أفاد شهود عيان يوم 8 يوليو/تموز أن عددا من الضحايا لقوا حتفهم أو أصيبوا بجروح في حين اضطرت مئات الأسر للنزوح إثر ليلة من المواجهات العنيفة التي هزت جنوب شرق مدينة بيدوا، حيث مقر الحكومة الفدرالية الانتقالية.
وفي هذا السياق، قال أحد السكان طلب عدم الكشف عن هويته أن المدينة تعرضت قرب منتصف ليلة أمس لهجوم حركة شباب المجاهدين الصومالية [المناوئة للحكومة]، وكان هناك قصف مدفعي شديد في محيط المجمع الرئاسي".
كما أفاد شهود عيان أن المواجهات تركزت في محيط وداخل المناطق التي توجد فيها المكاتب الحكومية والقواعد العسكرية الإثيوبية. وقال أحدهم: "كان يبدو أنهم يستهدفون المنطقة المجاورة للمطار حيث القاعدة العسكرية الإثيوبية والمجمَّعَين البرلماني والرئاسي".
وقد أدت المواجهات إلى نزوح العديد من الأسر التي كانت أصلا نازحة هناك وتعيش في مخيمات قريبة من المجمع الرئاسي بعد هربها من العنف الدائر في مقديشو. وأفاد شهود العيان المحليون أن "العديد من هذه الأسر اضطرت إلى مغادرة المخيمات والتشرذم في نواحي المدينة".
كما أفاد نفس المصدر أن هذه الأسر تشكل أفقر الأسر في بيدوا وأكثرها استضعافا، "فقد كان أفرادها في حالة جد مزرية ومن المتوقع أن تتفاقم أوضاعهم أكثر نتيجة ما مروا به الآن".
من جهته، أخبر شينو معلم نور، نائب محافظ منطقة باي، شبكة الأنباء الإنسانية (إيرين) أن هجمات المتمردين زادت من معاناة النازحين وأن "كل ما استطاعوا تحقيقه هو ترويع هؤلاء النازحين وتضخيم معاناتهم".
وقد توقفت المواجهات بعد ساعتين عندما انسحب المتمردون، وبدأت المدينة- حسب التقارير- تشهد هدوء مشوبا بالحذر يوم 8 يوليو/تموز. وقد أعلن المتمردون على موقعهم الإلكتروني، حسب المصدر، أن هذا الهجوم يشكل "الأول من نوعه في سلسلة هجمات مستقبلية"، ولكن نور أفاد أن قوات الأمن تسيطر على الأوضاع.
بيدوا تحت التهديد؟
كانت بيدوا، التي تأوي مقر الحكومة الفدرالية الانتقالية، واحدة من عدد قليل من المدن التي تقع تحت السيطرة الكاملة للحكومة وحلفائها الإثيوبيين، الشيء الذي جعلها بمنأى عن العنف الدائر يوميا في العاصمة مقديشو. غير أن أحد المراقبين الصوماليين أفاد أن المتمردين كانوا يستولون في الماضي على بعض المدن ثم يتخلون عنها، ولكن هجوم الليلة الماضية قد يشكل مؤشرا على قدرتهم على توسيع رقعة عملياتهم "وهذا ليس ببشير خير بالنسبة لبيدوا".
غير أن نائب المحافظ رفض هذه الآراء القائلة بأن المتمردين يشكلون خطرا على المدينة، مشيرا إلى أن هجومهم هو "هجوم دعائي فقط، إذ ليس لديهم الوسائل التي تمكنهم من تحدي قوات الأمن هنا".
وقد اشتركت عوامل عدة منها النزاع والجفاف والتضخم لخلق أزمة إنسانية في البلاد. حيث يقدر عمال الإغاثة أن هناك حوالي 2.6 مليون صومالي في حاجة للمساعدة، وأنه من المتوقع أن يرتفع هذا العدد ليصل إلى 3.5 مليون شخص في نهاية العام الحالي إذا لم تتحسن الأوضاع الإنسانية، حسب الأمم المتحدة.
"