1. الرئيسية
  2. Asia
  3. Pakistan

باكستان: الناس يواجهون أوقاتاً صعبةً إثر اغتيال بوتو

On 27 July 2007, 13 people were killed by a suicide bomber in Islamabad's busy Aapara market district, just a stone's throw away from the recently besieged Red Mosque, which was stormed by security forces after a week-long siege. David Swanson/IRIN

جاء العنف، الذي اجتاح باكستان إثر اغتيال رئيسة الوزراء الباكستانية السابقة بنازير بوتو في مدينة روالبندي مساء يوم 27 ديسمبر/كانون الأول، ليذكر الجميع بالفوضى العارمة التي قد تُلحِقها الاضطرابات السياسة بحياة المواطنين.

فحتى في الوقت الذي كان جثمان بينازير بوتو، رئيسة حزب الشعب الباكستاني المعارض، يوارَى التراب في 28 ديسمبر/كانون الأول في قرية نوديرو، مسقط رأسها، لم تتوقف التقارير حول استمرار الاضطرابات في جميع أرجاء البلاد. وكانت الحادثة الأسوأ قد حصلت في إقليم السند حيث تم إحراق ثلاثة قطارات على الأقل وأضرِمت النيران في العشرات من المباني الحكومية. كما وردت أنباء عن حدوث أعمال عنف متفرقة في العديد من المدن في مختلف أرجاء البلاد. ولا تزال حدة التوتر عالية في جميع مناطق البلاد.

وفي هذا الإطار، قالت أسماء كاظم، وهي معلمة تبلغ من العمر 31 عاماً وأم لأربعة أطفال تعيش في منطقة مالير بكراتشي التي تعتبر معقلاً لحزب الشعب الباكستاني المعارض: من الصعب جدا العيش في كراتشي. ينتابني رعب شديد من أن تصيبني رصاصة طائشة أو أن تتعرض أسرتي لأي هجوم ناري".

وكانت أصوات إطلاق الرصاص تتردد في الأجواء خارج بيتها وهي تتحدث إلى شبكة الأنباء الإنسانية (إيرين) على الهاتف الجوال. وخلال يوم 28 ديسمبر/كانون الأول اهتاجت الجماهير في أنحاء المدينة وتم التبليغ عن ستة وفيات على الأقل. وكانت كراتشي قد شهدت أعمال عنف سياسية وطائفية وعرقية على مدى العقود القليلة الماضية مما أعطاها سمعة "علبة الثقاب" التي يسهل إشتعالها.

وفي المقابل، أثتثت الأحداث الماضية أن خدمات الطوارئ الباكستانية غير مؤهلة للتعامل مع الأزمات. فسيارات الإسعاف الحكومية والتابعة للمؤسسات الخيرية تجوب شوارع كراتشي في الوقت الحالي دون أن تكون هناك أية خطة عمل واضحة.

المستشفيات في حالة تأهب قصوى

يقول سهيل علي، وهو أحد متطوعي جمعية الهلال الأحمر الباكستاني الذي يبذل جهوداً كبيرة لضمان حصول المصابين بكراتشي على المساعدة اللازمة :" إننا نقوم بكل ما نستطيع القيام به لتقديم المساعدة، ولكننا لم نتلق أية أوامر".

وتم وضع مستشفيات المدينة في حالة تأهب قصوى كما تم نشر سيارات الإطفاء في مناطق عديدة من المدينة. غير أن المواطنين يرون أن هذه الإجراءات قد سبق وأثبتت عدم جدواها خلال الأزمات الماضية.

وفي هذا الإطار، يقول رضى أحمد، وهو طالب طب يبلغ من العمر 25 عاماً: "أذكر المشاهد التي كانت تعم مستشفيات كراتشي عندما تسبب هجوم انتحاري على مسيرة كانت تقودها بنازير بوتو في أكتوبر/تشرين الأول 2007 في مقتل 130 شخصاً. فقد عمت الفوضى ساعتها ولم يكن الطاقم الطبي مدرباً للتعامل مع حالات الصدمات المشابهة".

وتحسباً لتفاقم الوضع الأمني، قامت السلطات في كراتشي باستدعاء الجيش ونشر القوات على الطرقات.

