حثت منظمات الإغاثة والسلطات المحلية حوالي 1,000 شخص من الفقراء الذين يعيشون على المنحدرات الحادة لجبال بداخشان شمال شرق أفغانستان على مغادرة ديارهم مخافة تعرضهم للموت بسبب انجراف التربة وانهيار الثلوج.
وكانت جمعية الهلال الأحمر الأفغاني والأمم المتحدة والحكومة المحلية قد أجرت مسحاً مشتركاً أظهر بأن النشاط الزلزالي في المنطقة يتسبب في خلق هوة كبيرة وسط جبل سيا شاخ في منطقة باتاش بمدينة فايزأباد، عاصمة إقليم بداخشان. ويُخشى أن يتسبب هذا التحرك في زحزحة أحجار كبيرة قد تلحق أضراراً جسيمة بالمناطق السكنية أسفل الجبل.
وفي هذا السياق، قال محمد عثمان أبوذر، رئيس جمعية الهلال الأحمر الأفغاني ببداخشان: لقد نصحنا جميع السكان بإخلاء المنطقة قبل بداية الشتاء"، ذلك أن الأمطار والثلوج عادة ما تتسبب خلال هذا الفصل في عرقلة الوصول إلى المناطق الريفية في جبال هندو كوش وبامير. كما أن الأحوال الجوية الرديئة قد تؤدي إلى حصول انجرافات وانهيارات.
لا مكان آخر للرحيل إليه
وبالرغم من أن المئات من الأسر التي تستطيع الرحيل قد بادرت فعلاً بمغادرة مناطقها بالجبل، حسب أبوذر، إلا أن حوالي 300 أسرة فقيرة لا زالت تعيش في المنطقة لأنها لا تستطيع التخلي عن ديارها وسبل عيشها والرحيل إلى مناطق أخرى بشكل دائم. ويقول نياز محمد، الأب لخمسة أطفال، وهو يشير إلى بيت قريب من الجبل المتأثر: "ذاك هو كل ما نملك…ليس لدينا مكان آخر نذهب إليه ونحصل فيه على بيت خاص بنا".
وكان المسح الذي أجرته جمعية الهلال الأحمر الأفغاني قد أظهر أيضاً بأن العديد من المناطق في إقليم بداخشان معرضة للنشاط الزلزالي بشكل أو بآخر.
من جهته، قال شمس الرحمن شمس، نائب محافظ الإقليم، أن "حوالي 2,000 شخص يعيشون في مناطق غير آمنة ببداخشان، ويواجهون مخاطر جمة تتمثل في إمكانية وقوع انجرافات وانهيارات أرضية قد تؤذيهم".
ويتفق المسؤولون بالإقليم على أنه لم يتم إلى الآن اتخاذ ما يكفي من إجراءات لمواجهة هذه المشكلة وعكس المأساة الإنسانية التي قد تنتج عنها. وقال أبو ذر: "كلنا نعلم أن مأساة إنسانية قد تحدث في أي يوم من الأيام في هذا الإقليم إذا ما استمرت المشكلة على ما هي عليه ولم يتم حلها بشكل عاجل وملائم".
الحل الدائم
بالرغم من أن بداخشان لا تعتبر منطقة مزدحمة بالسكان، إذ لا يتعدى سكانها 700,000 نسمة، أي بمعدل 16 شخصاً للكيلومتر المربع، إلا أن المسؤولين يقولون بأن الوصول إلى الأرض سواء للسكن أو الزراعة لا يعد مشكلة رئيسية في الإقليم. ويكمن الحل الذي اقترحه شمس لهذا المشكلة في توزيع الأراضي في الأقاليم المجاورة مثل كندز وتاكار على الأسر المتضررة في بداخشان.
الصورة: مسعود بوبلزاي/إيرين |
تتسبب التساقطات الثلجية الغزيرة في عرقلة الوصول إلى المناطق الريفية في إقليم بداخشان خلال أشهر الشتاء |
بدوره، أفاد عبد الكريم، نائب رئيس بعثة الأمم المتحدة لمساندة أفغانستان في إقليم بداخشان، بأن "هناك حاجة لإيجاد حل دائم للمشكلة التي تعاني منها الأسر في بداخشان"، مضيفاً بأن هذا الحل يجب أن يشمل حق الأسر في الحصول على المساكن وسبل العيش.
"