1. الرئيسية
  2. West Africa
  3. Guinea

ثغرات في سياسة الإجلاء الطبي تبطيء استقطاب المتطوعين

IFRC health worker in a PPE in their Ebola treatment centre outside of Kenema (October 2014) Anna Jefferys/IRIN
IFRC health worker in a PPE in their Ebola treatment centre outside of Kenema (October 2014)

على الرغم من أن احتواء أزمة فيروس الإيبولا في غرب أفريقيا يحتاج لأكثر من 5,000 فرد من العاملين الدوليين في مجال الرعاية الصحية والموظفين المساعدين، إلا أن الأطباء والممرضين والمستجيبين لحالات الطوارئ يقولون أن حالة عدم اليقين بشأن ما يمكن أن يحدث في الميدان إذا أصيبوا بالفيروس تبطئ عملية استقطاب المزيد من الموظفين.

وفي الشهر الماضي، حذرت SOS إنترناشيونال، وهي الشركة الرائدة في مجال تقديم المساعدة الطبية الدولية التي تقوم بشكل دوري بعمليات الإجلاء الطبي، في بيان لها أنها قد لا تستطيع استيعاب المصابين بفيروس الإيبولا. وجاء في البيان أن "عمليات الإجلاء الدولي للمرضى الذين يعانون من أعراض سريرية نشطة لفيروس الإيبولا محدودة للغاية وقد لا تكون قابلة للتحقيق إذا كان المرضى يعانون من أعراض عدم التحكم في سوائل الجسم مثل القيء والإسهال أو النزيف".

وصرح الجنرال جيم ووكر، نائب مدير البرامج الدولية في منظمة ساماريتانز بيرس الخيرية، وهي منظمة إنسانية دينية، لشبكة الأنباء الإنسانية (إيرين) أن العديد من المتطوعين المحتملين قد بدؤوا يترددون في الانضمام إلى هذه الجهود بسبب صعوبة الإجلاء الطبي والمسائل اللوجستية الأخرى. وقال ووكر أن "كل هذه القيود تحد من قدرتنا على التوظيف".

والصعوبات لا تقتصر على الإجلاء الطبي فقط، فهناك الأمور اللوجستية الأساسية أيضاً.

وأضاف ووكر أن "الرحلات صعبة، والرحلات إلى الخارج أصعب". فهناك عدد قليل من شركات الطيران التي تسيّر رحلات من وإلى غينيا وليبيريا وسيراليون، مما يشكل صعوبة في نقل الناس من وإلى المنطقة. وغالباً ما يتم حجز الرحلات إلى الخارج قبل موعدها بأسابيع.

ولربما كان باستطاعة موريس جيري حجز مقعد في إحدى تلك الرحلات المتجهة إلى هناك إذا كانت الظروف مختلفة. والجدير بالذكر أن جيري هو خبير في الشؤون اللوجستية، يتمركز حالياً في البيرو، وقد عمل في مجال العمل الإنساني لسنوات عديدة. وسافر إلى هايتي بعد زلزال عام 2010 وعمل في سيراليون خلال فترة تفشي وباء الكوليرا في عام 2012.

وبمجرد أن سمع عن انتشار وباء الإيبولا في سيراليون، أراد أن يذهب على الفور، إذ لا يزال لديه الكثير من الأصدقاء في سيراليون إضافة إلى كونها المكان الذي التقى فيه بزوجته، التي تعمل في مجال الإنساني أيضاً.

وفي هذا الصدد، قال جيري لشبكة الأنباء الإنسانية (إيرين): "كل بضعة أيام أقرأ الأخبار وأفكر حقاً في الذهاب إلى هناك". ناقش جيري الأمر هو وزوجته وقررا عدم الذهاب لأسباب مهنية وشخصية كثيرة، ولكن مسألة الإجلاء الطبي كانت إحدى العوامل وراء هذا القرار.

وأضاف جيري "أرى أنه ينبغي عليّ الذهاب، لكنني أعتقد أن لدى زوجتي رأياً آخر حول هذا الموضوع، لاسيّما في ظل عدم وجود تأمين يغطي عملية الإجلاء الطبي...الإجلاء الطبي هو العامل الحاسم في الذهاب من عدمه بالنسبة لها".

ويرى جيري، بالطبع، أن فيروس الإيبولا يشكل خطراً. ولكن ماذا عن الأمور الطبية الأخرى؟ ماذا عن المشكلات العادية واليومية والمعيشة-في دولة نامية؟ ماذا لو أصيب المرء بالملاريا الدماغية أو عدوى موهنة؟ ماذا لو تعرض لكسر في ذراعه أو ساقه؟ ثم تساءل: "هل سيقومون بإجلاء الشخص أم سيقولون له،' لا، إنها دولة يتفشى فيها فيروس الإيبولا؟'"

ثغرة حاسمة

وهذه ثغرة حاسمة لم يجد المستجيبون حتى الآن حلاً لكيفية علاجها. وتعليقاً على ذلك قال جيري أنه "من الصعب أساساً إقناع الموظفين بالذهاب إلى هذه المناطق، ووجود هذه الثغرة الإضافية يجعل الأمر أكثر صعوبة".

أما بالنسبة لووكر الذي يعمل مع منظمة ساماريتانز بيرس فإن الإجابة واضحة، حيث قال لشبكة الأنباء الإنسانية (إيرين): "نحن ملتزمون كمنظمة بإعادة [المتطوعين] إلى أوطانهم". وتجدر الإشارة إلى أن الدكتور كينت برانتلي، وهو أول أميركي يصاب بفيروس الإيبولا، كان يعمل في عيادة تابعة لمنظمة ساماريتانز بيرس في ليبيريا عندما أصيب بالفيروس في شهر يوليو.

