في الوقت الذي يستعد فيه حلف شمال الأطلسي (الناتو) لتعزيز جهوده العسكرية في أفغانستان من خلال القمة التي ستنعقد يوم 3 أبريل/نيسان في بوخارست، حث كل من الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، وممثله الخاص في أفغانستان كاي إيدي الحلف على تبني سياسة شمولية وتنسيق أفضل بين جميع الأطراف المعنية للنجاح في هزم طالبان وإعادة الأمن للبلاد.
وأفادت بعثة الأمم المتحدة لتقديم المساعدة لأفغانستان (يوناما) أن بان كي مون وإيدي طالبا حلف الناتو بزيادة دعمه غير العسكري للحكومة الأفغانية حتى تتمكن من معالجة قضية التمرد بصورة أكثر فعالية والمساعدة في إعادة بناء البلاد.
وفي هذا الإطار، قال عليم صديقي، الناطق باسم اليوناما، لشبكة الأنباء الإنسانية (إيرين) في كابول: نحتاج لأكثر من الجهود العسكرية من أجل هزم التمرد. نحتاج لجهود تواصل سياسية وجهود تنمية وجهود مساعدة إنسانية، وبشكل عام نحتاج إلى المزيد من التعاون على المستوى الإقليمي".
وأضاف أنه "لا يمكن هزم التمرد أو فرض الأمن عبر الوسائل العسكرية فقط"، وأن على جميع الأطراف المعنية بجهود بناء الأمن والتنمية في أفغانستان، وخصوصاً الناتو والأمم المتحدة والحكومة الأفغانية، أن "تعزز روح التعاون" فيما بينها.
دور الناتو في العمليات الإنسانية
وبالإضافة إلى العمليات العسكرية التي يقوم بها الناتو من خلال التنسيق مع قوة المساعدة الأمنية الدولية (إيساف)، يدير الحلف فرق إعادة إعمار إقليمية في 26 إقليماً من أقاليم أفغانستان الأربعة والثلاثين. وقد قام في هذا الإطار بتنفيذ 7,500 مشروع تنمية، حسب تقرير صادر عنه في 1 أبريل/نيسان.
وفي الوقت الذي تنتقد فيه بعض منظمات الإغاثة التدخل المتزايد لقوات الناتو في العمليات الإنسانية وتعتبر ذلك سبباً رئيسياً في "تقلص المجال الإنساني" في أفغانستان، ترى اليوناما أن أفغانستان تحتاج إلى أكثر من الفصل التقليدي بين المساعدات الآتية من الجهات العسكرية والمساعدات التي تقدمها المنظمات المختصة.
وعن هذا الفصل، قال عليم: "نحتاج للتخلص من سيناريو 'الأبيض والأسود' والذي يكون فيه الجانب العسكري هو المسؤول فقط عن الأمن في حين يكون المجتمع الدولي والحكومة مسؤولين عن التواصل السياسي والتنمية".
غير أن بعض منظمات الإغاثة مثل أوكسفام أمريكا، العضو في منظمة أوكسفام الدولية، شددت على أن الجهات العسكرية يجب ألا تتدخل في العمليات الإنسانية وعمليات التنمية إلا إذا لم تكن هناك أية طريقة أخرى لسد الاحتياجات التي تهدد الحياة".
الخسائر المدنية
الصورة: عبد الله شاهين/إيرين |
تقول الأمم المتحدة أن هناك ضرورة لتعزيز النواحي غير العسكرية للناتو وإيساف |
وتفيد التقارير الأولية التي جمعتها اللجنة الأفغانية المستقلة لحقوق الإنسان أن نصف عدد الضحايا خلال السنتين الماضيتين لقوا حتفهم نتيجة الهجمات الجوية وغيرها من العمليات العسكرية التي تقوم بها القوات الدولية.
وقال صديقي أن بان كي مون وإيدي سيقومان خلال قمة بوخارست بالإعراب مرة أخرى عن قلق الأمم المتحدة بخصوص حماية المدنيين، وسيطالبان زعماء الناتو بتبني إجراءات أكثر قوة للحد من تأثير النزاع على المدنيين.
"