لم تعد معظم محطات الوقود في الأردن تبيع الوقود الذي يحتوي على الرصاص، وذلك إثر صدور قرار حكومي بالتحول إلى استعمال الوقود الخالي من الرصاص بهدف تحسين الصحة العامة.
ويقول خبراء الصحة أن التعرض القصير الأمد لمستويات عالية من الرصاص قد يؤدي إلى أضرار في الدماغ والكليتين، أما التعرض المزمن فيؤثر على الجهاز العصبي المركزي وضغط الدم والكليتين وقدرة الجسم على الاستفادة من فيتامين د". ويعتبر الأطفال بشكل خاص أكثر حساسية لتأثير الرصاص لأن أجسامهم تمتصه بشكل أسرع من البالغين، وفقاً للمختصين في المجال.
كما يشير برنامج الأمم المتحدة للبيئة إلى أن امتصاص الرصاص مرتبط بتدني مستويات الذكاء ونقص الانتباه ومشاكل في السلوك.
من جهتهم، أفاد مسؤولون في وزارة البيئة أن التحرك نحو وقف استعمال الوقود الذي يحتوي على الرصاص بدأ قبل عامين في إطار التزام الأردن بالمبادرة العالمية لوقف استعمال الرصاص في الوقود.
وفي هذا الإطار، قال عيسى الشبول، الناطق باسم وزارة البيئة: "توقف الأردن في بداية شهر مارس/آذار عن إنتاج البنزين العادي والتزمت جميع محطات الوقود بهذا القرار، الذي جاء كجزء من التزامنا باتفاقية الشراكة الخاصة بالوقود والمركبات النظيفة".
وكانت دول أخرى في المنطقة، من بينها سوريا ولبنان ومصر ودول الخليج الغنية بالنفط، قد انتقلت بشكل كلي إلى استعمال الوقود الخالي من الرصاص. وشرح الشبول تأخر الأردن في نهج نفس السياسة بقوله: "تأخرنا عن ركب معظم الدول لأسباب تقنية، ولكننا لحقنا بهم الآن".
وقد تزامن قرار التحول إلى الوقود الخالي من الرصاص مع إجراءات رفع أسعار البترول بنسبة 30 بالمائة.
حظر الاستيراد
وأوضح برنامج الأمم المتحدة للبيئة أن التحول للوقود الخالي من الرصاص يمهد الطريق لاستخدام تقنيات في المركبات تكون أقل ضرراً على البيئة مثل المحولات الحفازة، التي قد تساعد في تخفيض الإصدارات المضرة للمركبات بأكثر من 90 بالمائة.
وقال ياسين الخياط، المدير العام لمؤسسة المواصفات والمقاييس، أن الحكومة تحظر استيراد المركبات التي لا تحتوي على محول حفاز، حيث "تم إعطاء التعليمات لمسؤولي الجمارك برفض المركبات التي لا تحتوي على محولات مع بداية عام 2008".
علماء البيئة قلقون
ولكن لا يزال القلق يسيطر على بعض علماء البيئة، حيث قال أحمد الكوفحي، المدير التنفيذي لجمعية البيئة الأردنية أن مركب مثيل ثالثي بوتيل الإيثر (MTBE) الكيميائي الخطير، الذي يحول الوقود المحتوي على الرصاص إلى وقود خال من الرصاص قد يتسبب في الإصابة بالسرطان ويعرض البيئة والإنسان لأخطار جمة. كما أشار إلى أن المملكة تفتقر للبنية التحتية اللازمة للحيلولة دون تسرب هذه المادة السامة.
وجاء في قوله: "تعتبر هذه الإضافات مضرة كالوقود المحتوي على الرصاص إن لم تكن أكثر ضرراً. لقد حذرنا الحكومة من مغبة التحول إلى الوقود الخالي من الرصاص قبل تجهيز جميع محطات الوقود بالتكنولوجيا اللازمة لذلك".
وقد نفى المسؤولون في وزارة البيئة أن يتم استعمال أية بدائل، حيث أوضح الشبول أن "الإيثانول باهظ الثمن وغير متوفر إلا في عدد محدود من البلدان".
وكان الأردن قد اتخذ العديد من الإجراءات للحد من نسبة التلوث بما فيها تركيب أجهزة استشعار متصلة بالإنترنت لمراقبة إصدارات المركبات في المدن. كما أنشأ قسماً للشرطة البيئية لمراقبة تنفيذ القوانين البيئية التي صادق عليها البرلمان خلال العام 2007.
"