العراق-الأردن: أول حالة وفاة بين اللاجئين على الحدود

قال لاجئون ومنظمات إنسانية دولية ومحلية أن امرأة من مجموعة اللاجئين الأكراد الإيرانيين البالغ عددهم 193 لاجئاً والعالقين في المنطقة العازلة بين الحدود الأردنية والعراقية منذ عامين ونصف تقريباً، توفيت في 2 أكتوبر/تشرين الأول بسبب مضاعفات صحية، لتصبح بذلك أول حالة وفاة في ذلك المخيم.

وقال أطباء أردنيون أن الضحية، وتدعى شركات بالاني وتبلغ من العمر 46 عاماً، كانت مصابة بداء السكري وبمرض نفسي. وقد تَركت بالاني وراءها 11 طفلاً تترواح أعمارهم بين 9 و23 عاماً، وهم يعيشون الآن مع والدهم في مخيم اللاجئين نفسه الذي يلقب علية اسم مخيم المنطقة العازلة.

وقال خبات محمدي، الناطق باسم اللاجئين الأكراد الإيرانيين: لقد طلبنا من اللجنة الدولية للصليب الأحمر مساعدتنا لإرجاعها [بالاني] إلى مستشفى الهلال الأحمر في عمّان حيث كانت تتلقى العلاج قبل شهر تقريباً، ولكنهم أخبرونا بأنهم لا يستطيعون القيام بذلك دون الاستشارة الطبية للطبيب الأردني".

وفي 26 من أغسطس/آب، نجح مكتب اللجنة الدولية للصليب الأحمر في الأردن بالتعاون مع السلطات في المملكة في نقل بالاني إلى مستشفى الهلال الأحمر الأردني في عمّان لتلقى الرعاية الطبية اللازمة. ومكثت المريضة في ذلك المستشفى حتى 18 سبتمبر/أيلول عندما وافق الأطباء على إخراجها من المستشفى بحجة أنهم لم يتمكنوا من فعل المزيد لتحسين صحتها في تلك المرحلة من المرض. ولكنهم قاموا بإعطائها دواءً لتتناوله عند عودتها إلى المخيم.

وقال الطبيب عاطف عوض الله، من مستشفى الهلال الأحمر الأردني: "لقد قمنا ما بوسعنا ووفرنا للمريضة الأدوية الضرورية لمتابعة حالتها في المخيم".

ولكن وفقاً لمحمدي، ما أن عادت بالاني إلى المخيم وعلى الرغم من تناولها الدواء، أخذت حالتها تزداد سوءاً خلال الأسبوعيين الماضيين، الأمر الذي دفع اللاجئين إلى إطلاق دعوة جديدة للجنة الدولية للصليب الأحمر والمفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين لمساعدتهم.

وقال كيم جوردن-بيتس، من مكتب اللجنة الدولية للصليب الأحمر في الأردن: "إنها قصة مأساوية للغاية. ومن المحزن أيضاً ما يمر به هؤلاء اللاجئون. ولكن دون الحصول على تصريح من نظرائنا الأردنيين لا يسمح لنا بتحويل أي لاجئ إلى مستشفى أردني".

غير أن مكتب مفوضية اللاجئين الخاص بالعراق والمقام حالياً في عمّان، قد تمكن من نقل بالاني مرة ثانية إلى مستشفى في مدينة القائم العراقية التي تبعد مسافة 7 كلم عن الحدود، حيث حصلت على المزيد من الرعاية الطبية.

من جهتها، قالت أنيتا رامان من مكتب المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين الخاص بالعراق: "لقد اتخذنا كل الإجراءات المتاحة لمتابعة علاجها، ونحن حزينون جداً لوفاتها".

وكان الأكراد الإيرانيون قد وصلوا إلى الحدود العراقية الأردنية بعد أن هربوا من مخيم الطاش الذي يقع في محافظة الأنبار غرب العراق بعد اندلاع اشتباكات بين المقاتلين والقوات الأمريكية في يناير/كانون الثاني 2005.

وبعد منعهم من الدخول إلى الأردن مكث اللاجئون على الجانب العراقي من الحدود في منطقة يصعب فيها على مفوضية الأمم المتحدة للاجئين وشركائها الوصول إليهم بسبب انعدام الأمن.

وقد لاقى طلبهم بإعادة توطينهم في أوروبا أو أمريكا الشمالية الرفض من قبل المفوضية التي عرضت عوضاً عن ذلك نقلهم إلى مخيم رسمي في إربيل، عاصمة إقليم كردستان في شمال العراق الذي يتمتع بحكم شبه ذاتي. ولكن اللاجئين رفضوا هذا العرض معبرين عن خوفهم بعد أن تحدث البعض منهم عن تعرضه لهجوم على يد المسلحين في كردستان عام 2001.

ويعيش 193 لاجئاً على الحدود، 18 منهم تحت سن 18.