1. الرئيسية
  2. Global

الصحة: التنبؤ بالأوبئة الحيوانية المنشأ القادمة

Map of places at risk to outbreaks of zoonoses (diseases transmitted from animals to humans), with orange-red indicating high risk The Lancet

هناك فرص كبيرة بأن يكون الوباء القادم في العالم مرضاً حيواني المنشأ مثل 60 بالمائة من الأمراض المعدية الموثقة حالياً التي تصيب الإنسان. ويقول الخبراء أنه حتى بعد مئات الآلاف من الوفيات البشرية بسبب الأمراض التي تنتقل من الحيوان إلى الإنسان، لا تزال المعلومات محدودة عن كيفية انتشار الأمراض التي تنتقل من الحيوان إلى الإنسان أو كيفية التنبؤ بالتفشي القادم لتلك الأمراض.

وفي نوفمبر 2012 كتب ستيفين مورس، أستاذ الصحة العامة في جامعة كولومبيا بنيويورك في مجلة ذا لانست" الطبية البريطانية حول الأمراض التي تنتقل من الحيوان إلى الإنسان أنه "لا يوجد خلاف حول ما إذا كان سيحدث لدينا وباء آخر حيواني المنشأ. لكن السؤال هو متى سيحدث وأين سيظهر الوباء القادم".

وعلى الرغم من بذل أفضل الجهود من قبل راصدي الفيروسات إلا أنه لم يتم حتى الآن التنبؤ بأي وباء حيواني المنشأ قبل أن يصيب الإنسان.

وكتب ويليام كاريش من تحالف الصحة البيئية بنيويورك في مجلة "ذا لانست" أن "التأثير المستمر لوباء فيروس نقص المناعة البشرية/الإيدز يذكرنا بمخاطر مسببات الأمراض الحيوانية المنشأ التي تنتشر من مستودعاتها الطبيعية إلى الإنسان". وتعمل المنظمة غير الحكومية المعروفة سابقاً باسم "وايلد لايف تراست" على منع تفشي الأمراض الناشئة عن طريق الحفاظ على التنوع البيولوجي.

وهناك ما يقدر بحوالي 1.8 مليون شخص يموتون سنوياً بسبب الإيدز الذي يسببه فيروس نقص المناعة البشرية الذي نشأ في القرود.

وقال كاريش أن "الشيء الأقل تقديراً على نطاق واسع هو أن أياً من الأساليب المستخدمة بشكل شائع للبحث عن مسببات الأمراض البشرية الجديدة المحتملة...لم تكن لتحدد فيروس نقص المناعة القردي كخطر محتمل على الإنسان".

الإنذار المبكر؟

وقد أطلقت الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية برنامجها الخاص بالتهديدات الوبائية الناشئة في نهاية عام 2009 لبناء نظام للإنذار المبكر لرصد والحد من آثار الأمراض حيوانية المنشأ.

ولكن هناك آلاف الأنواع من الطيور والحيوانات التي يكون كل منها عائلاً لأمراض مختلفة والسؤال هو أين تركز الجهود؟ قد يركز عالم الفيروسات على الأمراض التي تنتشر بسهولة من الحيوانات القريبة من الإنسان مثل الشمبانزي، بينما قد يشير عالم اجتماع إلى أنه من النادر حدوث اتصال بين الإنسان والشمبانزي ويركز بدلاً من ذلك على الدواجن التي يتعامل معها الناس في أماكن قريبة في جميع أنحاء العالم.

وخلال الفترة ما بين 2003 و5 نوفمبر 2012 تم إبلاغ منظمة الصحة العالمية عن 608 حالة بشرية مؤكدة مخبرياً للإصابة بفيروس انفلونزا الطيور (H5N1) من 15 دولة وتوفى من تلك الحالات 359 شخصاً.

ويستهدف راصدو الفيروسات النقاط الساخنة للأمراض الناشئة والمناطق الغنية بالثدييات ذات الكثافة السكانية العالية والمتغيرة. ويقوم مجموعة من الخبراء بقيادة مورس من جامعة كولومبيا برسم خريطة للأمراض تظلل فيها راوندا وبوروندي باللون الأحمر، وكذلك جزيرة جاوة الاندونيسية التي تعد واحدة من الجزر الأكثر كثافة سكانية في العالم، بالإضافة إلى دلتا النيل في مصر. وتشمل المناطق المحتملة الأخرى لحدوث تفشي للأمراض في المستقبل شمال الهند وبنجلاديش وشمال وغرب الصين- وإلى حد أقل- الأجزاء الأكثر كثافة سكانية في غرب أوروبا وعلى طول الساحل الأفريقي الغربي.

