1. الرئيسية
  2. East Africa
  3. Sudan

السودان: مخاوف من نقص المياه في مخيمات دارفور

Displaced people in Mornei camp, West Darfur. Water is plentiful in this camp but experts fear other IDP camps in Darfur could face dire water shortages in the event of inadequate rains. IRIN

أصبحت الطوابير الطويلة للنساء والأطفال عند نقاط توزيع المياه مشهداً متكرراً في مخيم أبو شوك للنازحين شمال دارفور. ولكن المشهد مختلف في مخيم مورني غرب دارفور، حيث يلعب الأطفال تحت المياه المتدفقة من الصنابير وجداول المياه التي تعبر الطرق الموحلة.

وقد ذُكِر هذا التباين في تقرير حديث حذر من أن 21 مخيماً يأوي 800,000 نازح من أصل 2,400,000 نازح في دارفور، قد تتعرض لنقص حاد في المياه في حال حدوث جفاف.

وجاء في التقرير الذي حمل عنوان دارفور: إمدادات مياه في بيئة معرضة للخطر"، والذي أصدرته منظمة "تيرفند" الدولية غير حكومية، أن مراقبة استخدام المياه من قبل سكان المخيم وفهم موارد المياه الجوفية لا يكفي، محذراً من أن اللاعبين الرئيسيين في المجال الإنساني غير مستعدين لاحتمال حدوث الجفاف.

وفي بعض المواقع مثل أبو شوك الذي يعتبر أكبر مخيم للنازحين في شمال دارفور حيث يسكن أكثر من 54,000 شخص، يبقى شح المياه حقيقة حاضرة على الأرض.

وقال سانت جون داي، وهو مهندس مياه تابع لمنظمة أوكسفام يعمل في أبو شوك، لشبكة الأنباء الإنسانية (إيرين): "لقد رأينا أمثلة على إغلاق صنابير المياه العمومية في بعض الأيام واصطفاف الناس في طوابير طويلة، كما شهدنا مشاجرات اندلعت عند نقاط توزيع المياه".

وأضاف قائلاً: "ما حدث في دارفور هو تجمع في المخيمات الكبيرة حول القرى الرئيسية مما أدى إلى ارتفاع حاد في أعداد سكان هذه القرى والمخيمات. ولذلك كان لا بد للآبار من دعم عدد أكبر من الأشخاص يفوق بكثير العدد الذي كانت تخدمه في العادة".

وقد فشلت الأساليب التقليدية للتعامل مع نقص المياه في المخيمات التي يتم فيها تقديم كميات غير محددة من الماء للسكان. فوفقاً للتقرير، قالت 94 بالمائة من العائلات التي تم سؤالها في مخيم أبو شوك أنها استخدمت في المخيمات كميات أكبر من المياه مقارنة بالكميات التي استخدمتها سابقاً في القرى.

وقال جيوف رايت، وهو خبير جيولوجيا مائية عمل لأول مرة في دارفور عام 1971 وساهم في كتابة التقرير: "تتميز دارفور بفصول ضعيفة الأمطار كل عدة سنوات، فهذا جزء من الحياة الطبيعية وقد تعود الناس بشكل عام على التعامل مع هذا الوضع. ولكن في الظروف الحالية سيكون من الصعب التعامل مع موسم شحيح الأمطار في المخيمات الرئيسية".

وتبقى حالة عدم الاستقرار الأمني هي السائدة على الأرض حيث تجبر العديد من السكان على البقاء في المخيمات وهم بذلك يعتمدون على موارد محدودة لتدبر أحوالهم المعيشية وكسب بعض المال.

وقال داي: "من الواضح أن الماء المجاني يوفر [للسكان] فرصة لصنع الطابوق وبيع الماء لتحسين الدخل. أما الآن وبعد أن حدث هذا فإن الطلب قد ارتفع إلى حد كبير".

استهلاك غير مستدام

ووفقاً للتقرير، فإن الآليات الداخلية لإعادة ملء الطبقة الجوفية غير مفهومة بشكل كافي. وقد بدأ صندوق الأمم المتحدة لرعاية الطفولة (اليونيسف) بمراقبة مستويات المياه الجوفية في 50 موقعاً في دارفور. وعززت النتائج حتى الآن الاعتقاد السائد أن أنماط الاستهلاك الحالية لا يمكنها الاستمرار في سنوات الجفاف.

