خرج حوالي 500 نازح إلى شوارع بغداد مطالبين الحكومة بإعادتهم إلى بيوتهم وتعويضهم عن الأضرار التي لحقت بممتلكاتهم.
وقال أحد المتظاهرين، وهو عماد طه علي البالغ من العمر 39 عاماً وأب لطفلين: نحن نازحون منذ عامين تقريباً ولم نر أية إجراءات جدية من قبل الحكومة لإنهاء معاناتنا".
وكان العنف الطائفي الذي اندلع في صيف 2006 قد أجبر علي، وهو مسلم شيعي، على مغادرة بيته الكائن في منطقة العدل السنية غرب بغداد. ومنذ ذلك الحين وهو وأسرته يتنقلون من بيت لآخر.
وأضاف علي: "نطالب الحكومة بتوجيه ضربة قاضية للمقاتلين في المناطق الغربية من بغداد تماماً مثلماً حدث في البصرة ومدينة الصدر [في بغداد]".
أما النازح السني، عجيل خليل ياور، الذي أجبِر على مغادرة بيته الكائن في منطقة الشعلة الشيعية ببغداد عام 2006، فقد اشتكى من أن الحكومة تتعامل مع مشكلة النزوح على أنها أمر واقع لا حل له.
وأضاف ياور، وهو أب لستة أطفال، أن "المساعدات المالية والإنسانية لا تكفي" ووصفها "بالمورفين الذي يساعد على تهدئة المشكلة فقط". وقال: "نريد حلاً جدياً مثل شن عمليات عسكرية على المناطق التي يسيطر عليها المقاتلون أو تسويات سياسية حقيقية".
تحرك الحكومة بطيء
ولا يزال النقاش بخصوص النزوح مستمراً على المستوى الحكومي، حيث قال النائب البرلماني عبد الخالق زنكنة، رئيس اللجنة البرلمانية الخاصة بالنزوح والهجرة أنه يعمل جاهداً لدفع الحكومة لمعالجة هذه المشكلة ولكن دون أن تلقى جهوده نجاحاً كبيراً. وعن ذلك قال: "لقد قمنا بعدة اتصالات مع الحكومة لكي تساعد في حل المشكلة ولكننا نشعر أنها لا تعير الموضوع اهتماماً حقيقياً، وإذا استمرت على هذا الحال فإنها قد تحتاج إلى ثمانية أو عشرة أعوام لحلها".
وأوضح أن المساعدات التي تقدمها الحكومة سواء المالية أو العينية لا تصل إلى كل الأسر المهجرة خصوصاً تلك التي تعيش خارج البلاد.
وأضاف أنه دعا الوزير المكلف بالنازحين والمهجرين لمناقشة موضوع النزوح، حيث قال: "نحن بحاجة لأن يقوم الوزير بمناقشة وتبني الإجراءات اللازمة والأكثر فعالية لحل هذه المشكلة الكبيرة لأن النازحين يعيشون في ظروف صعبة ومأساوية".
من جهتها، أفادت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين أن أكثر من 4.2 مليون عراقي غادروا بيوتهم منذ عام 2003 بسبب العمليات العسكرية والعنف الطائفي، وأن مليونين منهم لجؤوا إلى الدول المجاورة خصوصا ًسوريا والأردن في حين نزح الباقي إلى مناطق داخل العراق.
"