1. الرئيسية
  2. Asia
  3. Pakistan

باكستان: محاولة فهم حقول القتل في كراتشي

Wailing over a person slain in Karachi Ashraf Khan/IRIN

 كان مختار أحمد عزمي، 75 عاماً، وابنه وحفيده في منتصف الطريق إلى المنزل في 6 سبتمبر عندما قام مجهولون يقودون دراجات نارية بفتح النار عليهم في كراتشي، أكبر مدن باكستان. وحده حفيد عزمي نجا من هذه الحادثة. هذه واحدة فقط من قضايا قتل عديدة لم تُحل في المدينة.

شهدت كراتشي تاريخاً طويلاً من التقلبات الناجمة عن الفتن الطائفية والعرقية والسياسية، حيث ظلت الأحزاب السياسية التي تقاتل بعضها البعض من أجل السيطرة تدفع بالمدينة إلى دوامة من العنف في السنوات الأخيرة، وهو اتجاه يبدو أنه يزداد سوءاً. فقد قُتل ثمانية أشخاص يرتبطون بأحزاب سياسية مختلفة هذا الأسبوع. وكان 1,700 شخص قد لقوا حتفهم في كراتشي خلال الفترة الممتدة من يناير إلى أغسطس 2012. ووفقاً للجنة حقوق الإنسان الباكستانية، قُتل من بينهم 1,345 شخصاً على الأقل لدوافع سياسية - وهي زيادة كبيرة مقارنةً بالعام الماضي. وتقول الشرطة أن عمليات القتل ذات الدوافع السياسية بلغ عددها 1,244 حالة بين يناير ويوليو 2012.

وقال شرف الدين ميمون، مستشار الأمن في حكومة إقليم السند، لشبكة الأنباء الإنسانية (إيرين) أن "عمليات القتل الجارية متعددة الاتجاهات. فتحمل جرائم القتل طابعاً سياسياً أو عرقياً أو طائفياً إلى حد كبير، وفي بعض الحالات تنجم عن تسوية حسابات شخصية". ووفقاً لإحصاءات الشرطة، وقعت 60 جريمة قتل لدوافع طائفية خلال الفترة الممتدة من يناير إلى أغسطس 2012، واستهدفت تلك الجرائم الشيعة والسنة على حد سواء. وفي حين أن جرائم القتل الطائفية قليلة نسبياً، فإن وسائل الإعلام تسلط عليها الأضواء أكثر في كثير من الأحيان.

وعبّر إدريس بختيار، نائب رئيس تحرير صحيفة هيرالد، عن اعتقاده بأن "جرائم القتل الطائفي قليلة جداً بالمقارنة مع موجة القتل العام في المدينة هذا العام، ولكنها تستحوذ على اهتمام وسائل الإعلام لأن الشخصيات المستهدفة عادةً ما تكون بارزة". وقد تسبب العدد المتزايد من جرائم القتل في الذعر على نطاق واسع، والحياة رخيصة، وفقاً لفاتح محمد بورفات، أستاذ علم الاجتماع في جامعة كراتشي، الذي أضاف أن "أجر القاتل يتراوح بين 5,000 روبية [ 53 دولاراً] و500,000 روبية [5,282 دولاراً]".

ما هي جذور العنف؟

يمكن إرجاع الكثير من أعمال العنف إلى نظام الدكتاتور العسكري، ضياء الحق، الذي أطاح بحكومة ذو الفقار علي بوتو في عام 1977 وأحدث تحولاً جذرياً في المجتمع. فأصبحت باكستان أرضاً خصبة للدعاية الإسلامية، وتم تجنيد الكثير من الشباب وتدريبهم على القتال في صفوف المجاهدين في أفغانستان. وعندما عادوا، جلبوا معهم الأسلحة والمهارات القتالية. كما أصبحت المخدرات، خاصة الهيروين، مصدراً رئيسياً للدخل بالنسبة للميليشيات الدينية في باكستان في ذلك الوقت.