فالطبقة الحجرية السفلية في دارفور التي تعرف باسم طبقة القاعدة لا تستطيع في الغالب الاحتفاظ بكميات كبيرة من الماء. ومياه الطبقات الجوفية هذه موجودة في الشقوق ويتم إعادة ملئها خلال الموسم الماطر فقط الذي يمتد لثلاثة أشهر.

وتظهر دراسات هطول الأمطار في العواصم الإقليمية الثلاث لدارفور مستويات سنوية متغيرة بشكل كبير ولكنها أعلى من المعدلات الطبيعية بقليل خلال السنوات الأربع الماضية، أي منذ بدء تأسيس المخيمات. ويذكر تقرير تيرفند أنه "يجب توقع موسم ماطر ضعيف في أي وقت وأن على المنظمات غير الحكومية والسلطات الوطنية أن تخطط لمثل هذا الاحتمال".

وقد أخبر برندان برومويتش، الذي شارك في كتابة التقرير، شبكة الأنباء الإنسانية (إيرين) أن ارتفاع درجة ظاهرة الاحتباس الحراري تزيد المشكلة تعقيداً "فمن المتوقع أن يؤدي التغير المناخي إلى زيادة التفاوت ...وعلى هذا الأساس يجب التخطيط لعام من الجفاف. فمنذ عام 1972 شهدت دارفور 16 موسماً من أكثر المواسم جفافاً من أصل 20 موسماً (منذ بدء التسجيل عام 1917)".

ويكمن الحل وفقاً للتقرير وبرومويتش في تغيير الطريقة التي تفكر بها منظمات الإغاثة، حيث قال برومويتش: "هناك توجه جديد للتنمية هنا. في البداية كان الناس يفكرون في الحالة الطارئة ولكنهم الآن يفكرون بمعيشتهم وبيئتهم على أنها مفتاح الحل لأزمتهم الراهنة".


الصورة: إيرين
صور ملتقطة من الجو لمخيم مورني للنازحين غرب دارفور حيث يعيش أكثر من 60,000 شخص أجبرهم النزاع الدائر في الإقليم على ترك ديارهم
وتابع قائلاً: "هذا تحد جديد يتمثل بتحقيق هدفين في الوقت عينه – الاستجابة لحالة الطوارئ المعقدة والقيام بذلك في مكان يقع على حافة الصحراء. علينا تحسين إدارة الموارد في هذه المخيمات حتى نكون قادرين على تحديد فيما إذا كانت هذه المخيمات معرضة للخطر أم لا".

وقد استجابت اليونيسف و أوكسفام والعديد من المنظمات الإنسانية الأخرى لهذه النصيحة وهي تشجع حالياً أساليب حياة تستخدم كميات أقل من الماء مثل صنع الطابوق بدون ماء. وقد تم وضع أجهزة تسجيل لتحديد مستويات المياه الجوفية في عدة مواقع وسيتم من خلالها مراقبة كمية المياه الجوفية.

وبالرغم من هذه الجهود، لا يزال هناك شح في المياه، وقد يتفاقم الوضع عند وصول 26,000 جندي من قوات حفظ السلام الدوليين في بداية العام القادم .

وكانت الصحافية جولي فلينت التي شاركت في كتاب "دارفور: تاريخ مختصر لحرب طويلة" قد أشارت إلى أنه يمكن لكل جندي من جنود قوات حفظ السلام أن يستهلك أكثر من أي من سكان دارفور بحوالي 40 ضعفاً. وهذا ما يساوي 1,040,000 نازحاً إضافياً.

كما صرح متحدث باسم الأمم المتحدة أن تخصيص موارد المياه "هي قضية مقلقة" بالنسبة لنشر القوات مضيفاً أن الأمم المتحدة لم تستطع وضع خطط راسخة لإدارة المياه لأن العدد والتوقيت الصحيح لقدوم قوات حفظ السلام إلى السودان ما زال مجهولاً. 

"
Share this article

Get the day’s top headlines in your inbox every morning

Starting at just $5 a month, you can become a member of The New Humanitarian and receive our premium newsletter, DAWNS Digest.

DAWNS Digest has been the trusted essential morning read for global aid and foreign policy professionals for more than 10 years.

Government, media, global governance organisations, NGOs, academics, and more subscribe to DAWNS to receive the day’s top global headlines of news and analysis in their inboxes every weekday morning.

It’s the perfect way to start your day.

Become a member of The New Humanitarian today and you’ll automatically be subscribed to DAWNS Digest – free of charge.

Become a member of The New Humanitarian

Support our journalism and become more involved in our community. Help us deliver informative, accessible, independent journalism that you can trust and provides accountability to the millions of people affected by crises worldwide.

Join