ينشغل هلا فون، الذي يعمل منسقاً لدى مؤسسة غراس روتس للتعليم والتنمية – وهي منظمة غير حكومية تتولى تعليم أطفال العمال المهاجرين من ميانمار إلى تايلاند، بمساعدة مهاجرين آخرين على التعامل مع التطورات التي أعقبت كارثة إعصار نرجس.
وقال هلا لشبكة الأنباء الإنسانية (إيرين): نقرأ الصحف ومواقع الأخبار الإلكترونية ونوزعها عليهم. الناس هنا غاضبون جداً، فهم يطالبون الحكومة بالسماح بدخول المساعدات الإنسانية الدولية إلى البلاد...وهم يترقبون".
وقد شعر فون نفسه بقلق كبير على أهله القاطنين في منطقة باغو التي تضررت كثيراً بسبب الإعصار. وعن ذلك قال: "كنت قلقاً للغاية. لم أتمكن من الاتصال بأي فرد من أفراد أسرتي أو حتى أصدقائي... كنت أشاهد السي إن إن وأطلع على أعداد الضحايا".
ولكن بعد مرور أيام على هذه الكارثة المدمرة، تمكن فون من الاتصال بصديق له في باغو وأخبره أن أسرته بخير.
وبالرغم من أن منطقة باغو تضررت كثيراً بسبب الإعصار، إلا أنها كانت بعيدة عن المد الطوفاني الذي أودى بحياة معظم الضحايا البالغ عددهم حتى الآن 30,000 قتيل.
ولكن حتى الآن لا يزال فون، شأنه في ذلك شأن كل البورميين القاطنين في الخارج، يعاني من هول الكارثة. ففي المصانع والمزارع ومواقع البناء التي تحيط بتايلاند، يراقب العمال البورميون المهاجرون والمنفيون السياسيون الكارثة والغضب والخوف يملآن قلوبهم.
والعديد منهم يشعر بغضب شديد لإصرار الحكومة على الحد من تدفق المساعدات الإنسانية الدولية إلى منطقة ترزح تحت هول كارثة تقدر الأمم المتحدة أنها أضرت بحياة بين 1.5 إلى 1.9 مليون شخص هم عرضة الآن لخطر الأمراض المنقولة عن طريق المياه.
إرسال المساعدات
من جهة أخرى، يحاول بعض المنفيين المساعدة عن طريق إرسال المال والبضائع عبر وسائل موثوقة أو حتى العودة إلى البلاد للمساعدة على الأرض.
وفي هذا الإطار، قال أيونغ نينغ أو، وهو محلل بورمي يعيش في تايلاند: "الكل يحاول المساعدة، سواء من داخل البلاد أو خارجها. الكل يحاول أن يقدم ما يستطيع، والناس يساهمون بأموالهم بتقديمها لبعض المنظمات. كما أن الطلبة البورميين الذي يدرسون في بريطانيا أو غيرها بدؤوا يعودون إلى ديارهم للمساعدة".
وأضاف أيونغ نينغ أو قائلاً: "الجيش فشل في أداء مهمته والأجانب لا يستطيعون الدخول إلى المنطقة ولذلك علينا المساعدة".
وتأوي تايلاند حوالي مليوني عامل مهاجر ولاجئ من ميانمار بالرغم من أن دلتا إيراوادي، التي تضررت أكثر من غيرها من المناطق، لا تشكل مصدراً أساسياً للمهاجرين المتجهين إلى تايلاند.
وقال هتو تشيت، مدير منظمة غراس روتس، أن المهاجرين المنتمين إلى أكثر المناطق تضرراً والعاملين في المنتجعات البحرية جنوب تايلاند قد عادوا إلى ميانمار للبحث عن أفراد أسرهم أو على الأقل لمعرفة أخبارهم. وأضاف قائلاً: "إنهم ذاهبون للمساعدة وهم يعتقدون أيضاً أنهم سيتمكنون من إحضار أسرهم إلى تايلاند".
غضب المهاجرين
ويجتهد المهاجرون البورميون العاملون في قطاع الأغذية البحرية بإقليم ساموت ساخون التايلاندي في جمع المساعدات وإرسالها إلى مواطنيهم.
الصورة: وكالة الأنباء الفرنسية /إيرين |
إحدى الناجين من الإعصار ترعى طفلها في خيمة مؤقتة مكسورة في كيوكتان التي تبعد حوالي 48 كلم جنوب شرق يانغون |
وأضاف أنه إلى الآن، جمعت منظمته ست شاحنات من الملابس والأطعمة المجففة وغيرها من مواد الإغاثة وستحاول إدخالها إلى البلاد وتوزيعها عبر شبكاتها الموثوقة.
بالإضافة إلى ذلك، يقوم الأكاديميون البورميون بترجمة المعلومات الخاصة بالتخلص من الجثث وتعقيم المياه وإدارة الكوارث إلى اللغة البورمية وإرسالها إلى منظمات محلية في المناطق المتضررة.
وقال وين مين، أحد المترجمين المنحدرين من مدينة بوغولاي المتضررة: "إننا نشعر بأكثر من الحزن والأسى عندما نرى كل هؤلاء المواطنين يعانون بهذا الشكل. إن الوضع رهيب للغاية وبشكل يفوق التصور".
"