولي لكم تحميل مجموعات كاملة من الإحصاءات المقارنة، وتحتفظ منظمة الصحة العالمية بإحصاءات سنوية منذ عام 1999 بشأن كل هدف من الأهداف الإنمائية للألفية ذات الصلة بالصحة.

وإذا كنت ترغب في تحليل الأرقام، راجع تقارير التنمية البشرية للأمم المتحدة على مر السنين.

أجرت الأمم المتحدة في الأونة الأخيرة تقييماً للتقدم المحرز في العراق نحو تحقيق الأهداف الإنمائية للألفية، نظراً لتبقي أقل من 1,000 يوم على الموعد النهائي المحدد لتحقيق هذه الأهداف.

غطت شبكة الأنباء الإنسانية (إيرين) العديد من هذه القضايا على مر السنين. وأرشيفنا عن العراق متاح هنا.

مناقشة مثيرة للاهتمام في مجلة الشؤون الخارجية حول ما إذا كان العراق يسير على الطريق الصحيح.

يقول أحدث تقرير للمراجع المالي الأمريكي عن إعادة إعمار العراق أن استثمار 60 مليار دولار في اعادة إعمار العراق حقق "آثاراً إيجابية محدودة".

وحول هذا الموضوع، راجع هذا الكتاب المتشائم الذي يكاد يكون ساخراً، (وتحول إلى مدونة في وقت لاحق) بقلم بيتر فان بورين: كانت نيتنا حسنة: كيف ساعدت في خسارة معركة لكسب قلوب وعقول الشعب العراقي.

af/ha/rz-ais/dvh

This article was produced by IRIN News while it was part of the United Nations Office for the Coordination of Humanitarian Affairs. Please send queries on copyright or liability to the UN. For more information: https://shop.un.org/rights-permissions

Share this article

Get the day’s top headlines in your inbox every morning

Starting at just $5 a month, you can become a member of The New Humanitarian and receive our premium newsletter, DAWNS Digest.

DAWNS Digest has been the trusted essential morning read for global aid and foreign policy professionals for more than 10 years.

Government, media, global governance organisations, NGOs, academics, and more subscribe to DAWNS to receive the day’s top global headlines of news and analysis in their inboxes every weekday morning.

It’s the perfect way to start your day.

Become a member of The New Humanitarian today and you’ll automatically be subscribed to DAWNS Digest – free of charge.

Become a member of The New Humanitarian

Support our journalism and become more involved in our community. Help us deliver informative, accessible, independent journalism that you can trust and provides accountability to the millions of people affected by crises worldwide.

Join