أصبح بإمكان حوالي 150,000 شخص يقطنون بمحاذاة قناة لي نولا للصرف في روا لبندي أن يستفيدوا من نظام الإنذار المبكر الجديد الخاص بالفيضانات والذي تم تدشينه في 7 يوليو/تموز بدعم ياباني.
وقد كانت هذه القناة دائما معرضة للفيضانات خصوصا خلال الأمطار الموسمية. الشيء الذي كان يتسبب أحيانا في كثير من الفوضى. في شهر يوليو/تموز 2001، أدى فيضان القناة إلى فقدان 74 شخصا وتدمير 3,000 بيت. وهي الحادثة التي أثارت مناقشات عديدة حول ضرورة إنشاء نظام إنذار مبكر يمكن من التنبؤ بالفيضان والاستعداد له. ومنذ 2001، استمرت الفيضانات الموسمية في غمر البيوت المحاذية للقناة، كان آخرها الفيضان الذي حدث منذ بضعة أيام فقط عندما انهمرت مياه الأمطار على روالبندي.
وحول معاناة الناس من هذه الظاهرة، أفادت رابية بيبي، البالغة من العمر 45 عاما، والتي تسكن بمحاذاة القناة أن المياه تتسرب خارج القناة وإلى البيوت بسرعة كبيرة مما يجعل ظروف المعيشية هنا صعبة للغاية.. وفي كل سنة، يضطر الناس لمغادرة بيوتهم خلال موسم الأمطار بسبب المياه التي تغمرها".
شكرا لليابان
توجه وزير المياه والطاقة الباكستاني، راجا برويز أشرف، أثناء خطاب تدشين نظام لي نولا للإنذار المبكر والتنبؤ بالفيضانات، بالشكر للحكومة اليابانية وللوكالة اليابانية للتعاون الدولي (جايكا) على دعمهما للمشروع. من جهته، أفاد السفير الياباني في باكستان، سيجي كوجيما، أن بلاده "ستقوم بكل ما في وسعها" لمساعدة باكستان على إدارة الكوارث.
وتعزو الوكالات الدولية جزءا كبيرا من المعاناة الإنسانية التي خلفها الإعصار الذي ضرب المناطق الساحلية العام الماضي إلى عدم توفر باكستان على أنظمة التأهب للكوارث. مما دفع المسؤولين في الأيام الأخيرة إلى تنظيم مجموعة من الحلقات الدراسية والتدريبات تحت إشراف ياباني تهدف لتثقيف الناس حول أنظمة الإنذار المبكر وكيفية التجاوب معها، وكذا تدريب المسؤولين المحليين على التعامل مع الحالات الطارئة في هذا المجال.
وقد أنشأت جايكا نظام الإنذار المبكر الجديد بتكلفة وصلت إلى حوالي 5.5 مليون دولار، بعد أن تقدمت الحكومة الباكستانية في شهر أغسطس/آب 2005 بطلب رسمي لليابان بذلك. وتم توفير المعدات اللازمة له من طرف اللجنة الفدرالية للفيضانات، وإدارة الأرصاد الجوية بباكستان ومؤسسات المجتمع المدني بروالبندي. وسيمكن هذا النظام الجديد وكالات الإغاثة في إسلام أباد من دق ناقوس الخطر عند صدور أي إنذار بإمكانية حدوث فيضان.
وكانت عدة اجتماعات رسمية وغير رسمية قد ألقت الضوء على ضرورة إقامة أنظمة إنذار مبكر للفيضانات في باكستان. وستتم مراقبة فعالية نظام نولا لي عن كثب خلال الأسابيع القادمة بعد بدأ هطول الأمطار الموسمية على جميع أنحاء باكستان، مما قد يتسبب في فيضانات قد تلحق أضرارا بعشرات الآلاف من الأشخاص، وبعد تنبؤ مصلحة الأرصاد الجوية بحدوث رياح وأمطار موسمية قوية في المناطق الشمالية.
"