وأضاف عالم الاجتماع قائلاً: "حتى أواخر سبعينيات القرن الماضي، كان مجتمعنا مستنيراً جداً، وليبرالياً وتقدمياً. وكانت جريمة قتل واحدة لتؤثر على جميع أرجاء المدينة في تلك الأوقات. ولكن بعد ذلك، أصبحت البندقية هي رمز السلطة، والحزب السياسي الأقوى هو الذي يلوح بأسلحة أكثر". كما تحولت جامعات كراتشي إلى ساحات قتال مفتوحة بين الطلاب العلمانيين والإسلاميين، وحصل الإسلاميون على الأسلحة في طريقهم إلى أفغانستان. وفي منتصف ثمانينيات القرن الماضي، تحول العنف إلى مواجهات أكثر فتكاً رغم انخفاض كثافته. وبعد عملية نفذتها الأجهزة الأمنية بزعم السيطرة على النشاط الإجرامي في منطقة يعيش فيها الكثير من البشتون، هاجمت عصابات البشتون العرقية التي يموّلها بارونات المخدرات في المدينة الأغلبية الناطقة بالأردية (المهاجرين) في كراتشي، ما أدى إلى مقتل المئات في مجزرة إليجار في ديسمبر 1986.

ما هي دوافع عمليات القتل الحالية؟

ذكرت زهرة يوسف، رئيسة لجنة حقوق الإنسان في باكستان، أن "هناك فجوة سياسية معقدة في كراتشي والمخاطر المالية مرتفعة جداً." عادةً ما تأتي موجات القتل في أعقاب اعتقال الشرطة للمئات من النشطاء السياسيين والطائفيين، رغم أن هذه الاعتقالات نادراً ما تؤدي إلى أية إدانة. فقد أفاد بورفات أنّ "نسبة الإدانة في القضايا الجنائية لا تتعدى 5%، وبما أن المحاكمات يمكن أن تستمر لعدة سنوات، تتم حالياً محاكمة 90 بالمائة من نزلاء السجون."

ويعتقد المراقبون أن الوضع الحالي بمثابة انهيار للقانون والنظام. فيضيف بورفات: "علينا أن نعترف بأن هذا فشل من قبل الدولة، فعلى جميع الأحزاب السياسية أن تعترف بهذا الواقع القاسي، إذا ما كانت تشعر بأي مسؤولية تجاه الوطن".

هذا وتزدهر الخلافات الطائفية وحروب العصابات وتجارة المخدرات والاستيلاء على الأراضي في المدينة التي تستمد أحزابها السياسية الدعم من مجموعات عرقية معينة. وأشار توصيف أحمد خان، رئيس قسم الإعلام في الجامعة الأردية الاتحادية والمحلل السياسي إلى أن مصادري الأراضي وبارونات المخدرات يحتمون في الأحزاب السياسية ويصبحون جزءاً لا يتجزأ من الثقافة السياسية."

من هم اللاعبون الرئيسيون؟

حزب الحركة القومية المتحدة (MQM)- هو رابع أكبر حزب في الوقت الحالي والحليف الرئيسي لحزب الشعب الباكستاني الحاكم (PPP). برز دوره على الساحة في عام 1984 كممثل وحيد للمهاجرين. وقد أصبح هذا الحزب، الذي يتلقى تمويلاً من رجال الصناعة المحلية، قوة سياسية هائلة. حاول الجيش والقوات شبه العسكرية إغلاق الحزب في عام 1992 (بناءً على أوامر من رئيس الوزراء، نواز شريف) وفي عام 1995 (بناءً على أوامر من رئيسة الوزراء، بينظير بوتو). وزعمت الحكومة في كلتا المناسبتين أن حزب الحركة القومية المتحدة كان يحاول إقامة دولة مستقلة في كراتشي. وشهدت هذه السنوات ظهور جماعة منشقة - الحركة القومية المتحدة الحقيقية - تحت رعاية الحكومة، في محاولة لإضعاف وتطويق الحركة القومية المتحدة. ومنذ ذلك الوقت، حاولت الحركة القومية المتحدة تصوير نفسها على أنها حزب وطني أكثر شمولاً، ولكن التوترات مستمرة مع المجموعات العرقية الأخرى، ومع البشتون بشكل خاص. ويشك البعض في أن الحركة القومية المتحدة مسؤولة عن قتل بعض أعضاء الحركة القومية المتحدة الحقيقية.

الحركة القومية المتحدة الحقيقية - ظهرت في عام 1992 خلال عملية عسكرية ضد حزب الحركة القومية المتحدة. استولت الحركة القومية المتحدة الحقيقية على مكاتب الحركة القومية المتحدة وحاولت أن تحل محلها، ولكنها فشلت في تأمين الدعم الشعبي الكافي. وهي لا تزال باقية في بعض أجزاء المدينة، ويُعتقد أنها وراء بعض عمليات القتل التي استهدفت أعضاء الحركة القومية المتحدة. ليس لديها نواب في البرلمان.