إقفال الأسواق

تم إلغاء الامتحانات بالجامعات والمدارس في كافة أنحاء البلاد بسبب حالة عدم الاستقرار التي عمتها. كما تم إقفال الأسواق ولوحظ اختفاء المواصلات العامة من الطرقات. ويزداد الوضع سوءاً في مدن السند، حيث اشتعلت النيران في مدينة حيدرأباد وهي ثاني أكبر مدينة بالإقليم، كما انقطع التيار الكهربائي لساعات ولم يتمكن الناس في بعض الحالات من مغادرة بيوتهم منذ مساء يوم 27 ديسمبر/كانون الأول.

ويقول عباس حسين، وهو ميكانيكي سيارات يعمل في المدينة: "شربنا شاي الإفطار من دون حليب. حتى الأطفال لم يتمكنوا من الحصول على حصتهم لأن الخروج من المنزل أصبح يشكل خطراً كبيراً". أما جاره، قمر سليمان فيخشى أن "تزداد الأمور سوءا مثلما وقع في إقليم السند من قبل".

التوترات العرقية

هناك تخوفٌ شديدٌ من أن تأخذ أعمال العنف منحىً عرقياً خطيراً. حيث ينظر أهالي السند وغيرهم من أهالي الأقاليم الصغيرة إلى إقليم البنجاب، وهو أكبر إقليم بالبلاد، على أنه يهدد مصالحهم ويمارس عليهم ضغوطا اقتصادية وهيمنة سياسية كبيرة.

وكانت حالة عدم الاستقرار قد ظلت تجتاح إقليم السند وإقليم بلوشستان المجاور له لسنوات. ويخشى البعض أن يتسبب الاغتيال الذي تعرضت له بنازير بوتو المنحدرة من السند في إحدى كبريات المدن بالبنجاب في تفاقم الأوضاع. ويشير البعض بأصابع الاتهام في مقتل بوتو إلى شخصيات سياسية في البنجاب. إذ يقول فريد علي، وهو أحد مناصري حزب الشعب الباكستاني بلاهور: "سبق وذكرت بنازير أن هؤلاء الأشخاص يتربصون بحياتها. من الممكن أن يكونوا فعلا متورطين في موتها". في حين أن الناطق باسم حزب الشعب الباكستاني المعارض، فرحة الله بابار، أخبر شبكة الأنباء الإنسانية (إيرين) أنه "يستحيل التكهن الآن حول المتورطين في مقتل بنازير".

عام عنيف

يأتي مقتل بنازير في نهاية سنة طغى عليها العنف في باكستان، حيث أدت موجة من التفجيرات الانتحارية التي يعتقد بأنها من توقيع مقاتلي طالبان إلى مقتل أكثر من 300 شخص وإصابة العديد بجروح. ومن المتوقع أن تتسبب حالة عدم الاستقرار التي أعقبت مقتل بنازير بوتو، بالإضافة إلى عدم التأكد مما إذا كانت الانتخابات المقرر تنظيمها في 8 يناير/كانون الثاني ستتم في الوقت المحدد لها، في تفاقم الوضع القائم.

ويقول شوكت مسيح، وهو عامل يبلغ من العمر 40 عاماً:" ًكان والدي مريضا ويعاني من آلام في الصدر هذا الصباح، ولكنني لم أتمكن من نقله إلى المستشفى لعدم توفر المواصلات العامة وعدم امتلاكي لسيارة خاصة". ويواجه آخرون غيره في مختلف أنحاء البلاد صعوبات مماثلة في الوقت الذي لا يبدو فيه أن هذه الأزمة التي هزت باكستان قد شارفت على نهايتها.

"
Share this article

Get the day’s top headlines in your inbox every morning

Starting at just $5 a month, you can become a member of The New Humanitarian and receive our premium newsletter, DAWNS Digest.

DAWNS Digest has been the trusted essential morning read for global aid and foreign policy professionals for more than 10 years.

Government, media, global governance organisations, NGOs, academics, and more subscribe to DAWNS to receive the day’s top global headlines of news and analysis in their inboxes every weekday morning.

It’s the perfect way to start your day.

Become a member of The New Humanitarian today and you’ll automatically be subscribed to DAWNS Digest – free of charge.

Become a member of The New Humanitarian

Support our journalism and become more involved in our community. Help us deliver informative, accessible, independent journalism that you can trust and provides accountability to the millions of people affected by crises worldwide.

Join