1. الرئيسية
  2. Middle East and North Africa
  3. Lebanon

عابد عكاوي، لبنان لم أستطع دفع الفاتورة بأكملها، فمنعوا زوجتي من مغادرة المستشفى""

Abed Akkawi, a 25-year-old Syrian, had been living in Lebanon for seven years when his wife fell ill. Hugh Macleod/IRIN

يعاني القطاع الصحي في لبنان من انقسام شأنه في ذلك شأن الساحة السياسية في البلاد. كما أنه بدأ يشهد عملية خصخصة منذ نهاية الحرب الأهلية (1975-1990) مما جعل أسعار الخدمات العلاجية الأساسية خارج قدرة العديد من المواطنين.

ووفقاً لتقرير صادر عن الحكومة اللبنانية بالتعاون مع منظمة الصحة العالمية في شهر ديسمبر/كانون الأول 2007، يبلغ عدد الأسرّة المشغولة 300 سرير فقط من بين أكثر من 1,500 سرير موجود في المستشفيات الحكومية. وعلى سبيل المقارنة، يوجد في لبنان 175 مستشفىً خاص يعمل فيها حوالي 14,500 سرير. كما يُعتقد بأن هذه المستشفيات تحتوي على مرافق أكثر تقدماً وتوفر مستوىً أعلى من الخدمات الصحية.

الحالة الأولى

وهي حالة عابد عكاوي، السوري البالغ من العمر 25 عاماً، والذي كان يعيش في لبنان منذ سبعة أعوام عندما مرضت زوجته. ويحكي عبد قصته قائلاً:

كانت زوجتي وفاء تعاني من مغص شديد في بطنها فأخذتها إلى مستشفى الحريري للخضوع للفحص والتحليل. مكثت في المستشفى لثلاثة أيام وقد وصلت فاتورة إقامتها - بدون تقديم علاج - إلى 400 دولار، أي ما يعادل دخلي الشهري. وبالرغم من ذلك، قمت بتسديدها.

وبعدها قالوا لي أن وفاء لم تكن بحاجة إلى أي علاج وأخرجوها من المستشفى. فأخذتها إلى مستشفى الساحل بالضاحية الجنوبية حيث أعادوا فحوصات الأشعة وقالوا هناك أنها تحتاج إلى جراحة. ولكنهم طلبوا دفع مبلغ مقدم وصلت قيمته إلى 1,500 دولار. وتمكنت من تدبر 630 دولاراً من بعض الأصدقاء وأجرى لها الأطباء الجراحة.

ولأنني لم أتمكن من دفع المبلغ بالكامل، لم يسمحوا لزوجتي بالخروج من المستشفى. فعرضت أن أعمل لديهم بالمجان ولكنهم رفضوا ذلك أيضاً. فأبقوها لديهم لثلاثة أيام وضغطوا علي لدفع باقي المبلغ. وكان كل يوم إضافي في المستشفى يكلف مئات الدولارات.

وفي النهاية، أخبرت السلطات بأنني طلقت زوجتي لأنني كنت أعرف أنها الطريقة الوحيدة التي ستمنعهم من متابعتي. وبعدها سمح المستشفى لوفاء بالمغادرة وعادت إلى سوريا وطلبت الطلاق. لا زلت أدين بالمال للناس من جراء هذه الحادثة".

الحالة الثانية

وهي حالة وميض الكاظم، وهو طالب لجوء عراقي يبلغ من العمر 32 عاماً دخل فجأة في غيبوبة أثناء نومه عام 2005. ويحكي صديقه، صلاح الدين عزاوي، الصعوبات التي واجهها في محاولته لتأمين العلاج له قائلاً:

"لم يرغب وميض أبداً في العودة إلى العراق. كان لديه مشروع جيد وهو عبارة عن محل لغسل الملابس وكان يتمتع بصحة جيدة. لم أعرف يوماً أنه يعاني من مشاكل صحية. تحدثنا حتى وقت متأخر في إحدى ليالي الصيف الماضي وأذكر أنني سمعته يشخر، وفي صباح اليوم التالي كان قد دخل في غيبوبة.

لم يكن أي منا يملك تأميناً صحياً لأن ذلك يتطلب أن يكون لدينا حساب بنكي وبما أن العراقيين في لبنان لا يعتبرون مقيمين شرعيين، فلم نتمكن من فتح حساب في البنك. فأخذناه مباشرة إلى مستشفى بهمن في حارة حريك [الواقعة في المنطقة الجنوبية التي يسيطر عليها حزب الله]، وهو مستشفىً يملكه المرجع الشيعي محمد حسين فضل الله.

وكان وميض قد وفر بعض المال، حوالي 1,300 دولار، فقمنا بدفعه في اليوم الأول الذي دخل فيه المستشفى. كما جمع أصدقاؤه كل ما استطاعوا من أموال (وصلت إلى 2,700 دولار)، فدفعناها مقابل إبقائه على أجهزة المحافظة على الحياة. كان ذلك مكلفاً جداً. وسألنا أتباع فضل الله إذا كان بإمكانهم تقديم بعض الدعم فأعطونا تخفيضاً بنسبة 20 بالمائة.

وجاء أخو وميض من العراق إلى لبنان ولكن ذلك استغرقه شهرين تقريباً. وكان وميض على أجهزة الحفاظ على الحياة لمدة 60 يوماً عندها وقد كلف ذلك 25,000 دولار. لم يكن بوسعنا سداد هذا المبلغ حتى مع تخفيض 20 بالمائة، فلجأنا إلى الكنيسة المارونية بمنطقة الحمراء ببيروت لطلب المساعدة. وقد سددت الكنيسة كل المبلغ المتبقي الذي وصل إلى 16,000 دولار وقامت بتدبير سيارة إسعاف لإعادة وميض وأخيه إلى بغداد.

وفي اليوم التالي بعد وصوله إلى العراق توفي وميض.

"
Share this article

Get the day’s top headlines in your inbox every morning

Starting at just $5 a month, you can become a member of The New Humanitarian and receive our premium newsletter, DAWNS Digest.

DAWNS Digest has been the trusted essential morning read for global aid and foreign policy professionals for more than 10 years.

Government, media, global governance organisations, NGOs, academics, and more subscribe to DAWNS to receive the day’s top global headlines of news and analysis in their inboxes every weekday morning.

It’s the perfect way to start your day.

Become a member of The New Humanitarian today and you’ll automatically be subscribed to DAWNS Digest – free of charge.

Become a member of The New Humanitarian

Support our journalism and become more involved in our community. Help us deliver informative, accessible, independent journalism that you can trust and provides accountability to the millions of people affected by crises worldwide.

Join