أفاد مسؤولون في قطاع الصحة أن ضعف تحكم الفلسطينيين في حدودهم يساهم نوعاً ما في الانتشار المحدود لمرض السل في الأرض الفلسطينية المحتلة.
أما في الدولة العبرية، فتحكم إسرائيل في كل نقاط العبور ونظامها الخاص بالكشف والعلاج يساعد في إبقاء نسبة انتشار المرض بحدود 5.7 إصابة لكل 100,000 شخص، حسب مسؤول في وزارة الصحة.
كما أن نظام التطعيم الذي يتم تطبيقه بصرامة في الأرض الفلسطينية المحتلة وسهولة الحصول على العقاقير المضادة للسل وانخفاض عدد الإصابات بفيروس نقص المناعة المكتسبة ومرض الإيدز تعتبر من بين أهم العوامل التي تساهم في انخفاض نسبة الانتشار.
ويعود الفضل كذلك في محدودية انتشار المرض إلى الجهود التي تبذلها وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأنوروا) مثل برامج التطعيم التي بدأت منذ الخمسينيات، إضافة إلى تعزيز هذه الجهود من قبل النظام الذي وضعته السلطة الفلسطينية مباشرة بعد إنشائها بقليل في التسعينيات.
من جهتها، أفادت وزارة الصحة الفلسطينية أن عدد المصابين يبقى منخفضاً بسبب غياب الهجرة إلى داخل الأرض الفلسطينية وقلة التواصل بين الفلسطينيين وسكان الدول التي تشهد نسباً عالية من انتشار السل.
وقد طعنت الوزارة في الأرقام الرسمية الصادرة عن منظمة الصحة العالمية لعام 2006، والتي أفادت بوجود 20 إصابة بالسل لكل 100,000 شخص، وقالت أن العدد الصحيح أقل من ذلك بكثير.
وفي هذا الإطار، قال أسعد الرملاوي من مديرية الطب الوقائي بوزارة الصحة أنه بالرغم من أن نسبة اكتشاف المرض لا زالت أقل مما ينبغي، إلا أنه لا يعتقد أن عدد الإصابات قد وصل إلى الأرقام المعلنة من قبل منظمة الصحة.
من جهته، قال أحد الأطباء المحليين العاملين في مجال الطب الوقائي: "نحتاج إلى تدريب المزيد من الأطباء للتمكن من اكتشاف حالات الإصابة بالسل".
الهجرة
وعلى خلاف الأرض الفلسطينية المحتلة، تستقبل إسرائيل مهاجرين من دول تشهد ارتفاعاً في نسب الإصابة بالسل مثل إثيوبيا.
وأفاد دانييل شيم توف، من وزارة الصحة الإسرائيلية، أن الوزارة تتبع إجراءات صارمة لمراقبة مرضى السل والأشخاص المعرضين للعدوى. وقد مكنتها هذه الإجراءات من تقديم العلاج الوقائي، خصوصاً أنها لم تقم بتطبيق برامج للتطعيم.
وكان تدفق الأفارقة الباحثين عن اللجوء في إسرائيل قد زاد من عدد الإصابات بداء السل، إلا أن شيم توف أوضح أن الدولة مستمرة في تقديم الفحص والكشف المجاني للجميع بما في ذلك اللاجئين الذين لا يحملون أية وثائق.
"