أفاد مسؤول في وزارة الصحة الأفغانية أن ثلاثة أشخاص على الأقل توفوا في هيرات، غرب أفغانستان، خلال الأيام الثلاثة الماضية بسبب انتشار فيروس اﻟﺤمى النزفية VHF في الإقليم.
وقد تم التبليغ عن انتشار هذا المرض شديد العدوى لأول مرة يوم 26 أغسطس/آب في مدينة هيرات، حيث أفاد المسؤولون الصحيون بوجود 10 حالات مشتبه بإصابتها بالفيروس.
وقال غلام سعيد رشيد، مدير دائرة الصحة العامة في هيرات أن الحالات العشر المشتبه بإصابتها بالفيروس أُدخلت إلى الحجر الصحي في مستشفى هيرات" مشيراً إلى أن فيروس الحمى النزيفية يمكن أن ينتقل من الإنسان إلى الإنسان أو من الحيوان إلى الإنسان عن طريق الاقتراب من الحالات المصابة.
وأضاف قائلاً: "سنقوم بكل ما في وسعنا لوقف المرض" داعياً منظمات الإغاثة لتوفير المساعدة الفنية والطبية لمنع انتشاره.
وقال أيضاً أن "فيروس الحمى النزفية أكثر خطورة من فيروس نقص المناعة البشري/الإيدز ويمكنه أن يصيب آلاف الأشخاص بسرعة فائقة".
كما ينتاب القلق مسؤولي الصحة في إقليم غور المجاور الذين عبروا عن مخاوفهم من أن ينتقل المرض إلى إقليمهم ومن عدم قدرتهم على مواجهة أي انتشار محتمل له.
قراد الأغنام
وتوجد أنواع متعددة من مرض الحمى النزفية وتسببه في الغالب خمس فصائل معروفة من الفيروسات وهي أرانيا Arenaviridae وفيلوفيريدا Filoviridae وبونيا Bunyaviridae وتوغا Togaviridae والفيروسات الخيطيةFlaviviridae ، وفقاً لمنظمة الصحة العالمية.
أما الفصيلة المنتشرة في هيرات فهي تلك التي تسبب حمى شديدة ونزيف وصداع وتقيؤ وصدمة.
من جهته، قال أحمد شاه شوكوهماند، المسؤول في وزارة الصحة في كابول: "يشير تشخيصنا الأولي إلى أن القراد قد يكون السبب وراء انتشار المرض وخاصة قراد الأغنام".
كما أفاد المسؤولون الصحيون أن الحالات العشر المشتبه بإصابتها هي لجزارين ورعاة أغنام أو أشخاص منخرطين في تربية المواشي.
ويوجد في هيرات حوالي 2.5 مليون رأس من الغنم، حسب المسؤولين الصحيين الذين لم يستطيعوا تأكيد عدد الخراف التي يمكن أن تكون مصابة بالفيروس.
العلاج
كما يقول الخبراء أن علاج المصابين بفيروس الحمى النزفية يتطلب تناول جرعات من مضادات الفيروسات بالإضافة إلى رعاية طبية حثيثة.
غير أن المسؤولين في دائرة الصحة الحكومية في هيرات أفادوا أنه لا يوجد لديهم سوى نوع واحد من الأقراص الدوائية التي يمكنها معالجة المرض وقالوا أيضاً أنهم لا يستطيعون ضمان العلاج السريع أو الكامل، حيث أوضح رشيد من دائرة الصحة في هيرات قائلاً: "يصل معدل فعالية الأقراص الموجودة لدينا 50 بالمائة فقط".
وقلما انتشر فيروس الحمى النزفية في أفغانستان ولذلك لا تملك البلاد الموارد التقنية والطبية المتطورة لمواجهته بسرعة، بحسب المسؤولين الصحيين.
وجدير بالذكر أن هيرات عانت منذ فترات قصيرة من العديد من المشاكل كالبرودة الفائقة لشتاء عام 2007-2008 والعواصف الرملية وانتشار الأمراض مثل مرض انتفاخ البطن Charmak والآن فيروس الحمى النزفية.
"