وأوضح ووكر أنه لم تكن هناك إجراءات واضحة يمكن اتباعها خلال أول عملية إجلاء هناك، مضيفاً أنهم "كانوا يبتكرونها مثل هذه الإجراءات أثناء العمل".
ولم يكن أياً منها سهلاً حيث قال ووكر: "عندما يكون لديك مريض بفيروس الإيبولا، تكون لديك قيود كبيرة".

ويجب أن يوجد بالطائرة غرفة عزل ووحدة لإزالة التلوث للفريق الذي يقوم بعلاج برانتلي أثناء الرحلة. وقد قامت بعض الدول بتقييد مجالها الجوي أيضاً، وهو الأمر الذي ساهم في تعقيد الرحلة وإطالة مدتها.

وتُقدر تكلفة رحلة الطائرة الأكثر ملائمة للقيام بهذه الوظيفة، "طائرة فينيكس" التي نقلت برانتلي والعديد من المرضى الأمريكيين والأوروبيين الآخرين المصابين بالإيبولا، حوالي 200,000 دولار للرحلة الواحدة. وقال ووكر أن وثيقة التأمين الخاصة بمنظمة ساماريتانز بيرس سوف تغطي هذه التكلفة، لكنه لن يأخذ هذه الحقيقة كأمر مسلم به.

استثناء فيروس الإيبولا من وثائق التأمين

وقال ووكر "هناك تحركات تجري على قدم وساق...حيث تبحث شركات التأمين استثناء فيروس الإيبولا من التغطية". ومثل هذه الاستثناءات سوف تحد من تغطية عمليات الإجلاء المتصلة بفيروس الإيبولا.

وهذا الأمر هو ما تواجهه بالفعل "سيم" SIM، منظمة تبشيرية صغيرة في الولايات المتحدة.

وقال جورج سلوم، نائب الرئيس للشؤون المالية والعمليات في منظمة سيم الأمريكية: "إننا نبحث في السوق عن وثائق تأمين لا تستثني عمليات إجلاء المصابين بفيروس الإيبولا" من أجل تغطية المزيد من المتطوعين.

ولكن الكثير من شركات التأمين التي بحث عنها حتى الآن ترفض تغطية عمليات الإجلاء في البلدان الأكثر تضرراً من تفشي فيروس الإيبولا.

وقد اضطرت منظمة "سيم" الأمريكية إجلاء اثنين من متطوعيها من ليبيريا في الأشهر القليلة الماضية: نانسي ريتيبول ثم الدكتور ريك ساكرا. وبعد أسابيع من المفاوضات، علمـت أن شركة آيتنا للتأمين التي تتعامل معها، سوف تغطي تكلفة إحدى عمليتي الإجلاء، لكنها لا تزال بانتظار تغطية الحالة الثانية. وتعليقاً على هذا، قال سلوم لشبكة الأنباء الإنسانية (إيرين): "إنها قضية خطيرة بالنسبة لنا لأنها تكلف مئات آلاف من الدولارات" لكنه لم يحدد كم ستكلف بالضبط. وأضاف سلوم "في الواقع إذا لم تغطي أي شخص، فسوف يتعين علينا إعادة تقييم [وجودنا في ليبيريا] ...لأنه لا يمكننا أن نتحمل هذه المسؤولية".

وقال سلوم أن منظمته لا تستطيع قبول عدد كبير جداً من المتطوعين بسبب هذه العوامل غير المعروفة. مع ذلك يرى لوم أن هناك بارقة أمل، فقد تعهد البنك الدولي بتقديم مبلغ 100 مليون دولار أخرى لإنشاء مركز لاستقطاب وتدريب العاملين في مجال الرعاية الصحية على الاستجابة للأزمة.

وفي الشهر الماضي أعلن الملياردير بول ألن الخبير في مجال التكنولوجيا، على سبيل المثال، أنه تبرع بمبلغ 100 مليون دولار لمكافحة انتشار الفيروس، بما في ذلك أموال لتمويل تطوير وحدتين لاحتواء الفيروس، سيتم استخدامهما لعمليات الإجلاء الطبي. كما أطلقت المؤسسة أيضاً منحة مماثلة بمبلغ 2.5 مليون دولار بهدف تقديم مساعدات مالية للمنظمات التي تحتاج إلى المساعدة في دفع تكاليف عمليات الإجلاء. وعلى الرغم من تدشين الموقع الإلكتروني لصندوق الإجلاء الطبي للحالات المصابة بالإيبولا في 23 أكتوبر، إلا أنه لم يجمع حتى 6 نوفمبر، سوى 22,533 دولاراً للحصول على المنحة المماثلة.

وقال: "هناك أفراد مستعدون لتغطية تكاليف] عمليات الإجلاء الطبي [...نحتاج فقط إلى بعض التنسيق وهذا لم يحدث بعد".

jkl/jl/cb-kab/dvh

"
Share this article

Get the day’s top headlines in your inbox every morning

Starting at just $5 a month, you can become a member of The New Humanitarian and receive our premium newsletter, DAWNS Digest.

DAWNS Digest has been the trusted essential morning read for global aid and foreign policy professionals for more than 10 years.

Government, media, global governance organisations, NGOs, academics, and more subscribe to DAWNS to receive the day’s top global headlines of news and analysis in their inboxes every weekday morning.

It’s the perfect way to start your day.

Become a member of The New Humanitarian today and you’ll automatically be subscribed to DAWNS Digest – free of charge.

Become a member of The New Humanitarian

Support our journalism and become more involved in our community. Help us deliver informative, accessible, independent journalism that you can trust and provides accountability to the millions of people affected by crises worldwide.

Join