اتفقت الحكومة الأفغانية ومنظمات الأمم المتحدة على توزيع مساعدات إنسانية عاجلة لآلاف الأشخاص الذين تأثروا بالمعارك في منطقة أرغانداب في قندهار.
وقال سلفاتوري لومباردو، ممثل المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في أفغانستان أنه قد تم التأكد من أن سبعة آلاف عائلة بحاجة ماسة للمساعدة" مضيفاً أن العدد في تزايد لأن عملية التحقق من أوضاع العائلات ستستمر لبضعة أيام.
ومن المتوقع أن تحصل ألفا عائلة على مساعدات غذائية وغيرها في المرحلة الأولية التي بدأت يوم 25 يونيو/حزيران، وفقاً للمنظمات الإنسانية. كما أفاد برنامج الأغذية العالمي في كابول يوم 24 يونيو/حزيران أنه قد تم توصيل 234 طناً من الأغذية المتنوعة إلى منطقة أرغانداب وسيتم البدء بتوزيعها يوم 25 يونيو/حزيران.
وكان آلاف المدنيين قد فروا من منازلهم في المنطقة بعد ورود أنباء عن إغارة مئات المقاتلين التابعين لحركة طالبان على العديد من القرى استعداداً لمحاربة القوات الأفغانية والدولية يومي 16 و17 يونيو/حزيران، وقاموا بزرع الألغام وتدمير الجسور. وقد تمكن الجيش الأفغاني والقوات التي يقودها حلف شمال الأطلسي من صد المتمردين يوم 19 يونيو/حزيران.
ووفقاً لوزارة الدفاع، قتل مدني واحد فقط وأكثر من 90 متمرداً وجنديان أفغانيان خلال العملية العسكرية.
تأثر سبل العيش
ولكن أثر تلك العملية على السكان المحليين كان كبيراً حيث أخبر محمد قاسم، حاكم منطقة أرغانداب شبكة الأنباء الإنسانية (إيرين) أن "بعض الناس تأثروا بشدة من جراء النزاع وهم بحاجة لمساعدات طويلة الأمد لإعادة إحياء ما دمر من سبل عيشهم".
وتعد منطقة أرغانداب، التي تقع على بعد 10 كيلومترات شمال غرب مدينة قندهار، المنطقة الرئيسية لإنتاج الفاكهة في الإقليم حيث يشتغل 85 بالمائة من سكانها الذي يقدر عددهم بحوالي 120,000 نسمة في الزراعة.
وقال قاسم: "في بعض الحالات لحقت أضرار ببساتين الفاكهة أو دمرت مصادر المياه أو تلفت الفاكهة التي كان الفلاحون قد جمعوها قبل اندلاع النزاع استعداداً لتوصيلها للسوق بسبب حرارة الشمس"، مضيفاً أنه "المزارعين فقراء دون شك ولا يمكنهم تحمل مثل هذه الخسائر".
التعويضات
وبينما تم التنديد بالدمار الذي ألحقه مقاتلو طالبان بالممتلكات العامة والخاصة في المنطقة إلا أن بعض المحليين قالوا أيضاً أنهم عانوا من جراء الخسائر التي سببتها الغارات الجوية التي شنتها القوات الدولية.
وعن ذلك قال عبيد الله وهو أحد سكان المنطقة: "ما عساي أن أفعل بكيس من القمح؟ لقد تعرض منزلي للتدمير وكذلك بستاني... أود الحصول على مساعدات لبنائهما من جديد".
ووفقاً للمفوضية المستقلة لحقوق الإنسان في أفغانستان، لا يوفر الجيش الأمريكي و30 قوة أخرى من قوى التحالف أي تعويضات للمدنيين الذين يتعرضون للقتل أو يخسرون ممتلكاتهم بسبب العمليات العسكرية. ولكن بعض أعضاء حلف شمال الأطلسي يدفعون بعض المال للعائلات "للتعبير عن تعاطفهم" معهم.