أفادت جمعية الإصلاح الاجتماعية الخيرية، وهي منظمة غير حكومية محلية تدير مركزيين صحيين في جنوب اليمن، أن التدفق المتزايد للاجئين الأفارقة يشكل ضغطاً كبيراً على الخدمات التي تسعى لتقديمها لهم.
ويقع المركز الصحي الأول الذي تديره الجمعية في مخيم خرز للاجئين في محافظة لحج، أما الثاني فيقع في عدن التي تأوي أكثر من 15,000 لاجئ إفريقي، معظمهم من الصومال.
وفي هذا الإطار، أخبر الأمين العام للجمعية، نضال باحويرث، شبكة الأنباء الإنسانية (إيرين) أن التدفق المستمر للاجئين الأفارقة إلى الجنوب يثيرالقلق، حيث قال: منذ بداية 2008، بدأ اللاجئون يشكلون ضغطاً كبيراً على الخدمات الصحية التي نقدمها. ففي مخيم خرز، لم تعد التسهيلات الموجودة في العيادة كافية، إذ يوجد لدينا ثلاثة أطباء فقط ومختبر صغير للتحاليل وغرفة لخدمات الأمومة".
كما أشار إلى أن المركز الصحي الموجود بخرز كان فيما قبل يستقبل 3,000 لاجئ شهرياً ولكنه يستقبل اليوم 6,000 لاجئ تقريباً.
الاتفاق مع مفوضية الأمم المتحدة للاجئين
ولدى جمعية الإصلاح الاجتماعية الخيرية اتفاق مع مكتب المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في اليمن يقضي بتقديمها خدمات صحية للاجئين في مخيم خرز وحي البساتين (في عدن).
وفي 11 مارس/آذار، وقعت الجمعية اتفاقاً مع المفوضية تحصل بموجبه الجمعية على مبلغ 74 مليون ريال (مايعادل 370,000 دولار) بهدف تمويل عملياتها لعام 2008.
وأوضح باحويرث أن هذا يشكل زيادة بنسبة 30 بالمائة ولكنه قال: "طلبنا من المفوضية رفع الميزانية بنسبة 60 بالمائة بسبب الزيادة المستمرة في عدد اللاجئين"، مشيراً إلى أن الميزانية السنوية كانت في حدود 54 مليون ريال (أي ما يعادل 270,000 دولار).
وبالرغم من زيادة الميزانية، ولكن تحديات كبيرة مازالت تواجه الجمعية، وفقاً لباحويرث، الذي قال: "يتوافد ما بين 200 و300 لاجئ إفريقي أسبوعياً إلى المخيم في الجنوب...وعلينا أن نفتح لهم ملفات طبية بعد أن نجري لهم الفحوصات...فالبعض منهم يعاني من جروح بسبب المهربين".
وتقدم الجمعية الأدوية بالمجان للاجئين بمن فيهم أولئك الذين يعانون من أمراض مزمنة مثل السكري وارتفاع ضغط الدم ومشاكل القلب. ويتم تحويل الحالات الصعبة للمستشفيات الكبرى في لحج وعدن. ومن بين الأمراض المنتشرة بين اللاجئين داء السل والملاريا والإسهال وسوء التغذية.
المزيد من الوافدين
وكانت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين قد أفادت في 4 مارس/آذار أن 8,713 إفريقياً وصلوا إلى جنوب اليمن على متن 182 مركب تهريب خلال الشهرين الأولين من عام 2008. وقد توفي 113 مهاجراً على الأقل في عرض البحر في حين لا يزال 214 مهاجراً آخر في عداد المفقودين. وهذا ارتفاع كبير إذ ما قورن بالشهرين الأولين من عام 2007 حيث وصل 2,946 مهاجراً إفريقياً فقط.
وعزت المفوضية "الزيادة في عدد الوافدين هذه السنة جزئياً إلى إتباع المهربين طرقاً جديدة في التهريب. ففي نهاية 2007، بدأ المهربون بنقل المهاجرين – وخصوصاً الصوماليون منهم- عبر البحر الأحمر من جيبوتي. وقد سلك 700 صومالي تقريباً هذه الطريق في العام 2007".
"