حزب عوامي الوطني (ANP) - حزب علماني وحليف رئيسي لحكومة حزب الشعب الباكستاني في إسلام آباد والحكومة المحلية في خيبر بختون خوا. يتلقى معظم دعمه من جماعات البشتون العرقية، وهم ثاني أكبر مجموعة في كراتشي بعد المهاجرين. مجزرة إليجار، التي ارتكبها البشتون، هي السبب وراء العداء المستمر بين الطائفتين وأحزابهما.

تحريك أهل السنة - جماعة سياسية سنية تابعة لحركة بارلفي الصوفية، ليس لديها مقاعد في البرلمان. ويقال أن معظم أعضائها من النشطاء السابقين في الحركة القومية المتحدة الحقيقية، وبالتالي فهي على خلاف مع حزب الحركة القومية المتحدة. وعادةً ما يُتهم نشطاء هذه الجماعة بالابتزاز.

لجنة أمان الشعب (PAC) - تهيمن عليها المجموعة العرقية البلوشية. تم تشكيل لجنة أمان الشعب في منطقة لياري، غرب كراتشي. وعلى عكس بقية كراتشي، التي هي أساساً موالية للحركة القومية المتحدة، يهيمن حزب الشعب الباكستاني على منطقة لياري. كانت لجنة أمان الشعب هي الجناح العسكري لحزب الشعب الباكستاني، ولكن الحزب سحب دعمه لها في عام 2011. تأسست لجنة أمان الشعب على أيدي المجرم المحلي رحمن داكيت ويقودها الآن المجرم البارز عزير بلوش. ويقال إنها متورطة في تجارة الأسلحة وتدير أوكار القمار غير المشروعة. وقد شاركت في اشتباكات دامية مع الحركة القومية المتحدة من أجل السيطرة على بعض الضواحي. تم حل لجنة أمان الشعب رسمياً في مارس 2011، ولكنها ما زالت تعمل.

حزب الشعب الباكستاني (PPP) - الحزب الحاكم الرئيسي الذي غالباً ما تندلع الخلافات بينه وبين الحركة القومية المتحدة (حليفته الرئيسية). الحركة القومية المتحدة تلوم حزب الشعب الباكستاني على تفويض لجنة أمان الشعب للقيام بأعمال نيابةً عنه.

لجنة رابطة كاتشي (KRC) - منافسة لجنة أمان الشعب، وتهيمن عليها مجموعة كاتشي العرقية، وهي تتمتع بتأييد قوي في لياري. يقول البعض أن لجنة رابطة كاتشي تتلقى دعماً مستتراً من الحركة القومية المتحدة لمواجهة لجنة أمان الشعب، وهو ادعاء تنفيه الحركة القومية المتحدة.

صيباه الصحابة باكستان (SSP) - جماعة سنية متطرفة محظورة من قبل الحكومة لعلاقتها المزعومة بتنظيم القاعدة. صيباه الصحابة تؤيد قتل الشيعة الذين تعتقد أنهم كفار، وليس لديها مقر رسمي.

صيباه محمد - جماعة محظورة من الشباب الشيعي المتشدد، يُعتقد أنها نفذت هجمات انتقامية ضد صباح الصحابة.

تحريك طالبان باكستان - مجموعة إسلامية متطرفة تستخدم كراتشي كقاعدة لعملياتها في إقليم وزيرستان. وهي معروفة باستهدفها لنشطاء حزب عوامي الوطني.

ak/kb/cb-ais/bb

"
Share this article

Get the day’s top headlines in your inbox every morning

Starting at just $5 a month, you can become a member of The New Humanitarian and receive our premium newsletter, DAWNS Digest.

DAWNS Digest has been the trusted essential morning read for global aid and foreign policy professionals for more than 10 years.

Government, media, global governance organisations, NGOs, academics, and more subscribe to DAWNS to receive the day’s top global headlines of news and analysis in their inboxes every weekday morning.

It’s the perfect way to start your day.

Become a member of The New Humanitarian today and you’ll automatically be subscribed to DAWNS Digest – free of charge.

Become a member of The New Humanitarian

Support our journalism and become more involved in our community. Help us deliver informative, accessible, independent journalism that you can trust and provides accountability to the millions of people affected by crises worldwide.

Join