التحضر

وفي تصريح لشبكة الأنباء الإنسانية (إيرين) على هامش مؤتمر لقاح فيروس نقص المناعة البشرية الأخير، قالت سارة شليزنجر، الباحثة في جامعة روكفلر بنيويورك أن "التحضر عزز مخاطر انتشار الأمراض التي تنتقل من الحيوان إلى الإنسان بسبب اقتراب الناس من الحيوانات".

وطبقاً لما ذكرته الأمم المتحدة، فإن المدن تنمو والطرق والصناعات تخترق موائل الحياة البرية التي كانت غير مأهولة بالسكان في السابق، حيث يعيش ما يقرب من 3.3 مليار شخص في المناطق الحضرية (المدن وضواحيها). ومن المتوقع أن يتحاوز سكان الحضر في العالم خمسة مليارات بحلول عام 2030 من بينهم 80 بالمائة في دول العالم المتقدم. وفي الأماكن التي يبدأ فيها اختفاء الحيوانات المعيلة للأمراض (نظراً لتقلص موائلها) تجد مسببات الأمراض موطناً جديداً لها في عوائل من البشر.

ويفيد البنك الدولي أن ما يقرب من 800 مليون شخص حول العالم يعملون في الزراعة في المناطق الحضرية وأن الثروة الحيوانية في المناطق شبة الحضرية قطاع سريع النمو ينتج 34 بالمائة من اللحوم وما يقرب من 70 بالمائة من البيض في العالم.

وقد أشار المعهد الدولي لبحوث الثروة الحيوانية، ومقره نيروبي، إلى كيفية قيام الثروة الحيوانية والزراعة في المناطق الحضرية بتوليد الأمراض في بعض الأماكن الأكثر ازدحاماً في العالم. وفي دراسة جرت مؤخراً في داجوريتي، أحد الأحياء الثمانية في العاصمة الكينية نيروبي، توصل المعهد إلى أن ما يصل إلى 11 بالمائة من الأسر أصيبت بداء خفية الأبواغ، وهو نوع من الإسهال يسببه أحد مسببات الأمراض الموجودة في الماشية والحليب الخام والتربة والخضروات والمياه الملوثة.

وقد يكون تغيير المحاصيل مساهماً آخر في انتشار الأمراض الحيوانية المنشأ. ففي جنوب غرب الولايات المتحدة حيث تتسبب ظاهرة النينيو (ارتفاع درجات حرارة سطح البحر في أنحاء وسط وشرق المحيط الهادئ) في هطول المزيد من الأمطار، يتزايد نمو الغطاء النباتي وهو ما يجذب بعد ذلك المزيد من الفئران. ولا يعتبر فيروس هانتا مميتاً في الفئران التي تحمل المرض ولكنه يكون مميتاً في البشر الذين يصابون بالعدوى من خلال الفئران.

ويقول الخبراء في مجلة "ذا لانست" أن التفاعل بين علوم الأحياء والبيئة والاجتماع يجعل التنبؤ بالوباء القادم أمراً صعباً، حيث يدعون إلى تعزيز التعاون بين الخبراء (الذين غالباً ما يعملون في الصوامع) لمواجهة التهديد الضخم والمتزايد للأمراض التي تنتقل من الحيوان إلى الإنسان.

eb/pt/cb-hk/dvh
"

Share this article

Get the day’s top headlines in your inbox every morning

Starting at just $5 a month, you can become a member of The New Humanitarian and receive our premium newsletter, DAWNS Digest.

DAWNS Digest has been the trusted essential morning read for global aid and foreign policy professionals for more than 10 years.

Government, media, global governance organisations, NGOs, academics, and more subscribe to DAWNS to receive the day’s top global headlines of news and analysis in their inboxes every weekday morning.

It’s the perfect way to start your day.

Become a member of The New Humanitarian today and you’ll automatically be subscribed to DAWNS Digest – free of charge.

Become a member of The New Humanitarian

Support our journalism and become more involved in our community. Help us deliver informative, accessible, independent journalism that you can trust and provides accountability to the millions of people affected by crises worldwide.

Join