بعد مرور أكثر من ثلاثة أسابيع على إعصار نرجس الذي ضرب ميانمار وأودى بحياة 78,000 شخص تقريباً وترك ما يزيد عن 56,000 آخرين في عداد المفقودين، يحذر خبراء الصحة من ارتفاع نسبة أمراض الإسهال ما لم يتم التعجيل بتقديم المساعدات.
كما أشارت منظمات الإغاثة إلى أن موسم الأمطار الذي سيبدأ عما قريب قد يزيد من تفاقم انتشار أمراض الإسهال بما فيها الكوليرا والدوسنتاريا.
وأخبرت مورين بيرمينغهام، الممثلة القطرية بالإنابة لمنظمة الصحة العالمية بتايلاند، شبكة الأنباء الإنسانية (إيرين) في بانكوك أن هذه الأمراض هي واحدة من الأمور الخطيرة التي تقوم المنظمة بمراقبتها عن كثب.
وتفيد تقارير منظمة الصحة العالمية أن أمراض الإسهال كانت مستوطنة بميانمار قبل حدوث الإعصار، بالرغم من غياب أية أرقام دقيقة حول نسب العدوى.
وأشارت بيرمينغهام إلى أن مسؤولي الصحة بميانمار لا زالوا يدّعون إلى الآن بأن نسبة الإصابة لا تزيد عن النسبة العادية وبأنه لا يوجد أي انتشار وبائي لهذه الأمراض.
وفي محاولة منها لتخفيف المخاطر في هذا المجال، قامت منظمة الصحة العالمية و30 منظمة إنسانية أخرى تشكل المجموعة المكلفة بالصحة بإطلاق مبادرة ثلاثية المراحل تشمل المراقبة والعلاج والوقاية.
وفي هذا لإطار، تم إرسال 17 مسؤول مراقبة إقليمي، كانوا قد خضعوا للتدريب قبل الإعصار، إلى المناطق المتضررة لإنشاء مواقع لإصدار التقارير حول الموضوع.
وأشارت بيرمينغهام إلى أن نظام الإنذار المبكر هذا يعتبر الطريقة الأنجع لمراقبة الوضع وتعقب أية تغيرات مفاجئة. كما تركز منظمات الإغاثة الطبية على معالجة الأشخاص المصابين بالإسهال باستخدام الأملاح المضادة للجفاف.
من جهتها، قامت منظمة الصحة العالمية بتوزيع ثلاثة أطقم من المعدات الصحية تكفي كل منها لمعالجة 20,000 شخص لمدة ثلاثة أشهر، وأطقم معدات خاصة بالإسهال يكفي كل منها لمعالجة 100 حالة حادة و400 حالة متوسطة، بالإضافة لما يلزم لمعالجة 100 راشد وطفل من الدوسنتاريا.
وأشارت بيرمينغهام إلى أنه من بين الأمور التي تم التركيز عليها في البداية هو التأكد من وصول هذه المستلزمات إلى الأماكن المستهدفة لمعالجة الناس ... فالموظفون الطبيون المحليون على دراية تامة بكيفية معالجة هذه الأمراض لأنها مستوطنة بالمنطقة. أما الأمر الثاني فتمثل في وجوب متابعة ما إذا كانت هناك أية حالات إسهال".
علاوة على ذلك، تركز منظمة الصحة العالمية وشركاؤها على تقديم المياه النظيفة وتوفير الصرف الصحي لخفض مخاطر الإصابة بالمزيد من الأمراض.
مشاكل الوصول
غير أن منظمات الإغاثة التي تحاول الوصول إلى منطقة دلتا إيراوادي المتضررة لا تزال قلقة حيال احتمال حدوث أي انتشار وبائي لهذه الأمراض في المناطق التي يصعب الوصول إليها.
وكان سورين بيتسوان، الأمين العام لمنظمة اتحاد دول جنوب شرق آسيا (آسيان)، التي تتزعم جهود الإغاثة في المنطقة، قد أكد في أعقاب مؤتمر المانحين الذي عقد في ميانمار في 25 مايو/أيار التزام المنظمة بتسهيل جهود الإغاثة الدولية.
الصورة: الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر |
متطوعو الصليب الأحمر يحملون حاويات تخزين المياه على متن شاحنة. ويمكن للأسر أن تستعمل هذه المياه مع حبوب التعقيم للحصول على مياه الشرب |
وأضاف سورين أنه سيتم إرسال فرقة تقييم عاجلة من آسيان بعد خضوعها للتدريب في جاكرتا في 28 مايو/أيار.
وتقدر الأمم المتحدة أن أقل من نصف المتضررين من الإعصار البالغ عددهم 2.4 مليون شخص قد تمكنوا من الحصول على المساعدات الإنسانية الطارئة.
ومن المتوقع أن يساعد قرار الجنرال تان شوي بالسماح لعمال الإغاثة بدخول البلاد بعد مقابلته بان كي مون الأسبوع الماضي الفرق الطبية في الوصول إلى الأشخاص الأكثر تضرراً.
غير أن بعض منظمات الإغاثة على الأرض تشكو من أن السلطات تطلب إخطارها قبل يومين من عزمها الذهاب إلى منطقة الدلتا، ومن أن التصاريح التي تعطى لها تكون في العادة لفترة 24 ساعة فقط.
"