1. الرئيسية
  2. Middle East and North Africa
  3. Egypt

مصر: تدخين النارجيلة قد يتسبب في الإصابة بالسل

Water pipe smoking and the sharing of the pipe with someone with pulmonary TB can lead to a risk of TB transmission. Martina Fuchs/IRIN

بدأ تدخين النارجيلة (الشيشة) يشكل تهديداً للصحة العامة في مصر لأنه قد يعرض مدخنيها لانتقال عدوى السل نتيجة استخدام نفس الخرطوم من قبل عدة أشخاص وغياب الرقابة على طرق تحضيرها في المقاهي.

وفي هذا الإطار، قالت رانيا صيام، أستاذة علم الأحياء المجهري بالجامعة الأمريكية بالقاهرة أن أهم عوامل الخطر في الإصابة بعدوى السل هو الاختلاط عن كثب بأحد المصابين بالمرض. ولكنها أفادت أن تدخين النارجيلة وتقاسم الخرطوم مع مصاب بداء السل قد يؤدي إلى خطر انتقال العدوى كذلك وخصوصاً بين الشباب.

وأضافت قائلة: "تقوم بعض المحلات الراقية بتغيير القطعة التي تلامس الفم، ولكن ماذا عن الخرطوم نفسه وعن الماء؟ إذ يبقى الوعاء ممتلئاً بنفس الماء الذي تسكن فيه البكتيريا".

وتعزي تقديرات مكتب منظمة الصحة العالمية بالقاهرة 17 بالمائة من حالات الإصابة بالسل في شرق المتوسط لتدخين النارجيلة.

ووفقاً لآخر الإحصاءات الصادرة عن منظمة الصحة العالمية وصلت نسبة الإصابة بداء السل بمصر في عام 2005 إلى 31.6 إصابة لكل 100,000 شخص.

كما أوضح المكتب الإقليمي للمنظمة أن غياب المبادرات التي تهدف إلى السيطرة على داء السل أدى إلى سلوكيات صحية غير ملائمة أثرت على تشخيص المرض وعلاجه مما يستدعي وضع استراتيجيات جديدة للرعاية الصحية العامة.

إحصاءات وزارة الصحة

وأفاد عصام المغازي، مدير البرنامج القومي لمكافحة الدرن (السل) التابع لوزارة الصحة أن نسبة اكتشاف المرض في البلاد تصل إلى 70 بالمائة وأن نسبة نجاح العلاج تصل إلى 87 بالمائة.

في المقابل، أفاد أكيهيرو سيتا، مستشار داء السل بالمكتب الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية أن عدم اتباع المرضى لأنظمة العلاج الموصى بها وعدم التزام الأطباء بها يشكل تحدياً كبيراً ويساهم باستمرار انتقال العدوى.

وكانت منظمة الصحة العالمية قد أطلقت استراتيجية للقضاء على السل بمصر عام 2006. وتركز هذه الاستراتيجية على المعالجة القصيرة الأمد تحت الإشراف المباشر وتتكون من خمسة عناصر رئيسية هي: زيادة الالتزام السياسي وتعزيز وسائل التمويل وضمان استدامتها، والكشف عن الحالات باللجوء إلى تقنيات البكتريولوجيا مضمونة الجودة، وتوحيد مقرّرات العلاج والإشراف على المرضى ودعمهم، ووضع نظام للإمداد بالأدوية الناجعة وإدارتها، وتطبيق نظام للرصد والتقييم وتقدير الآثار.

دور المنظمات غير الحكومية

ويعمل البرنامج القومي لمكافحة الدرن مع عدد من المنظمات غير الحكومية لرفع الوعي حول هذا المرض خصوصاً عبر الإعلانات التي يتم بثها على قنوات التلفزيون ومحطات الراديو.

وقال المغازي: "نحاول إشراك كل مقدمي الرعاية الطبية بما فيهم المنظمات غير الحكومية ومؤسسات التأمين الصحي والسجون. وفي الوقت الذي يكون فيه التعاون جيداً في بعض القطاعات فإنه لا يكون بنفس الجودة في قطاعات أخرى. ولكننا نأمل أن نتمكن من تحسين التعاون عن طريق عقد اجتماعات توجيه ودورات تدريبية".

ولكن وفقاً لسيتا من منظمة الصحة العالمية، لا تساهم المنظمات غير الحكومية والمنظمات المجتمعية سوى بالقليل، مما يؤدي إلى "ضعف الوعي في المجتمعات حول المرض وانتشار سلوكيات الرعاية الطبية غير الملائمة".

سلالة جديدة

من جهتها، قالت أمل حسين من مكتب منظمة "إنقاذ الطفولة" بالمنيا، أن التحدي الكبير يتمثل في ظهور سلالة جديدة لبكتيريا السل في مصر خلال السنوات القليلة الماضية. وتتسبب هذه السلالة في تضخم الأمعاء والمعدة والعقد اللمفاوية والبطن ولا تتجاوب مع العلاج المعتاد بالمضادات الحيوية.

وأشارت رانيا صيام من الجامعة الأمريكية إلى "حصول كل مولود جديد في مصر على تطعيم ضد السل. ولكن السلالات الجديدة تقاوم هذا التطعيم ومضادات البكتيريا الموجودة في الأسواق. فالمشكلة تكمن في طبيعة بكتيريا السل التي تتحول من أجل البقاء".

ولذلك برزت حاجة لتطوير أنواع جديدة من اللقاحات والأدوية للحيلولة دون الإصابة بالأنواع الجديدة من البكتيريا، حيث قالت صيام: "يتم حالياً إجراء العديد من الأبحاث...من أجل تحديد الأنواع المنتشرة وإيجاد لقاح مناسب لمكافحة السلالات الجديدة".

الحد من استعمال النارجيلة

وأشارت مقالة نشرتها الأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال عام 2005، إلى ضرورة أن تقوم استراتيجيات الصحة العامة لمكافحة النارجيلة بالتركيز على تنفيذ قوانين جديدة للحد من شرائها واستعمالها وتوعية مدخني النارجيلة من المراهقين.

وتقوم منظمة الصحة العالمية حالياً بتنفيذ "مبادرة التحرر من التبغ" في مصر للحد من تدخين النارجيلة عبر تطبيق قوانين أكثر صرامة والتدخل للمساعدة في الإقلاع عن التدخين.

وللحد من انتقال السل عن طريق الهواء، تقترح صيام أن يتوقف المدخنون عن تدخين النارجيلة أو أن يحضروا عدة النارجيلة الخاصة بهم إلى المقاهي للتقليل من المخاطر الصحية التي قد يتعرضون لها. غير أن يحيى علي، الطالب في كلية الهندسة الميكانيكية بالجامعة الأمريكية، أشار إلى أن حجم النارجيلة يجعل نقلها أمراً غير عملي.

"
Share this article

Get the day’s top headlines in your inbox every morning

Starting at just $5 a month, you can become a member of The New Humanitarian and receive our premium newsletter, DAWNS Digest.

DAWNS Digest has been the trusted essential morning read for global aid and foreign policy professionals for more than 10 years.

Government, media, global governance organisations, NGOs, academics, and more subscribe to DAWNS to receive the day’s top global headlines of news and analysis in their inboxes every weekday morning.

It’s the perfect way to start your day.

Become a member of The New Humanitarian today and you’ll automatically be subscribed to DAWNS Digest – free of charge.

Become a member of The New Humanitarian

Support our journalism and become more involved in our community. Help us deliver informative, accessible, independent journalism that you can trust and provides accountability to the millions of people affected by crises worldwide.

Join