أفادت تقارير إعلامية محلية أن السلطات الباكستانية بدأت تحقيقات في بعض الادعاءات حول قيام المقاتلين الذين يديرون بعض المدارس الدينية في وادي سوات، شمال غربي باكستان، بتدريب وتجنيد الأطفال للقتال معهم.
ووفقاً لهذه التقارير، تقوم الشرطة حالياً باستجواب ستة متهمين بمثل هذه الجنايات.
وقد شهدت منطقة وادي سوات، التي تبعد حوالي 160 كلم شمال شرق بيشاور، عاصمة الإقليم الحدودي الشمالي الغربي، مواجهات ضارية بين المقاتلين من جهة والقوات الحكومية من جهة أخرى منذ شهر نوفمبر/تشرين الثاني 2007.
إلا أن اتفاقاً أُبرم في 21 مايو/أيار بين ممثلين عن المقاتلين ومسؤولين من الحكومة في الإقليم الحدودي الشمالي الغربي أفسح المجال لبعض الأمل في عودة السلام إلى المنطقة.
وأخبر شوكت سالم، منسق لجنة حقوق الأطفال التابعة لجمعية حماية حقوق الطفل، وهي منظمة غير حكومية مقرها إسلام أباد، شبكة الأنباء الإنسانية (إيرين)، أن تجنيد الأطفال شهد ارتفاعاً ملحوظاً في المنطقة.
القبض على مقاتلين أطفال
وأشار سالم إلى أن المتطرفين في وادي سوات استغلوا ما بين 20 إلى 30 طالباً من طلبة المدارس الدينية، تتراوح أعمارهم بين 7 و15عاماً، لتنفيذ بعض الهجمات. وقد قامت قوات الأمن باحتجاز هؤلاء الأطفال في سجن سوات.
ووفقاً لسالم، تحتجز الشرطة أيضاً ستة طلاب آخرين في منطقة كبل تحصيل بدعوى اشتراكهم في محاولة هجوم انتحاري.
وأشار سالم إلى قصة عابد، البالغ من العمر 12 عاماً، الذي قال بأنه أجبر على ارتداء سترة ملغمة لتنفيذ عملية انتحارية تستهدف محاكم الإقليم. ولكن السلطات ألقت القبض على عابد وهو الآن بين المحتجزين في سجن سوات.
من جهته، ذكر ميان افتخار حسين، وزير الإعلام بالإقليم الحدودي الشمالي الغربي، أن حكومة الإقليم ملتزمة بإنهاء المعاناة التي يتسبب بها المقاتلون في الإقليم".
المقاتلون الأطفال خارج الإقليم
وهذه ليست المرة الأولى التي يتم فيها الحديث في باكستان عن تجنيد الأطفال للقيام بهجمات انتحارية أو للخضوع للتدريب العسكري.
فقد تم مؤخراً اصطحاب بعض الصحفيين إلى مدينة سبينكاي في إقليم وزيرستان الريفي الواقع على الحدود المتوترة مع أفغانستان، وذلك مباشرة بعد قيام الجيش الباكستاني بتطهيره من المقاتلين.
وقد ذكر الصحفيون أنهم شاهدوا فيلم فيديو حول أولاد مراهقين يقومون بإعدام من يُعتَقد أنهم "أعداء" المقاتلين. في حين أظهرت صور أخرى فصلاً مدرسياً من الأولاد الذين يخضعون لتدريب قتالي.
وقبل بضعة أشهر، أخبر الطفل محمد جمشيد من لاهور شبكة الأنباء الإنسانية (إيرين) كيف أرسله والداه عندما كان يبلغ 15 سنة من العمر إلى مدرسة دينية في مدينة كاسور على الحدود الهندية الباكستانية. وجاء في قوله: "لقد كانت المعاملة قاسية للغاية. كنا نتعرض للضرب. كما أن بعض المقاتلين المعروفين قدموا إلى المدرسة لإقناع الطلاب للذهاب معهم من أجل الجهاد". وأضاف أن بعض الطلاب ذهبوا فعلاً مع علماء الدين ولكنه يجهل مصيرهم.
"