شهد عدد الأفغان العائدين إلى ديارهم من إيران وباكستان انخفاضاً في الأشهر الأخيرة مقارنة بأشهر الصيف حيث كان إقبال اللاجئين على برنامج المنح للعودة الطوعية في أوجه خصوصاً في باكستان.
ووفقاً للمفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، يصل معدل العائدين من باكستان إلى حوالي 200 شخص يومياً مقابل 12,000 شخص في اليوم خلال شهر أبريل/نيسان.
وتجدر الإشارة إلى أن برنامج المنح المقدمة من المفوضية لتشجيع اللاجئين على العودة من باكستان وإيران والبالغة 100 دولار لكل لاجئ سيتوقف خلال الفترة من 31 أكتوبر/تشرين الأول 2007 إلى 1 مارس/آذار 2008 في باكستان ولكنه سيستمر خلال أشهر الشتاء في إيران، حسب تصريح نادر فرهد، الناطق باسم المفوضية في كابول، لشبكة الأنباء الإنسانية (إيرين).
وكانت المفوضية قد أعلنت في بيان لها في 9 أكتوبر/تشرين الأول بأنه خلال شهر سبتمبر/أيلول، عاد حوالي 16,718 أفغاني إلى ديارهم قادمين من باكستان وإيران بعد حصولهم على منحة العودة الطوعية المقدمة من المفوضية. ويشكل هذا العدد انخفاضاً بنسبة 16 بالمائة عما كان عليه الحال خلال شهر أغسطس/آب و 25 بالمائة عن شهر يوليو/تموز. ويعتبر انخفاض نسبة العودة خلال أشهر الشتاء أمراً متوقعاً نظراً لسوء أحوال الطرقات في هذا الوقت من السنة.
وخلال الأشهر السبعة الماضية، قامت المفوضية بمساعدة ما يزيد عن 347,500 لاجئ أفغاني للعودة إلى ديارهم من باكستان. ولكن لا زال أكثر من 2 مليون أفغاني مسجلين لدى المفوضية كلاجئين يعيشون هناك.
ومنذ إطلاق المفوضية لحملة المساعدات المالية لتشجيع العودة الطوعية للاجئين الأفغان خلال عام 2002، تلقى حوالي 3.2 مليون أفغاني المساعدة للعودة إلى بلادهم، حسب المفوضية.
العودة من إيران
ووفقاً لإحصاءات مفوضية اللاجئين، يوجد أكثر من 900,000 أفغاني مسجلين في إيران ممن يستطيعون البقاء فيها بشكل قانوني. ولم يعد طوعياً إلى أفغانستان سوى 5,500 شخص حتى الآن هذا العام.
وقال فرهد من المفوضية لشبكة الأنباء الإنسانية (إيرين) بأن عدد الأفغان العائدين طوعياً إلى بلادهم من إيران قد انخفض لمعدل 40-50 شخص في اليوم الواحد.
وفي الوقت ذاته، يعيش عدد كبير من الأفغان ويعملون في إيران بصورة غير قانونية ولكن عددهم الحقيقي غير معروف إلى الآن. وقد قامت السلطات الإيرانية بترحيل عشرات الآلاف منهم خلال الأشهر الستة الماضية وصرحت بأنها سترحل المزيد.
الصورة: عبد الله شاهين/إيرين |
تم ترحيل أكثر من 200,000 أفغاني من إيران منذ إبريل/نيسان، وفقاً للمسؤولين الأفغان |
ويقول مسؤولون أفغان وبعض عمال الإغاثة أن البلاد تواجه تحدياً إنسانياً في الوقت الذي لم تعرف فيه الحكومة كيفية التعامل مع عودة الآلاف من الأفغان الذين رحّلوا عن إيران في إبريل/نيسان ومايو/أيار هذا العام.
وكانت الأمم المتحدة ومنظمات الإغاثة قد دعت إيران مراراً إلى اتباع طريقة إنسانية في ترحيلها للأفغان الذين يعيشون في البلاد بشكل غير قانوني وأن تقوم بذلك تدريجياً. وتقول المفوضية أن قدرة أفغانستان على استيعاب مواطنيها العائدين من الخارج وإعادة دمجهم في المجتمع محدودة.
"