من المتوقع أن يساهم الاتفاق الهش لوقف إطلاق النار بين حماس وإسرائيل في تخفيف الأوضاع الإنسانية في قطاع غزة، وأن يعود بالفائدة السياسية على حماس. ولكن يبدو أن ذلك لا زال يحتاج للكثير من الجهود كي يتحقق كليا.
ويرى المراقبون أن نجاح وقف إطلاق النار سيشجع إسرائيل على تخفيف القيود التي تفرضها على غزة وتوفير هامش أكبر لنقل البضائع وتنقل الأشخاص من وإلى القطاع المحاصر. كما أنه سيمكن حماس من الحصول على الاعتراف الدولي الذي طالما رغبت في الحصول عليه.
كما أن هذا الاتفاق الذي توصل إليه الطرفان الشهر الماضي بوساطة مصرية قد يساهم في تحسين فرص حماس لإعادة فتح معبر رفح الحدودي مع مصر.
وفي هذا الإطار، أفاد نيكولاس بيلهام من المجموعة الدولية لمعالجة الأزمات the International Crisis Group، أن نجاح حماس في إحكام قبضتها بشكل أكثر صرامة على غزة سيمكنها من تشديد مراقبتها وتحكمها في استعمال القوة الموجهة نحو الخارج.
ويبدو أن الأدوار تغيرت عما كانت عليه في الماضي. فقد كان مقاتلوا حماس من قبل هم الذين يتعرضون للسجن من طرف قوات السلطة الفلسطينية وكانت حماس تتهم السلطة مرارا بعرقلتها للكفاح المسلح". غير أن الوضع اختلف في يونيو/حزيران الماضي عندما أصدرت حماس تهديدا صارما بمعاقبة وسجن كل من يهاجم إسرائيل.
فبعد الخطاب شديد اللهجة الذي ألقاه إسماعيل هنية، رئيس وزراء حركة حماس الإسلامية بغزة، والذي شدد فيه على أن الطريقة الوحيدة لفك الحصار الخانق المفروض على القطاع تكمن في التقيد بوقف إطلاق النار، صرح محمود الزهار، أحد مؤسسي حماس، أن الحركة ستقوم بإيقاف كل من يقوم بخرق هذا الاتفاق وأنها قد احتجزت فعلا بعض المسؤولين عن إطلاق الصواريخ.
ومن بين المحتجزين لدى حماس الناطق باسم كتائب شهداء الأقصى (التابعة لحركة التحرير الوطني الفلسطيني "فتح" التي يرأسها الرئيس الفلسطيني محمود عباس)، والذي تسبب احتجازه في زيادة حدة التوتر بين حركتي حماس وفتح التين كان مقاتلوهما قد دخلوا في مواجهات دامية من أجل فرض السيطرة على غزة انتهت بفوز حماس في الصيف الماضي. وصرحت كتائب شهداء الأقصى أنها قامت بإطلاق الصواريخ لضمان إدخال الضفة الغربية في اتفاق إطلاق النار.
وبالرغم من أن إسرائيل كانت قد أعادت فتح نقاط العبور إلى غزة هذا الأسبوع للسماح بعبور البضائع الإنسانية، إلا أن أحد عمال الإغاثة أفاد أن الوضع "لم يشهد تحسنا ملموسا منذ وقف إطلاق النار". غير أن بعض موظفي الإغاثة الآخرين أفادوا أن العشرة أيام الماضية شهدت ارتفاعا بسيطا في كمية الوقود والحبوب المسموح بدخولهما إلى القطاع.
وكانت إسرائيل قد قامت في الأول من شهر يوليو/تموز بإغلاق معابر صوفا وكارني ونحال عوز بعد الهجوم الصاروخي الذي استهدف غرب صحراء النقب ولكنها أعادت فتحها من جديد يوم 2 يوليو/تموز للسماح بعبور البضائع الإنسانية إلى القطاع.
"