أفاد جون هولمز، وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية ومنسق عمليات الإغاثة الطارئة، أن النزاع المسلح والكوارث الطبيعية تسببا في تدهور الوضع الإنساني في أفغانستان مما يستوجب زيادة المجتمع الإنساني لجهوده الرامية إلى مساعدة المستضعفين في البلاد.
وكان هولمز قد قام بزيارة للبلاد في نهاية الأسبوع الماضي استغرقت أربعة أيام للوقوف على حقيقة الأوضاع الإنسانية هناك وتقييم حجم وملاءمة الاستجابة الإنسانية.
وفي هذا الإطار، قال هولمز: إن الوضع الإنساني خطير وأعتقد أنه يسير نحو المزيد من التدهور. نحن بحاجة لأن نولي هذا الموضوع اهتماماً أكبر وأنا هنا من أجل ضمان ذلك".
وتواجه أفغانستان، التي تأتي في المرتبة الخامسة من حيث أقل دول العالم نمواً، تحديات إنسانية متعددة ناتجة في أغلبها عن اشتداد حدة النزاع والجفاف والموجة الواسعة لإعادة توطين اللاجئين الأفغان المقيمين في الدول المجاورة.
الحاجة لإستراتيجية إنسانية
وفي الوقت الذي تقوم فيه الحكومة الأفغانية والمانحون بتخصيص المزيد من التمويل لعمليات دعم التنمية وإعادة الإعمار، أفاد هولمز أن هناك حاجة للمزيد من التمويل للاستجابة للاحتياجات الطارئة لملايين المستضعفين.
وجاء في قوله: "نحن بحاجة للمزيد من التخطيط الإنساني، أي إلى خطط عمل أكثر ملاءمة من سابقاتها، وهذا بالطبع على جدول أعمالنا. كما يجب علينا تعبئة المزيد من الموارد".
وقد ساهم المانحون الدوليون بحوالي 15 مليار دولار لتمويل عمليات الإغاثة الإنسانية وإعادة الإعمار في أفغانستان على مدى السنوات الست الماضية.
غير أن منظمات الإغاثة مثل أوكسفام إنترناشيونال صرحت مراراً أن أموال المساعدات تستعمل بطرق غير فعالة مما أدى إلى قصور في الاستجابة لاحتياجات العديد من الأفغان.
كما أفاد هولمز، الذي يرأس مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا)، أن منظمات الإغاثة بدأت تعي واقع الأمور في أفغانستان وأن بعض القضايا الإنسانية التي تعرضت "للإهمال" لفترة طويلة منذ عام 2001 بدأت تلقى بعض الاهتمام.
لا يوجد حل السحري
إلا أن هولمز أقر أن المنظمات الإنسانية تعمل في ظروف جد خطرة، حيث يعيق انعدام الأمن والهجمات المتكررة التي تستهدف المجتمع الإنساني وصول منظمات الإغاثة لأجزاء كبيرة من البلاد مما يحرم الآلاف من المحتاجين من الحصول على المساعدات التي يحتاجون إليها.
وكان برنامج الأغذية العالمي قد أفاد أن قوافله تعرضت لـ 40 هجوماً خلال الثمانية عشر شهراً الماضية تسببت في إهدار 1,000 طن من المواد الغذائية التي تصل قيمتها إلى 800,000 دولار.
كما تسببت عمليات التأخير في توصيل المساعدات الإنسانية للمستضعفين في أنحاء أفغانستان في خلق جو من الإحباط لدى بعض المجتمعات وانتقادات لمنظمات الإغاثة لعدم قدرتها على مساعدة المحتاجين بطريقة فعالة.
وعن الأوضاع السائدة في البلاد واستجابة منظمات الإغاثة لها، قال هولمز: "لا يوجد هناك أي حل سحري، فاستمرار النزاع يضطرنا للعمل في محيطه. نحن كموظفين إنسانيين لا نستطيع حله ولكن كل ما نستطيع فعله هو تقديم يد العون لضحاياه"، مضيفاً أن الهجمات التي تعرضت لها قوافل برنامج الأغذية العالمي تعتبر "خرقاً للقانون الإنساني الدولي".
كما شدد على الحاجة للدخول في حوار مع الأطراف المتنازعة من أجل تسهيل توصيل المساعدات الإنسانية للمناطق المتوترة، مشيراً إلى أن المجتمع الإنساني يقوم فعلاً بذلك في بعض الدول وأنه قد يصبح من الملح القيام بالأمر عينه في أفغانستان أيضاً.
وجاء في قوله: "من المهم أن نكون قادرين، عند الحاجة مثلاً للقيام بحملات تطعيم ضد شلل الأطفال بشكل خاص أو غيره من الأمراض، على التفاوض من أجل فرض أيام من السلم والهدوء أو خلق ممرات إنسانية آمنة حتى يتسنى لهذه العمليات أن تتم دون وقوع حوادث".
"