أخبرت وزارة الخارجية الأفغانية شبكة الأنباء الإنسانية (إيرين) أن الحكومة الأفغانية دعت إيران إلى التوقف عن ترحيل آلاف المواطنين الأفغان غير الحاصلين على تصاريح عمل أو صفة لجوء.
وقال سلطان أحمد بهين، الناطق باسم الوزارة أن أفغانستان غير مؤهلة لمواجهة أي عمليات ترحيل واسعة خصوصاً خلال فصل الشتاء"، مضيفاً بأن البلاد تفتقد للقدرة على دمج هذا العدد الكبير من المرحلين في المجتمع.
وكانت السلطات الإيرانية قد رحّلت الآلاف من الأفغان في إبريل/نيسان ومايو/أيار من هذا العام، مما خلق مشكلة إنسانية لأفغانستان التي تفتقد للاستعدادات اللازمة للتعامل مع مثل هذه الأوضاع.
وقامت إيران بتخفيض وتيرة الترحيل بعد أن تلقت العديد من الانتقادات من حكومة الرئيس حامد كرزاي والأمم المتحدة والمنظمات الدولية الأخرى التي دعتها إلى تبني عملية ترحيل تدريجية.
غير أن المسؤولين الأفغان في إقليم هيرات الغربي المحاذي لإيران أفادوا بأن إيران استأنفت عمليات الترحيل من جديد خلال الأيام العشرة الماضية بمعدل 500 أفغاني يومياً.
من جهته قال شمس الدين حميد، مدير الإدارة الإقليمية لشؤون اللاجئين والعائدين بأنه "تم ترحيل حوالي 8,000 أفغاني من إيران إلى إقليم هيرات منذ 23 أكتوبر/تشرين الأول".
ولكن السفارة الإيرانية في كابول رفضت التعليق على هذا الموضوع.
المرحلين المستضعفين
وتقول منظمات الإغاثة أن معظم المرحلين هم شباب عازبين في مقتبل العمر هاجر معظمهم إلى إيران بحثاً عن عمل أو فرص اقتصادية.
كما عبر المسؤولون الإقليميون عن قلقهم من وجود المئات من النساء والأطفال والمسننين بين المرحلين. وعن ذلك قال حميد لشبكة (إيرين) بأن "هناك نساء مرحلات لا زال أزواجهن في إيران...ورجال مرحلين تركوا أطفالهم وزوجاتهم وراءهم في إيران".
وتقول الأمم المتحدة أن منظماتها ساعدت السلطات الأفغانية في إنشاء مركزين انتقاليين في إقليمي نمروز وهيرات لتقديم المساعدة والمأوى للمرحلين لمدة 48 ساعة. ويحصل البعض منهم أيضاً على المساعدة للوصول إلى وجهاتهم النهائية داخل البلاد.
اللاجئون والمهاجرون "غير الشرعيين"
وأفادت مفوضية الأمم المتحدة للاجئين بأن هناك أكثر من 900,000 لاجئ أفغاني مسجل لديها في إيران. وأكدت أن الحكومة قدمت ضمانات بعدم إجبار اللاجئين الأفغان المسجلين على العودة إلى بلادهم. غير أن المفوضية لا تتكفل بحماية الأعداد الكبيرة من الأفغان غير الحاصلين على صفة اللجوء والذين يعدون مقيمين غير شرعيين في إيران ولا يندرجون تحت مظلة مفوضية الأمم المتحدة للاجئين.
ووفقاً للمفوضية، تمت إعادة توطين حوالي أربعة ملايين أفغاني في أفغانستان منذ عام 2002، ثلاثة ملايين منهم عادوا من باكستان وحوالي 850,000 من إيران.
ولكن مسؤولين إقليميين أفادوا بتعرض 35 شخصاً على الأقل ممن يزعمون بأنهم يحملون بطاقات لجوء سارية المفعول للترحيل إلى هيرات. وقال سالفاتور لومباردو، مدير مكتب مفوضية الأمم المتحدة للاجئين في أفغانستان بأن المنظمة تقوم بالتأكد من صحة هذه التقارير.
كما أفادت تقارير بأن إيران طالبت جميع الأجانب بمن فيهم آلاف اللاجئين الأفغان بمغادرة إقليمي سيستان وبلشوستان.
"